حاملات الطيب…والقديس يوسف الرامي والقديس نيقوديموس
هذه الكوكبة من القديسات والقديسين ترتبط بشكل وثيق بموت المخلص ودفنه وقيامته اي بالاسبوع العظيم المقدس وتحديدا عند موت الرب ثم عند قيامته وتعيد كنيستنا الارثوذكسية لها في الاحد الثاني بعد احد القيامة واحد القديس توما
من هن حاملات الطيب؟
حاملات الطيب كنّ كثيرات، إذ نساء كثر كنّ يخدمن المسيح وتلاميذه من أموالهنّ.
يذكر متى الإنجيلي: ”وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد وهن كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه“ (متى ٥٥:٢٧)، إلّا أن الإنجيليين ذكروا المشهورات منهنّ فقط:
– مريم المجدلية: أنقر هنا لقراءة سيرتها ومكانتها وورودها في الكتاب المقدّس
– صالومي: هي ابنة يوسف الخطيب التي كان زوجها زبدي التي منها وُلد يوحنا الإنجيلي ويعقوب.ويذكر أن يوسف أولد أربعة أولاد ذكور
وهم يعقوب المدعو الصغير ويوسى وسمعان ويهوذا وثلاث بنات استير وثامر وصالومي امرأة زبدي.
– يونا: هي امرأة خوزي الذي كان وكيل وقهرمان هيردوس الملك.
– مريم ومرثا أختا لعازر.
– مريم التي لكلاوبا وأناس يدعونه كلوبان.
– سوسنا.
– مريم أم يعقوب الصغير ويوسي.
– مريم الأخرى.
شرح حول مريم الأخرى ومريم أم يعقوب ويوسي
يذكر التسليم الكنسي παράδοση أن مريم الأخرى هي والدة الإله وقد ظهر لها الرّب القائم أوّلًا.
يظهر هذا التسليم بقوّة في شروحات الآباء القدّيسين
غريغوريوس النيصصي، يوحنا الذهبي الفم، افسافيوس الإسكندري، انسطاسيوس السينائي، سمعان المترجم، غريغوريوس بالاماس، نيقوديموس الأثوسي وغيرهم, وأيّضًا في ترانيم الكنيسة في الليتورجيا فتقول:
– إن القوات الملائكيّة ظهروا على قبرك الموقّر، والحرّاس صاروا كالأموات، ومريم وقفت عند القبر طالبةً جسدك الطاهر، فسبيت الجحيم و لم تجّرب منها، وصادفت البتول مانحًا الحياة، فيا من قام من بين الأموات، يا رّب المجد لك. (طروبارية القيامة باللحن السادس).
إن الملاك تفوّه نحو المُنعَمِ عليها (لاحظوا المُنعم عليها)، أيّتها العذراءُ النقيّة افرحي، وأيضًا أقول افرحي، لأن ابنك قد قام من القبر في اليوم الثالث.
– افرحي مع الرسل إذ قد عاينتِ ابنك وإلهك ناهضًا أيّتها النقيّة المنعم عليها من الله. (قانون أحد حاملات الطيب في الأودية الأولى).
كما يقول سنكسار أحد الفصح: “وأمرُ القيامة أوّلًا صار معروفًا عند والدة الإله…”
يستفيض القدّيس غريغوريوس بالاماس ويقول أن والدة الإله قد عرفت القيامة قبل النسوة والتلاميذ. وُينهي شرحه أن والدة الإله أتت مع مريم المجدليّة إلى القبر عند الزلزلة وليس بعدها (متى ١:٢٨)، وتمتّعت بنور القيامة، ويقول أنّه هناك فارق زمني غير مشار إليه في تسلسل الأحداث.
كما يقارن بين كلام الملاك في إنجيل متّى (٥:٢٨):”لا تخافا أنتما فإني أعلم أنّكما تطلبان يسوع المصلوب”، وكلام الملاك جبرائيل في إنجيل لوقا(٢٩:١) “لا تخافي يا مريم لأنّك قد وجدت نعمة عند الله” ليقول أن الملاك هو نفسه الذي بشّر والدة الإله أوّلًا بالحبل الإلهيّ وها اليوم يبشّرها بقيامة مولدها الإلهي، فكان من الطبيعي أن تفهم والدة الإله وحدها هذا الكلام قبل غيرها ودون الآخرين.
ويقف مذهولًا أمام ما حدث في اليوم الأوّل فيقول
يفترق الإنجيليون فيما بينهم بالنسبة للساعة في السحر، كما وبالنسبة لعدد النسوة. هن كثيرات وجئن إلى القبر مرّات عدة سويّة وليس نفسهنّ.
يظهر يوحنا الإنجيلي (الإصحاح ٢٠) أن مريم المجدليّة أتت إلى القبر بمفردها ووجدت الحجر مدحرجاً فهرعت تخبر التلاميذ بأن هناك من أخذ الرّب، ومن ثم عادت وبكت خارج القبر، وبعدها لاقاها الرّب بعد مغادرة بطرس ويوحنا مكان القبر.
فيستنتج القدّيس بالاماس أن متى الإنجيليّ يجمع حدثين بحدث واحد، إذ كان همّه نقل فرح القيامة أوّلاً، وهذا يظهر جليًّاً باختلاف عدد الملائكة التي ذكرها الإنجيليّون الأربعة في الأحداث القيامية.
خلاصة
كلّ هذا يدفعنا إلى مشهدٍ غريب عجيب يفوق الوصف حيث تجري الأحداث فيه بسرعة مهولة، إذ السماء أصبحت كلّها على الأرض، وملائكة الله يصعدون وينزلون. كيف لا والقيامة هزّت المسكونة جمعاء وما تزال.
أمّا بخصوص مريم أم يعقوب ويوسي
يذكر كلّ من الآباء القدّيسين غريغوريورس النيصصي، يوحنا الذهبيّ الفم، إفسافيوس الإسكندري، أنستاطيوس السينائي، سمعان المترجم، غريغوريوس بالامس، نيقوديمس الآثوسي. أن مريم الأخرى (متى ٦١:٢٧ ومتى١:٢٨) ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي (مرقس ٤٠:١٥) هي والدة الإله مريم وقد ظهر لها الربّ القائم أوّلًا. ولكن طبعًا والدة الإله مريم بقيت عذراء، ويعقوب ويوسي هما أولاد يوسف خطيبها الأرمل من زواج سابق.
فنقرأ عند متى الإنجيلي
”ولما جاء (يسوع) الى وطنه كان يعلّمهم في مجمعهم حتى بُهتوا وقالوا: «من أين لهذا هذه الحكمة والقوّات؟ أليس هذا ابن النجّار؟ أليست أمّه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟ أوليست اخواته جميعهنّ عندنا؟ فمن اين لهذا هذه كلّها؟» (متى ٥٣:١٣-٥٦).
وأيضاً
”كانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد وهنّ كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه. وبينهن مريم المجدليّة ومريم أم يعقوب ويوسي وأم ابني زبدي“ (متى ٥٥:٢٧-٥٦)،
ويتابع
”فأخذ يوسف الجسد ولفّه بكتّان نقي، ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة ثم دحرج حجراً كبيراً على باب القبر ومضى. وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر“ (متى ٩٥:٢٧-٦١)،
وأيضاً يعود يذكرها
”بعد السبت عند فجر أوّل الأسبوع جاءت مريم المجدليّة ومريم الأخرى لتنظرا القبر“ (متى ١:٢٨).
كذلك مرقس الإنجيلي يقول
”كانت مريم المجدليّة ومريم أم يوسي تنظران أين وُضع“ (مرقس٤٧:١٥).
يوسف الرامي
تضرع لبيلاطس ليعطيه جسد المخلص ليدفنه بقوله: اعطني هذا الغريب
“ان يوسف لما شاهد الشمس قد أخفت اشعتها وحجاب الهيكل انشق لموت المخلص، دنا من بيلاطس وتضرَّع اليه صارخاً وقائلاً: أعطني هذا الغريب الذي منذ طفوليته تغرَّب كغريب، أعطني هذا الغريب الذي أستغربُ مشاهدتي اياه ضيفا للموت، أعطني هذا الغريب الذي يعرف أن يُقريَ الفقراء والغرباء، أعطني هذا الغريب الذي غرَّرَ به اليهود من العالم حسداً، أعطني هذا الغريب لكي اواريه في لحد، الذي بما أنه غريبٌ ليس له أين يسند رأسه، أعطني هذا الغريب الذي لما رأته أُمه ميتا صرخت يا ابني والهي، ولئن كانت جوانحي تتجرح وكبدي يتمزق عندما أنظرك ميتا، لكن بما أنني واثقةٌ بقيامتك أعظمك
يوسف ونيقوذيموس أسرعا ليدفنا جسد الرب يوم الجمعة لأن الفصح قد قرب لأن ذلك السبت كان عظيماً. ولئن كانا طيباه بالطيوب لكنه ليس كما يجب بل أنهما وضعا صبراً ومرّاً كثيراً فقط، وأدرجاه بالسباني ودفعاه إلى القبر.
من هنا ابتعن النسوة طيوباً كثيرة الثمن وذهبن في الليل، من جهة خوفًا من اليهود ومن جهة ليتمّمن عادتهنّ ويطيّبنه ويكملّن ما كان ناقصاً وقت دفنه. فعند حضورهن أبصرن شاهدن ملاكين لامعين كالبرق داخل القبر وآخر جالساً فوق الحجر وبعد هذا عاينّ المسيح وسجدن له وأما المجدلية فظنته البستاني وسألته عن ذاته.