خازوق دمشق يكشف أبشع جرائم الأتراك ضد الانسانية
في ساحة المرجة بقلب العاصمة السورية دمشق، يوجد ساري كبير تحيط به حديقة غنّاء تستمد مياهها من أحد فروع نهر بردي الشهير، المنظر العام الذي يضفي نوعا من الشاعرية والرومانسية يخفي وراءه حكاية تاريخية تهز الوجدان وتقشعر منها الأبدان، حكاية تكشف عن الوجه القبيح لدعاة الاسلام والحرية … ويبقى هذا الشاهد شاهداً ابدياً حياً على جرائم الأتراك وحقدهم على سورية.
فهذا الساري كان في موضعه منذ قرون واحدا من أكبر الخوازيق التي استخدمت في إعدام المعارضين السياسيين وأبطال النضال الوطني، وفي رحلة قصيرة عبر الزمن نكشف عن أبشع وسائل الإعدام، وأشهر من تمت خوزقتهم، خاصة وأنه يتردد في وقتنا الحالي على لسان كثير من ضحايا الارهاب بسورية، أن العصابات الارهابية المسلحة المدعومة من تركيا وتتحرك بأوامرها تنكل بالمواطنين السوريين وتقوم باعدامهم بطريقة مشابهة لطريقة الاعدام بالخازوق .
الخازوق أبشع وسائل الإعدام
تتعدد وسائل الإعدام فمنها الرمي بالرصاص .. الشنق .. الجلد حتى الموت .. حقنة سامة قاتلة .. وأخيراً الإعدام بالخازوق، طرق كثيرة ممكن أن نتصورها، لكن ما لا يمكن تصوره أسلوب الإعدام بالخازوق، فهذه الطريقة البشعة والتي لا أساس لها سياسياً أو دينياً، تعتبر أكثر ما توصلت له البشرية من اعتداء في حق المذنبين أو المجرمين، والغريب في الأمر أن الأتراك هم من اخترعوا هذه الوسيلة البشعة. لكن ليس غريباً عليهم بوصفهم وحوش اتت من قعر التاريخ وبالأدق من وراء التاريخ…
وكلمة الخازوق تستخدم كثيرا في حديثنا، وفي لهجاتنا المحلية أصبح الخازوق مرادفا لكلمة مقلب، لكن الخازوق في الحقيقة شيء أبشع بكثير من مجرد مقلب، فهو وسيلة إعدام وتعذيب في الوقت ذاته، تمثل إحدى أشنع وسائل الإعدام، حيث يتم اختراق جسد الضحية بعصا طويلة من ناحية، وإخراجها من الناحية الأخرى، ويتم إدخال الخازوق من فم الضحية أحيانا، وفي الغالب من الشرج، بعدها يتم تثبيت الخازوق في الأرض ويترك الضحية معلقا حتى الموت.
أما الأبشع في هذه الطريقة، أنه يتم إدخال الخازوق بطريقة تمنع الموت الفوري، ويستخدم الخازوق نفسه كوسيلة لمنع نزف الدم، وبالتالي إطالة معاناة الضحية لأطول فترة ممكنة تصل إلى عدة ساعات، وإذا كان الجلاد ماهراً فإنها تصل إلى يوم كامل.
الأتراك ورحلة الخازوق في عالمنا العربي
واستخدم الخازوق أيضا في السويد خلال القرن السابع عشر الميلادي، وقد كان أداة لعقاب المتمردين في إقليم تيرا سكانيا الدانماركي، وقد كان الخازوق يتم إدخاله بين العمود الفقري والجلد، وبهذه الطريقة كان الضحية يظل يعاني لأربعة أو خمسة أيام قبل أن يموت.
وما بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر، كان الخازوق هو وسيلة إعدام الخونة في اتحاد الكومنويلث البولندي ـ الليتواني، ومن المرجح أن استخدام الخازوق كان شائعا في العصور الوسطى في أوربة، كما أنه من الشائع أن كلا من فلاد الوالاشي المعروف بدراكولا، وإيفان الرهيب كانا أشهر المستخدمين لطريقة الإعدام هذه.
لكن من الثابت تاريخياً أن الأتراك هم من اخترعوا هذه الوسيلة وهم مبتكري الخوازيق.
وللخازوق تاريخ طويل في منطقتنا العربية، وبعد احتلال الأتراك العثمانيين للشام ومصر، تم استخدام الخازوق على نطاق واسع، وقد تفنن الأتراك في صنع الخازوق، وأجروا العديد من الدراسات حول استخدامه، وكانت الدولة العثمانية تدفع المكافآت للجلاد الماهر الذي يستطيع أن يطيل عمر الضحية على الخازوق لأطول فترة ممكنة تصل إلى يوم كامل، حيث يتم إدخال الخازوق من فتحة الشرج ليخرج من أعلى الكتف الأيمن دون أن يمس الأجزاء الحيوية من جسم الإنسان كالقلب والرئتين بأذى قد يودى بحياة “المخوزق” سريعاً، أما إذا مات المخوزق أثناء عملية الخوزقة، فيحاكم الجلاد بتهمة الإهمال الجسيم، وقد يتعرض لتنفيذ نفس العقوبة عقاباً له على إهماله.
البطل السوري سليمان الحلبي… أشهر ضحايا الخازوق
من المعروف أن أشهر حالة خوزقة في تاريخنا الحديث هي حالة البطل “سليمان الحلبي”، الذي قتل القائد الفرنسي كليبر، فقد تعرض سليمان للتعذيب حتى حملوه على الاعتراف، بالتهم المنسوبة إليه، ويقول الجبرتي: “فلما أن كان المتهم لم يصدق في جواباته، أمر ساري عسكر أن يضربوه حكم عوائد البلاد، فحالا أن ضرب لحد أنه طلب العفو ووعد أن يقر بالصحيح فارتفع عنه الضرب وانفكت له سواعده وصار يحكى من أول وجديد”، وفي المحاكمة طالب مقرر المحكمة سارتون أن تكون عقوبة الجاني من العقوبات التي يسوغها عرف البلاد المصرية، فقضت المحكمة بأن تحرق يد سليمان الحلبي اليمنى ثم يعدم فوق الخازوق وتترك جثته فوق تل العقارب حتى تفترسها الجوارح، أما شركاؤه فيُعدمون بالقتل على الخازوق ومصادرة أموالهم على أن تقطع رؤوسهم ثم توضع فوق الرماح وتحرق جثثهم بالنار، لكن هذه الواقعة التي تمثل ملحمة بطولية لا يعرفها الكثيرون، بالرغم من أنها تكشف بشاعة وإجرام الاحتلال الفرنسي على مرّ التاريخ وفي مختلف المناطق العربية.
سليمان الحلبي تحمل الويل من أجل أمته
في يوم 28 حزيران من عام 1800… نفذ حكم الإعدام بالفلسطينيين الثلاثة الذين ساعدوا سليمان في مهمته أمام عينيه، وتم حرق أجسادهم حتى التفحم، ثم غرز وتد الخازوق في مؤخرة سليمان الحلبي فوق تل حصن المجمع “تل العقـارب” بالقاهرة، وبقي جثمانه على الخازوق عدة أيام … تنهشه الطيور والوحوش.
هكذا أذن أُستشهد البطل السوري الحلبي سليمان محمد أمين المعروف بسليمان الحلبي قاتل الجنرال كليبر قائد الحملة الفرنسية على مصر والشام اواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر.
وقد كتب لوتسكي عن بطولته قائلا: “… وبعد مدة قصيرة ـ 14 حزيران عام 1800 ـ اغتيل كليبر من قبل “الإرهابي” سليمان الحلبي… والذي تسلل إلى محل إقامة كليبر فطعنه بخنجره عدة طعنات، وحكمت المحكمة العسكرية الفرنسية بحرق يد سليمان ومن ثم خوزقته، كما قطعت رؤوس أربعة شيوخ مسلمين بتهمة اشتراكهم في الجريمة، وقد قابل سليمان الموت ببسالة، إذ وضع يده بجرأة في النار الملتهبة ولم ينبس ببنت شفة حينما كانت تحترق كما كان باسلا طيلة الساعات الأربع والنصف الذي قضى من بعدها نحبه وهو مخوزق”.
الثورة السورية ضد الأتراك واعدام الثوار بالخازوق التركي
في منتصف العق الثاني من القرن العشرين انطلقت الثورة العربية السورية ضد حكم الأتراك الذين عاثوا فسادا في الأرض وخربوا ديار الشام وقضوا على كل أشكال الحضارة التي ازدهرت بها سورية منذ قرون قبل التاريخ، فانتفض الشعب السوري معلنا الثورة على الفساد والطغيان، أجمع الباحثون على ان الثورة العربية ومن ثم السورية الكبرى هي احدى أهم محطات النضال الوطني التي خاضتها الشعوب العربية في تاريخها التحرري، وانها احدى أهم الانتفاضات التي شهدها العصر الحديث في دول المشرقين، ذلك لأسباب كثيرة أهمها انها كانت استمراراً للتاريخ النضالي الذي احتضنته الأراضي السورية ضد الاحتلال العثماني، من ضمن هذه المعارك معركة «الكفر» التي وقعت في العام 1910 بين مجموعة من المجاهدين يقودهم ذوقان الأطرش وبين قوات الدولة العثمانية بقيادة سامي باشا الفاروقي الذي حمل على الجبل لكسر شوكته واخضاعه لسيطرتها، وكان نتيجة ذلك اعدام ذوقان عام 1911 بعد ان ترك وصيته الشهيرة التي قال فيها قبل لحظات من التفاف حبل المشنقة حول عنقه:”أوصي أبناء وطني ألا يثقوا بالدولة العثمانية أبداً”.
وفي ميادين سورية نصب الأتراك الخوازيق لاعدام قادة الثورة والمشاركين فيها فقضوا على الآلاف من طليعة الشعب السوري، ليسلموا سورية لقمة سائغة للفرنسيين .
وفي عام 1916 اندلعت الثورة العربية وفي عام 1918رفع العلم العربي لأول مرة منذ 400 سنة فوق سراي دمشق، ولان الدول الاستعمارية الكبرى آنذاك وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا كانت قد قسمت المنطقة الى مناطق نفوذ فقد حمل العام 1920 ساعة الصفر لتنفيذ معاهدة «سايكس – بيكو» التي أعطت فرنسا حق الانتداب على سورية ولبنان فانزلت قواتها على الشواطئ اللبنانية وتوجهت الى سورية بأمر من الجنرال غورو الذي أطلق انذاره الشهير يوم 14 تموز من العام نفسه والذي طالب فيه الشعب السوري بتسليم البلاد وعدم التصدي لقواته مطلقا اعنف التهديدات بالقمع والقتل والتدمير وحرق الأخضر واليابس.
كانت أولى المواجهات بعد عشرة أيام من تاريخ الانذار فدارت على أرض ميسلون معركة طاحنة مختلة التكافؤ بشكل كبير فالحملة الفرنسية مجهزة بالدبابات والمصفحات والوحدات الهندسية ووحدات المشاة، وكانت مدعومة بأسراب الطائرات الفتاكة وعربات المدفعية عيار75 و155 مم، فيما كانت قوات الجيش السوري التي قادها وزير الحربية يوسف العظمة مكونة من 5000 مقاتل بينهم عدد كبير من غير النظاميين بالاضافة الى عدد من المتطوعين ومعظمهم ببنادق تركية عتيقة، وقد استشهد العظمة مع عدد كبير من بواسل جيشه.
بعد هذه الهزيمة دخل المحتلون دمشق وأخذوا يبسطون سيطرتهم على كامل الأراضي السورية، ولم يمض كثير من الوقت حت بدأوا كأسلافهم العثمانيين بالتنكيل بالأهالي مع الفارق ان الفرنسيين حاولوا في أيامهم الأولى اقناع الشعب بانهم أمناء عليه، وقد أتوا للأخذ بأيدي أبنائه، ومساعدتهم على مواكبة العصر.
الا أن الانتداب الفرنسي مارس نفس أساليب التنكيل التركية دون أن يجرؤ على استخدام الخازوق في محاربته للانتفاضات السورية ضد الاحتلال.
رحلة الاستمتاع بالخازوق التركي
للأسف نجد اليوم بعض السوريين ممن خوزق الأتراك أجدادهم، يعتبرون تركيا منبع الحرية والديمقراطية ويلجأون اليها ويأتمرون بأوامرها ضد أبناء جلدتهم ناسين نصيحة المجاهد السوري الشهيد “ذوقان الأطرش” الذي قال وهو على حبل المشنقة “أوصي أبناء وطني ألا يثقوا بالدولة العثمانية أبداً”، لكن يبدو أن هناك من يتلذذ بالخوزقة، خاصة وأن الخازوق التركي قائماً دائما أبدا، ولن ينكسر نصله الا على يد سورية .
(نقلا عن صحيفة خارج السرب)
العلاقات بين الاتراك وبعض الشعوب المظلومة منهم
تركيا واليونان
اليونان: منذ قرون على عداوة مع تركيا بسبب مجازرهم بحق أسلافهم اليونانيين والروم البيزنطيين من ابناء كرسي انطاكية والقسطنطينية واورشليم.
اتركيا والارمن
الأرمن: منذ قرون على عداوة مع الأتراك بسبب مجازرهم بحق أسلافهم والتي راح ضحيتها اكثر من مليون ونصف المليون أرمني.
تركيا والاكراد
الكرد: منذ قرون على عداوة مع الأتراك بسبب اضطهادهم وقتل شعوبهم وتدمير بيوتهم و قراهم.
تركيا والعرب
العرب400 عام من قتل واحتلال وخوازيق في أسلافهم راحت في مهب الريح.
في النتيجة
فعلاً بين تركيا والخازوق قصة عشق لا تنتهي هاهو النيو خليفة العثماني اردوغان يطلب اعادة الاعدام بالخازوق…!
فهل من وحشية اشد؟