خربشات سياسية 2 شباط 2021 ماذا ارادت ‘قسد’ من حصارها للاهالي بمناطق في شمال سورية؟
فرضت ما تسمى “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” حصارا على الاهالي في مناطق بمدينتي الحسكة والقامشلي، وقطعت جميع الطرق المؤدية إليها ومنعت دخول صهاريج الوقود وشحنات الدقيق وباقي المستلزمات الضرورية لحياة المواطنين، ما ادى الى توقف المخابز عن العمل وشح في كل ما يحتاجه الاهالي.
الحصار دخل يومه الحادي والعشرين على التوالي، لكن مصادر خبرية كشفت أن اتفاقا مبدئيا تم التوصل إليه بمساع روسية، يقضي بفك الحصاراعتبارا من منتصف اليوم الثلاثاء 2 شباط وازيلت الحواجز وبدأ دخول المواد التموينية، وذلك بعد اجتماعات مكثفة عقدت في مدينة القامشلي خلال الساعات الماضية بين الجانب الروسي وقياديين في تنظيم ” قسد” الموالي للجيش الأميركي، تم خلالها التوصل إلى اتفاق (غير مضمون) لفك الحصار عن الأحياء المحاصرة في المدينتين.
ما الضامن من تكرار هذا الحصار؟ وقد ادعوا بموجب الاتفاق الذي لم تكن الدولة السورية طرفاً فيه على الدولة ان تفك الحصار عن بعض المناطق الكردية كالشيخ مقصود…في حلب علماً انها ليست تحت الحصار على الاطلاق…!!!؟؟
هل ستلتزم قسد؟ والواقع غير مضمون هي مجرد ميليشيات عميلة لاقرار لها القرار بيد الاحتلال الاميركي منفذة لاملاءات المسؤول الاميركي الموجود كالمفوض السامي في عهود الانتدابات على الارض السورية في اقصى الشمال الشرقي…
حتى ان ميليشيا قسد ليس لها اي دور في اختيار الطريقة والتنفيذ كله يكون مقرراً عليها…!! لأنها اداة مأجورة محبة للبطش وسفك الدماء للمحتل الاميركي… وكل يوم يسقط برصاص غدرها العديد من شباب المنطقة المحتجين على عربدتها…
ولكن السؤال الاكبر الى متى ستبقى هذه الميليشيا العميلة التي خانت الدولة السورية وماقدمته له من تجنيس وفرص عمل ومساعدات لصد الارهابيين…؟ وفي الواقع هي قدمت الخيانة ضد سورية فطعنت الدولة في صدرها وظهرها وكانت ولاتزال هي الخنجر الاميركي المسموم الذي يسرق مقدرات الدولة السورية ويمنع وصول الجيش السوري الى الحدود الدولية مع الجيران… ويحتل بدون حق الارض السوري بمايخالف القانون الدولي الذي من المفروض على اميركا ودول الغرب وهي الدولة دائمة العضوية في مجلس الامن ان تحمي القانون الدولي…
هذا الوجود الاميركي هو المسهل للعدو التركي ليقتطع اراضي كبيرة في الشمال والشرق السوريين، وهو الميسر للعدو الصهيوني بالعدوان على كل مكان في سورية والا كيف وصلت طائرات العدو الى دير الزور لولا التسهيلات الالكترونية والتشويش على رادارات منظومات الصواريخ السورية، ولتستمر اسرائيل في احتلالها للجولان بموجب صك الملكية الذي اعطاها اياه غير المأسوف عليه الراحل عن السياسة ترامب…
لكن ما الاهداف من وراء هذا الحصار؟
قبل تحليل المحللين السياسيين اقول وانا المواطن السوري المكتوي منذ عشر سنوات بالحرب الظالمة من الكون والعدوان الارهابي المنقطع النظير على سورية وسياسة الحصار والتجويع والقيام باحتلال الارض السورية وحرق الحاصيل الاستراتيجية وهي في ارضها وسرقة مابقي منها وسرقة النفط والغاز… ووباء الكورونا والمحروم من الغذاء والدواء انا مواطن ولست محللاً سياسياً:
ان الهدف الاساس هو تفريغ المنطقة من العرب بتغيير ديموغرافي بالقوة الجائرة وبعقلية غزاة القرون التاريخية كلها لتكون نواة الدولة الكردية! والا ماهو السبب الذي دفع الاميركان لتدمير الرقة ومعظم احياء دير الزور ولماذا دمرت الجسور في دير الزور وحتى الطوافات المائية كله لقطع الطريق على الجيش السوري لوصل طرفي المدينة… وما دفع قسد لاحتلال الرقة وليس فيها اي كردي اطلاقاً الا لاحتلالها كما تم ومنع اعادة عمرانها وعودة سكانها اليها وهو تغيير ديموغرافي لاخراج العشائر العربية وبقية المكونات وخاصة المسيحية المؤيدة للدولة السورية وقد تمثل ومنذ 21 يوما بحصار الحسكة والقامشلي في منطق المدينتين ذات الاغلبية المسيحية…المسيحيون هناك لم ينسوا ماتعرضت له عائلاتهم ابدا المجازر التركية 1915 بيد كردية في الجنوب التركي ومنطقة ارمينيا الغربية للحلول محل المسيحيين هناك…الاكراد لم يتعظوا بفشل دولة اربيل بشمال العراق…وقبلها تحالفهم مع الاتراك بالمجازر بحق المسيحيين وترحيلهم من بيوتهم من ارمن ويونان وسريان وآشوريين من كيليكيا الى ديار بكر وماردين و…1915-1918 واخيراً ذبحتهم تركيا فلجأوا الى سورية كما لجأ المذبوحون بيد الاكراد كالأرمن والآشوريين والسريان لكن الاخيرين كانوا ممتنين للسوريين شعبا وكيانا ولم يحملوا السلاح ضد من آواهم بعكس الاكراد والتياعهم لتشكيل دولة لهم ولو تحالفوا مع الشيطان ضد اخوتهم في البشرية…
الواقع اليوم ان معظم من انجرف من العشائر العربية وسواهم مع قسد بذريعة دفع الخطر الداعشي ادرك الحقيقة وارتد الى الدولة السورية وهذا مادفع قسد الى جملة من الاغتيالات بحق زعماء ومسؤولي هذه العشائر والاغارات الاميركية المستمرة على المناطق المحتلة من اميركا وقسد واتقال واخفاء العديد من الشباب واطلاق الدواعش في خلف خطوط الجيش السوري بحماية قاعدة التنف ومخيم الركبان
محللون سياسيون يرون أن القوات الكردية تمارس تطهيرا عرقيا وتغييرا للديموغرافية في الشمال السوري، وذلك عبر حصار “قسد” للاهالي في المدينتين، مشيرين الى ان الكرد منذ ان بدأت الحرب على سوريا وهم يحاولون استثمار كل ما يستطيعون فعله.. ففي بداية الازمة، قدمت الدولة السورية كل ما يتوجب عليها لدعم الاكراد والعشائر العربية هناك للتصدي للارهاب، لكن الكرد كان لديهم مشروع آخر، فهم يعتقدون بأن الفرصة الآن سانحة لاعلان كيان انفصالي كردي، ويمارسون اليوم في مناطق الشمال السوري اعمال التطهير العرقي واخلاء المناطق، ويحاولون تفريغ الحسكة من اي وجود للعرب ابناء العشائر والمسيحيين وهم الاصلاء الأكثر عدداً فيها او لمؤسسات الدولة السورية.
ويشير المحللون الى ان الكرد يعتقدون ان الفرصة اليوم سانحة امامهم، لان الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن معروف انه يتعاطف مع الاكراد، وهم الآن يستثمرون في الوقت للتمدد اكثر، اما للمفاوضات المستقبلية التي تحقق لهم كيانا انفصاليا، او لاجل الحصول على ادارة ذاتية.
ويؤكد المحللون ان الكرد ومنذ بداية الازمة ادوا دورا وضيفيا وهم شاركوا بالحرب على سوريا، وكان عليهم اجراء مراجعة شاملة منذ ان سقط الاستفتاء في اربيل، لكنهم دائما يصطدمون بالقدر، فشروط المنطقة لا تعطيهم هذه الافضلية، ولن تكون لهم ادارة ذاتية وربما يحصلوا على ادارة محلية، خاصة ان اغلبية سكان المنطقة من العرب.
ويؤكد المتابعون لشؤون المنطقة ان بايدن لن يكون قادرا على تغيير الوقائع، فما جرى في سورية كان حربا ضروسا لمدة 10 سنوات، ومن خلال هذه الحرب ولا الاميركي ولا غيره استطاع ان يغير شيء من الوقائع رغم ان كل الحدود المتاخمة لسورية كانت مفتوحة ومشرعة وكانت هناك منصات ومعسكرات للتدريب والتحضير اللوجستي ولم يستطع كل ذلك ان يغير شيئا من الوقائع.
من جهة اخرى يعتبر خبراء استراتيجيون ان ما تفعله قسد في الشمال السوري الهدف منه بشكل واضح احداث التغيير الديموغرافي في هذه المناطق لتعديل الاختلال الذي هو لمصلحة العشائر العربية، وهذه المنطقة هي نسيج واحد متكامل لا توجد تاريخيا خلافات بالطريقة التي تعمل قسد على تشجيعها واثارة النعرات ما بين مواطني البلد الواحد، والهدف من اثارة الخلافات هم تسهيل حكم هذه المناطق.
واوضح هؤلاء ان تصعيد النزعة الانعزالية في هذه المناطق او الادارة الذاتية والى ما هنالك تتطلب احداث نوع من التغيير الديموغرافي، معتبرين ان قسد لا تمثل الشريحة السورية الكردية ولكنها تمثل شريحة من العملاء الذي يتوزعون ضمن كل مكونات الشعب السوري في كل المنطقة ولا يمثلون سوى انفسهم، في حين ان الغالبية الكبرى كما ظهر في المظاهرات الاخيرة ترفض الوجود الاميركي وترفض التعامل والعمالة للاحتلال الامريكي.
ويحمل الخبراء ميليشيات قسد المسؤولية عن العديد من جرائم الحرب، وفق ما وصفها قانون المحكمة الجنائية الدولية، في ميثاق روما لعام 1998، فالمادة 8 تتعلق بأخذ الرهائن والمادة 15 اجبار الرعايا المدنيين على الاشتراك في عمليات حربية، والمادة 25 تشمل تعمد تجويع المدنيين كاسلوب من اساليب الحرب، واليوم هناك عشرات الآلاف يعانون من الحرمان الغذائي ومن عدم السماح لدخول الماء والطحين وكل متطلبات الحياة الى المنطقة المحاصرة من قبل قسد، وايضا تجنيد الاطفال دون 15 عام.
وفيما يخص التفجيرات والهجمات ضد القوات التركية بشمال سورية، فيرى محللون سياسيون ان قوات قسد والذين يهاجمون القوات التركية يريدون جلب انظار العالم الى شمالي سورية مرة اخرى، وعبر التفجيرات يريدون جلب نظر جو بايدن الذي اعلن معارضته للحكومة التركية الحالية ومواقفها.
انا اقول انه مهما طال الزمان فالجزيرة عائدة الى حضن الدولة بيد الجيش السوري وكل محتل مصيره الطرد ذليلاً وان غداً لناظره قريب…فياقسد وياتركيا واميركا وكل الاعداء…للصبر حدود…
لم امام السوريين شيئاً يخسرونه بعدما ذبحتموهم بسكين الارهاب والكيل بمكيالين وكله لترتاح وتتمدد اسرائيل وفق حملة التطبيع مع الاعراب الاذلاء…
انتظروا ردة فعل اسود سورية وهم يزأرون سورية حرة…