حمّام فتحي في حي الميدان
يقع “حمام فتحي” خارج أسوار دمشق القديمة في (حي الميدان الوسطاني) غرب الطريق وعلى بعد حوالي مائة متر شمال تربة سيدي صهيب
.
أمّا الاسم فهو يعود إلى “فتحي الدفتري أو الدفتردار” باني المدرسة الفتحيّة في القيمريّة.
أمر فتحي أفندي بعمارة هذا الحمّام وأوقفه على المدرسة المذكورة عام ١١٥٦ (١٧٤٣-١٧٤٤ للميلاد) حسب العلبي وسجل برقم (21) لأنه نموذجا للعمارة العثمانية في ذلك الوقت
.
أمّا Michel Écochard & Claude Le Coeur فقد حدّدا التاريخ – استناداً إلى كتابة بالخطّ النسخي على البوّابة بالعام ١١٥٨ (١٧٤٥ م).
.
جدّد السيّد (شفيق النوري) من أولاد (عارف أغا النوري) هذا الحمّام سنة ١٣٦١هـ (١٩٤٢م ) كما هو مدوّن عليه وهذا يعني أن سنة البناء والتجديد كانت في القرن الثامن عشر الميلادي
وكان ذلك في نفس الوقت الذي صدرت فيه دراسة العالمين الفرنسييّن الذين وصفا حالته بالممتازة إلى درجة الكمال parfait
وكان له صيت في ذلك الوقت عند أهالي مدينة دمشق.
بيد أنّ العلبي أضاف أنّ الحمّام أغلق بعد عشر سنوات من تجديده وتحوّل إلى مستودع للحبوب ثمّ للأخشاب “ثمّ شرعت الآثار في تجديده ولكنّها توقّفت”.
رسم العلبي عام ١٩٨٩ صورة شديدة التشاؤم لمستقبل الحمّام قائلاً أنّه “ينتظر اللحظة التي ينهار فيها من تلقاء نفسه وتبنى على أنقاضه عمارة حديثة” ولحسن الحظّ هذا لم يتحقّق.
يدلّ مخطّط هذا الحمّام أنّه بني وفقاً لإرادة مهندسيه دون أن تحدّد اعتبارات تتعلّق يالمباني المجاورة الحيّز المخصّص له (أي أنّه بني على أرض خالية) وليس هناك ما يشير إلى تغيّر مخطّطه من منتصف القرن الثامن عشر وحتّى منتصف القرن العشرين (عندما قام الفرنسيّان بدراسته) وإلى اليوم.
أعطيت الزخرفة مكانة خاصّة في هذه الآبدة لا تقلّ عن العمارة إن لم تكن تفوقها أهميّةً ويتجلّى ذلك في الواجهة الابلقيّة والجصّ والفسيفساء والبلاط وما إلى ذلك.
.
المدخل لا يلفت الأنظار سوى بعرض 8م أو أقل ولكن لا تعرف ما بعد ذلك !! وهو أسلوب بناء في دمشق كما ان الواجهة لا تعكس ما خلفها وهم يتقصدون ذلك ربما من الحسد أولمنع لفت الأنظار بسبب ما حصل لدمشق من كوارث على مر الزمن.
.
حمّام فتحي أحد حمّامات المدينة النادرة التي تتمتّع بواجهة مهيبة تتخلّلها أربع فتحات (شبابيك) يقع المدخل على يمينها وسبيل متناظر معه على يسارها.
وله مدخل يشبه مداخل الجوامع ذات المقرنصات..
ويتألف من قاعة في وسطها بحرة (بركة) ولها أربعة أركان..وتعلو القاعة قبة ضخمة
والحمام كله مزين بزخارف بديعة الصنعة بالإضافة الى وجود (القمرات) في أعلى السقف
والتي تسمح بدخول الضوء بألوان مختلفة.