Quantcast
Channel: د.جوزيف زيتون
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

خاطرة…وخربشات سياسية12/1/2021

$
0
0
خاطرة… وخربشات سياسية 12/1/2021
كل ليلة اجلس اريد ان اكتب خاطرة باكية وخربشات سياسية ربم مللت انا من الكتابة عنها فكم بالقارىء الذي بات متعباً متألماً وكلنا في عنق الزجاجة مخنوقون لانرى امكانية للنفاذ الا اجساداً هامدة خفت فيها النفس والتنفس…
عن وطني الذبيح فتخونني الكلمات  المعبرة وخاصة وانا اكررها منذ عشر سنوات… وقد زاد ثقل المها مع الجوع والغلاء والفساد والتخمة عند الكثيرين والموت جوعاً ومرضاً وكورونا عند اكثرية شعبنا المعتر
أجلس قرب النّافذة فيصلني صوت المطر وهو يهدهد اللّيل وصوت هرةٍ تموء بتقطّع…لابدّ أنّها تشتمُ الطّقس الذّي جاء بالمطر في كانونالثان مطلع العام بعد انقضاء الاول وخروج السنة العجفاء من فلكيتنا  هكذا دون إنذار وبلّلها كسمكة.
أريد أن أكتب عن كلّ شيء
عن توقّفي عن الكتابة…
عن الضّياع الذّي أدخلني فيه ضياع اللّغة منّي.
كلّ ليلة حين أتهيّأ للنّوم وأظنّني أطفئ فانوس عقلي حين أُطفئ فانوس غرفتي .. تنبتُ في ذهني مقالة ويُزهر كلام كثيرٌ .. لذلك لم يقرأ أحدٌ أجمل نصوصي .. لأنّي دائماً أختار النّوم على النّهوض وسط الليل والتّفتيش بثقل عن قلم و ورقة.
والآن تقفز الأفكار في عقلي وتزدحم…هذا الرّأس أصغر من أن يحمل ذلك كلّه…
أتمنّى أن أعرف ذات يوم كيف يضعُ البعض رأسه على الوسادة وينام…
هكذا بكلّ بساطة بدون أن ينتف أفكاره الواحدة تلو الأخرى، وبدون أن يتقّلب في الفراش كالمحموم.
لكنّي الآن أريد أن أكتب كلّ شيء عن كلّ شيء…كمن يكتب وصيّته أو يُفرغ اعترافاته دون توقّف، أحتاجُ إلى الوقت الكافي ليسهب القلم في الهذيان والتّذّكر والبوح.
الهرة لا تزال تموء في الخارج.
في عقلي أيضاً توجدُ هرة تموءُ أودّ لو أُسكتها.
أريد أن أكتب عن أشياء كثيرة، بسيطة ومعقّدة،عن نعمة الحُبّ مثلاً، وعن لعنة البُعد.
أريدُ أن أكتب عن عملي المُملّ مثلاً والذّي لا يصلح أن يقوم به سوى إنسانٌ آليّ،لا يُفكّر ولا يشعر ولا يخطر بباله أن يقرأ أو يكتب نصّاً وسط خضمّ الوثائق والدّفاتر والمعاملات التّي احاول أفهمها يوماً  واقوم بتكشيفها..
لكني ومن جانب آخر انا اعيش في سورية في بلد كادت المتناقضات الحياتية وماتتعرض له من تمويت وانهاك لأنّها  وقتل يومي على الهوية من خلال الارهاب التكقيري والاسلامي الضارب قي جذور الكثيرين من ابناء المجتمع للخلاص من حكم يعتبرونه مستولي على السلطة لأنه من طائفة اسلامية لايعتبرونها من الاسلام… ومن خلال العدوانات الخارجية الاميركية الاسرائيلية التركية الكردية  أقرأ كل شيء ودون ان اصل الى نتيجة وخاصة وكل هذه المنظومة العدوانية تريد للشعب ان يموت وللجيش ان ينشل في دفاعه عن الوطن، وحكومة عاجزة عن اتخاذ اي اجراء لانقاذ هذا الوطن بشعبه وجيشه، لان الفساد مركون في نفوس الكثيرين منهم ويحركونه للمصلحة الذاتية وليس من يحاسب او يعلق مشنقة لسارق قوت الشعب..
يسرقون الغاز…
يسرقون المازوت…
يسرقون البنزين…
يسرقون الخبز…
يسرقون ويدمرون الليرة السورية…
يمنعون عنا الدواء في وباء الكورونا…
الجيش الابيض كما الجيش كلاهما في موقعه يستشهدون كما يستشهد هذا الشعب الذي بات وانا منه اننا نُساق كالقطيع…
لقد كفرنا بالثوابت القومية وقضية فلسطين…لأنها أ ورثتنا الدمار منذ 1948 أريدُ أن أقرأ ما يكتبه السّوريّون.
عزائي الوحيد أنّه عمل مؤقّتٌ أهرب إليه من الموت في البيت .. إلى أن يأتي اليوم الذّي أهرب فيه من الموت في هذا البلد .. إلى بلدٍ آخر بعيد .. لن أضطرّ فيه إلى شرح نظرّيتي في تقاليد العُرس المُتخلّفة .. وإلى الاستماع يوميّاً إلى حوار عائليّ يدور دائماً ودون نهاية عن زواج أحد الأقارب وطلاقه ورحلة البحث عن زوجة جديدة له.
أريد شيئاً آخر وأريدكَ فيه.
أريد أن أكتب عنكَ إليكَ.
أريد أن أتحدّث عن الذّي يجري في بلدي عن طعم الفورة الصدئ .. عن سياسيّيها السّيئين .. عن إعلامها المُتردّي .. وعن موجة الكتب الفارغة التّي تصدر فيها منذ سنوات.
أريد أن أكتب عن دمشق ومواكب الشهداء من غدر الارهاب في الغوطة قبل تحريرها وعن  حلب  والحال ذاته قبل تحريرها بأربع سنوات، وعن كارثة حمص ودمارها، وعن كارثة حماة وسهل الغاب والعصابات الضاربة وعصابات داعش في الصحراء والسلمية ودير الزور والرقة وشلالالت الدم المراقة والعدو الصهيوني في الجنوب والمعشش في نفوس الوضيعين الخونة في حوران والقنيطرة والسويداء…
اريد ان اكتب عن ادلب وقد جعلوها تورا بورا وعن الشمال السوري وقد جعله الاتراك قاعدة عثمانية عفنة تضج بعلم تركيا المحتلة وعملتها ولغتها وسرقة موجوداتنا بعصاباتها وجيشها المحتل وقواعدها غير الشرعية وعن عصابات قسد والاسايش المحتلة لمحافظات الحسكة والرقة واجزاء من دير الزو بحراب العدو الاميركي السارق للنفط والغاز والقمح وقبلا لسارق هذه الارزاق….. عن هول الرّقم وكيف أصبحنا قريبين جدّاً من الرّقم الأشدّ هولاً.
أريد أن أكتب لوطني الذي ينتظر منذ أشهر مقالاً للنّشر.
أريد أن أكتب عن وسائل “التّواصل الاجتماعي” وكيف أنّها بالرّغم من كلّ شيء .. نزعتْ عن الحياة طعمها الحلو.
أريد أن أكتب عن سورية…عن جمالها المحروق بمئات الحرائق المفتعلة للأرض الزراعية والغابات والتي افتعلها متنفذون يريدون الاستيلاء على اراضي الحراج وعملاء خونة نفذوا ماطلبه منهم عدو البلاد وقد بدأت من باب الهوى على حدود انطاكية ولواء الاسكندرون السليب وصولا الى غابات القنيطرة وشلالات مزيريب وكل بقعة خضراء مهما كانت صغيرة…عن الأمور التّي تعقّدت فيها كثيراًمعامل حلب وآثار ادلب وزيتونها وزيتها عن مأساتها التّي فاقت المأساة .. عن ملحمتها التّي بلغت حدّ الأسطورة…
اريد ان اكتب عن مأساة سورية التي كانت حلوة والتي الى الامس القريب كنا نهاجم وننتقد من يهرب منها حتى بتنا نتمنى ان نخرج منها كما فعلوا لعلنا نرتاح بمجرد خبزة وزيتونة بعيدا عن ذل الطوابير والعتمة والبرد والجوع وخسارة مامعنا  من رواتبنا وعائداتنا اليومية بفقد قيمتها كلها…
أريد أن ألعن الفورة كلّ يوم .. وداعش .. والنصرة .. وكل من يمت إلى المتأسلمين .. والمحلّلين السّياسيين .. والمعارصين السّيئين .. وحتّى الأمم المتّحدة.
أريد أن أتحدّث عمّا تفعله بي بعض النّصوص عنها .. وعن هوسي بكتّابها ومدّونيها وكلام أطفالها.
أريد أن أتحدّث عن الكتب التّي قرأتها .. وكيف يلاحقني الكلام عن كتابين بالتّحديد .. واحدٌ قرأته مرّتين خلال خمس سنوات لأنّي أراني فيه جيّداً بالرّغم من أنّه كتب قبل أكثر من ألفي عام .. الذّي أحببت من كتبه لأنّه يُتقن معنى الإنسانية .. وكتاب آخر من العهد القديم .. الذّي نصحتني أمّي بتجنّبه لكنّي تعمّدت الانكباب عليه ولازال يسكنني بكّل ما فيه من خليط السّياسة والأفكار والوضع الثّقافيّ والصّعود الاجتماعيّ وحقيقة الانسان وفكرة المنفى.
أريد أن أكتب عن الرّواية المؤجلة وعن بطلها المريض وأم الشهيد ..
أريد أن أتكلّم عن الأمور المتروكة والتّفاصيل المنسيّة .. عن الرّغبة في الأشياء .. عن موت الرّغبة .. عن الإيمان وعن فقدانه .. عن الحزن وعن خوفي من الخيبات رغم اعتيادها.
أريد أن أكتب عن أهميّة تغيير الأشياء .. كلّ الأشياء .. ابتداء من نظام التحكم بالعباد وحتّى النّظام الغذائيّ.
أريدُ أن أكتب حتّى عن إعلان لبرنامج الذّي احتلّ القنوات فجأة إلى درجة أنّهم يجعلونك تُشاهده أكثر من خمس مرّات في ربع ساعة .. والذّي يصوّرون فيه “عالماً يدور من أجلي” .. لا شيء يدور من أجلي يا منافقين.
أريد الكتابة عن كلّ هذه الأمور وعن أمور أُخرى .. على الأقلّ من أجل الذّين مازالوا يريدونني أن أكتب.
لكنّي في النّهاية .. لا أعدكم بشيء .. في ظل مجتمع منافق يجعل الأسود أبيض .. والأبيض أسود.
في ظل مجتمع نسيَّ كلام ربه وسعى وراء كلام المتمشيخين المتمثل بالشيطان .. وبالأخير إن نطقت أو كتبت كلمة حق لأنبرى عليك حمير الشعوب وكفروك وهدروا دمك لأنهم مجتمع لا يستحق أن يعيش فيه المثقف الفهمان ..!!
الذي يهتم ويفكر بمصاب بأخيه الإنسان ..
فعد يا قلم إلى غمدك وابحث عن سريرٍ ذو فراش ناعمٍ وناااااام في سلام ..
فأصحاب الأقلام المأجورة لن تتركك تنعم بالإطمئنان ..
فنوع حبرك الذي تكتب به يهز عرش ومملكة الشيطان ..

Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>