تأملات روحية…
وسكن بيننا…
في بشارته الالهية كتب القديس يوحنا الإنجيلي:
-” والكلمة صار بشراً…
فسكن بيننا…
فرأينا مجده
مجداً من لدن الآب لإبن وحيد
ملؤه النعمة والحق.”
(يوحنا: (1/14)
ربي الحبيب اسمح لي ان اخاطبك من قلب من قلب خاطىء اثيم…
– يايسوعي الحبيب لكم أردْ أنا الخاطيء، أن أقتدي بشيء مما مارسه تلميذك يوحنا الحبيب بعد تأمل طويل استولى على كيانه، لحظة إثر لحظة، كي يصل الى ما وصل اليه من كلمات في هذه الآية، تكتنف كل وجودك، ما سبق منه تجسدك، ومارافقه من حضورٍ وأعمالٍ وأقوال كانت أبداً تؤرجحه بين شك ويقين، هو وسائر التلاميذ، حتى حَسَمَتْ قيامتُكَ كل تساؤلٍ بانفجارِ البهاء الالهي…
– رب الحنون تحنَّنْ علي، وهِبني فرحَ الاختلاءِ بكَ ولو لثوانٍ جادة قبل فواتِ الأوان.
– ربِ يسوع الحبيب، عندما يسكنُ روحُك القدوس إنساناً ما، لايسعه إلا أن يملأه نوراً وحقيقةً وفرحاً ، كالذي كان يملأ حبيبك يوحنا الذي أوليته بأمك الطاهرة من قبل صعودك الى أبيك فوق…
وهويصلُ إلى ماوصلَ إليه من يقينٍ يخُصُكَ يا إلهي، فكتب ماكتب ليقول
ليس أن الكلمة صار بشراً وحسبْ، بل إن الإنسان صار قابلاً ليصبح الكلمة!
– رب الحبيب، هِبني من نوركَ، أنا الخاطيء الأثيمْ، ما يفتح أمامي كل الدروب، لاسيما تلك الصاعدة من ارضنا الى سمائك.
– يسوعي الحلو، هنيئاً لحبيبكَ يوحنا وكل تلاميذك بحنوكَ، هنيئاً لمن فعلتَ معهم ياربي الحنون المعجزات، هنيئاً لهم هؤلاء الذين عاينوا مجدك في مافعلت لهم ،بعدما عاينوك إنساناً فقيراً لامكان لك تسند اليه رأسك، ايها الغريب الفقير، وكم تبكيني هذه الترتيلة الخالدة التي تجسد يوسف الرامي متوسلاً إلى بيلاطس مستعطفاً إياه بقوله:” أعطني هذا الغريب الذي لم يكن له مكان يسند اليه رأسه، أعطني هذا الغريب كي أواريه… الذي لا حُسن له… ولا جمالْ…” فأنوحُ ملءَ كياني، وأندم على كل سقطاتي، ليتني كنتُ معايناً لكَ معهم لكان لي قداسةُ اللقاء بك ليوحنا تلميذك الاحب الذي أعطيته رعاية أُمك، انت يامن تأنست من أجلي أنا الخاطىء الأثيم، لكي تنقيني وتجعلني يارب مساوياً لك في تأنسك، وتتيح لي أن أصبح مساوياً لك في ألوهتك الأزلية رغم عدم استحقاقي ايها الطاهر القدوس، وحاملاً إياك كلمةَ حُبٍ وخلاصْ، لكل من يَقْبَلكْ من أجلِ بيتكَ الكبيرْ.
– ربِ علمني أن أسجدَ لكَ، لا مُرتعداً، ولا مُستغفراً، ولا سائلاً، بل شاكراً وحسب…
– يسوعي المخلص الحبيب، ياحبيبي وسندي، وصدرك مطرحٌ قدوسٌ أُلقي عليه رأسي المليء بالأحزان والآلام والخطايا، أتساءل، فيمَ لوكنتُ محلَ تلميذكَ يوحنا وحبيبك، وأخذتُ أكتبُ ماعِشت معكَ ومن خلالك، مع سائرَ التلاميذ، أكنتُ اكتفيتُ بهذه الكلمات الست اوالسبع؟؟؟ أُلخص بها في بلاغةٍ قلَّ مثيلُها، وربما لامثيلَ لها على الإطلاق، كل ماكنتَ في الآب، وصرتَ على الأرض، وتركتَ للبشرية وهي في طريقها الى السماء؟
ربِ، ربِ، ربِ، هِبني نعمةَ التنعُمِ بمرآكَ وحضوركَ وحبكَ… عندما تنقلني اليك…