تاريخ استخدام الملاعق في المناولة المقدسة
سر الافخارستيا او سر الشكر وهو أحد الأسرار المقدسة للكنيسة عامة، وهو سر يتناول بموجبه المؤمنون القربان المقدس تحت شكلي الخبز والخمر اللذان يتحولان بالاستحالة المقدسة الى جسد الرب يسوع ودمه الالهيين…
اليوم تستخدم الكنيسة الارثوذكسية قاطبة ملعقة المناولة لمناولة المؤمنين، والسؤال الذي يطرح هذه هل هذه الطريقة سليمة صحيا وخاصة عند انتشار الاوبئة ومنها اخيراً وباء كورونا في ظله تعالت اصوات رافضة، ومتى بدىْ باستخدام الملعقة المقدسة؟
فنفول في الشق الاول وبكل ايماننا القويم ان مانتناوله هو جسد ودم الرب يسوع وهو على قول الكاهن في الليتورجيا ان المناولة “لصحة النفس والجسد”، ولم يسجل التاريخ المسيحي اية حالة انتقال للعدوى بواسطة الملعقة والا لكان اصيب كل الكهنة والشمامسة بالامراض نتيجة (“تلمذة” الكأس المقدسة اي تناول كل مابقي في الكأس بعد مناولة المؤمنين كافة) وبهذا المفهوم البشري تصير المناولة مجردة من كل معناها اللاهوتي وعبارة عن اكل طعام مجرد وليست اشتراكاً في القدسات الالهية…بكل معناها اللاهوتي…
اما تاريخ استخدام الملعقة في الكنيسة الارثوذكسية فنفول ان ملعقة المناولة كانت موجودة على الأقل من القرن السادس إلى السابع المسيحيين، لكن هذا لا يعنى أنها استخدمت فى المناولة بشكل عام…، هي ملعقة من الفضة يعلوها صليب، تُسْتَخدَم في تناول الدم المقدس من كأس القربان، والأصل في استعمال الملعقة هو تناول القربان المقدس بها، بعد أن صار ممنوعاً تناوله باليد، وتعرفها كنائس الشرق كلها عدا الأرمن والموارنة تحديدا الكنيسة الارثوذكسية ليس في الشرق وحده بل في كل العالم الارثوذكسي.
قبل القرن الحادى عشر والثانى عشر المسيحيين،كان كل شخص من الإكليروس أو الشعب على حد سواء، يتناول القُدسات الالهية (الجسد والدم المقدسين) بشكل منفصل (بنفس الطريقة التى بها يتناول الإكليروس القُدسات الإلهية فى يومنا هذا في القداس الالهي، عندما يتناولونها داخل الهيكل)، فعندما يقترب المُتناول لتناول القدسات يمد يديه، مع وضع اليد اليمنى على اليد اليسرى مع فتح راحتين كفيهما، ويضع الكاهن جزءًا من الخبز المقدس فى كف المُتناول. بعد تناول الخبز، تُقدم الكأس للمُتناول من الشماس فيشرب منها.
أول دليل واضح على استخدام ملاعق الشركة ظهر فى القرنين الحادى عشر والثانى عشر المسيحيين في الكنيسة الارثوذكسية الخلقيدونية، ثم أصبحت الملعقة المشتركة هى القاعدة الراسخة فى العديد من الأماكن بحلول منتصف القرن الثانى عشر، كما نعلم من القانونى الكنسى الشهير ثيودور بالسامون (+ 1195م)؛ ففى تعليق له على القانون الكنسى 101 للمجمع الخامس أعلن: عدم رضاه من أن الطريقة التقليدية لتوزيع الشركة قد تم التخلى عنها فى بعض المناطق. بعد قرون، فى تعليق على نفس القانون، أشار القديس نيقوديموس (+1809م) إلى أن إدخال ملعقة الشركة جاء نتيجة لندرة الشمامسة.
بحلول أواخر القرن الثانى عشر المسيحي خدم كاهن واحد العديد من الكنائس، الذى جعل توزيع عنصرى الإفخارستيا بشكل منفصل صعبة للغاية، وقد حُلت المشكلة بإدخال الملعقة، والآن الكاهن يناول عنصرى الإفخارستيا (الخبز والنبيذ) معًا بملعقة”.
بالإضافة إلى ذلك، يخبرنا القديس نيقوديموس «إن وضع القُدسات مباشرة فى فم المتناولين ساعد على الحد من الانتهاكات الحاصلة للقدسات والانسكاب عند الشرب من الكأس المقدسة.
ومن الواضح أن بعض الناس كانوا يهملون ويسقطون جزيئات الخبز المقدس، آخرون يخفونها “لاستخدامها لأغراض خبيثة”.
إن استخدام الملعقة لم يتم بسن قانون من مجمع مسكونى أو محلي. وقد جاء استخدامها تدريجياً، فى البداية، ربما، تم استخدامها لمناولة المرضى والمشرفين على الموت فى أول الأمر، وقد واجه استخدامها فى القداس الإلهي بعض المقاومة، مثل أى تغير مراد لأى شكل طقسي هام، فلم يكن استبدال طريقة القرون القديمة فى تناول القداسات بشكل منفصل، بناءً على ما ورد الكتاب المقدس، بالأمر السهل، ومع ذلك، فإن الاحتياجات الرعوية الجديدة جعلت استخدام الملعقة أمرًا لا مفر منه.