“بالله يا انطاكية”
بمناسبة عيد مؤسسي الكرسي الانطاكي المقدس/ عيد الكرسي الانطاكي المقدس عام 2017
قدم كورال الكنارة الروحية بقيادة الشماس ملاتيوس شطاحي وبمشاركة الأوركسترا بقيادة المايسترو اندريه معلولي امسية بعنوان:” بالله يا انطاكية” في الكاتدرائية المريمية في 29 /6/2017
كورال الكنارة
هو كورال كنسي ارثوذكسي تابع لبطريركية انطاكية وسائر المشرق تأسس عام 2015 ببركة ورعاية غبطة ابينا البطريرك يوحنا العاشر، يضم الكورال في الوقت الحالي 48 مرنمة ومرنم من كافة رعايا ابرشية دمشق وريفها ممن يمتلكون المعرقة الموسيقية الكافية لأصول قراءة النوط الكنسي ، والذين يخدمون ويرنمون في رعاياهم على مدار العام.
هدف الكورال هو احياء التراث الكنسي الارثوذكسي الانطاكي على مستوى البطريركية الانطاكية بشكل عام وفي ابرشية دمشق بشكل خاص، ومحاولة القيام بنقلة نوعية في الترتيل على مستوى الأبرشية.
قدم الكورال عدة اعمال كان اولها بمناسبة عيد الشهداء في المريمية في ايار السنة 2015 بعنوان ” يولد يوم الممات”
اما العمل الثاني فكان مشاركته في حفل افتتاح المركز الاعلامي الأرثوذكسي في جامعة البلمند في حزيران 2015 وحمل عنوان ” رسالة من أنطاكية” بعدها قدم :”أصدقاء أنطاكية من دمشق” في دار الأوبرا في دمشق عام 2016 وامسية ميلادية في المريمية بعنوان:”فمعهم نعظمك” في ميلاد 2016 بالاضافة الى العديد من الخدمات الكنسية في مختلف كنائس دمشق وريفها.
برنامج الامسية البديعة كان
1- ” بالله يا انطاكية” وهي كلمات والحان من التراث الأنطاكي
2- “انت سورية بلادي” كلمات فخري البارودي والحان متري المر.
3- ترتيلة “دمشقيات” باللحن الخامس، وهي واحدة من ترانيم ثمانية تتبع الألحان الكنسية البيزنطية الثمانية كتبها ولحنها كوكب الكنيسة وغريدها يوحنا الدمشقي ثم قام المر بتحديث هذا اللحن وتقال هذه القطع الثمان في الجنازات.
4- ترنيمة “افرحي يابيت عنيا” كلمات والحان المطران اثناسيوس عطا الله لحن حجاز كار وهي ترنيمة انطاكية صرفة ترتل عادة في احد الشعانين، وبسبب عذوبة اللحن ترجمت الى لغات عدة كالانكليزية والفرنسية والاسبانية والرومانية.
5- “اعطني هذا الغريب” من كلمات والحان الاب ميشال سابا…
نص هذا النشيد مقتبس من الترتيلة الخالدة” ان يوسف” والتي ترتل في خدمة جناز المسيح يوم الجمعة العظيمة، وفيها يطلب يوسف الرامي من الوالي بيلاطس ان يعطيه جسد المسيح المطلوب كي يدفنه بشكل لائق-
6-” تاسعة عيد الفصح”:” ان الملاك تفوه نحو المنعم عليها”
هي من نظم ولحن القديس يوحنا الدمشقي واعاد الرحابنة وهم العائلة الارثوذكسية المكينة في ايمانها اعادوا لحنها ورتلتها فيروز في عام 1957 وضمت في شريط الترتيل الشهير ب”تراتيل الآلام”.
7- “اناشيد تراثية من مدينة انطاكية” وهي كلمات والحان من التراث الانطاكي.
8- “نشيد القديس اليان حمصي” وهو من كلمات الشاعر الحمصي داود قسطنطين الخوري ، والحان وزن تقليدي ” لك يا ارض الشآم”
9- “المجدلة الكبرى- حجاز كار” وهي مقتطفات من مزامير داوود النبي والحان متري المر والشائع ان ملحنها البروتوبسالتي يوسف الدوماني الدمشقي معلم متري المروهو شقيق البطريرك ملاتيوس الدوماني، انما المر فهو من دونها بعبقريته وحرفيته الموسيقية.
10- “ربي من غيرك اعبده” واسميت ” ماغاب جمالك عن بشر” وهي من كلمات والحان المطران ابيفانيوس زائد هذه القصيدة الروحية كان يؤديها المطران ابيفانيوس في المريمية وكان من عادة الموسيقار محمد عبد الوهاب ان يصطاف كل سنة في بلودان، وكان يحضر القداس الالهي صباح كل احد في المريمية ويجلس على آخر مقعد في الجانب الايمن ويستمع الى ترتيل المرتلين ويدون ملاحظاته الموسيقية فاقتنص اللحن واوقعه على قصيدة امير الشعراء احمد شوقي” مضناك جفاه مرقده” التي نظمها عام 1938. هذه الشهادة يذيعها من عرفوه امثال صباح فخري والمنيني وآغا القلعة، وشهادات شعبية من كبار السن ومنهم جدي فارس رحمه الله كانوا يرونه في المريمية وبمكانه المعتاد وكان يستمع الى شدو البروتوبسالتي ايليا الرومي ومعاونه المرحوم توفيق الحداد صاحب الصوت المتميز بعرضه وعلاوته وحلاوته مرتل اليسار في المريمية…
وبخصوص هذه القصيدة قال ذلك لي مثلث الرحمات المطران ابيفانيوس في دير مار الياس الريح السنة 1981 وان عبد الوهاب اخذ لحنها من قصيدته “ربي من غيرك اعبده”
لحنها مجددا السيد الياس زيات مرتل المريمية.
11- “قصيدة الربيع” من ديوان المطران ابيفانيوس زائد ، لحنها فادي سمعان احد افراد كورال الكنارة…
12- “نشيد يابلادي يابلادي” كلمات والحان متري المر عام 1919 واعتمدت حكومة الملك فيصل نشيداً للجيش السوري بعد اعلان سورية مملكة دستورية عام 1920 ردده وزير الحربية يوسف العظمة مع رفاقه في معركة ميسلون في 24 تموز 1920 قبل استشهادهم.
– غصت المريمية وباحاتها الخارجية بالحضور المتعطش للفرح وذلك قبل ساعة من موعد الامسية…
– تقدم الحضور سيادة المتروبوليت دامسكينوس منصور القريب والصديق راعي ابرشية سان باولو والبرازيل وهو الشحرور الغريد والعالم الموسيقي الذي بذر في ارض دمشق بذار هذه الفعاليات منذ 1979 وكان لي شرف التعلم على يديه الموسيقى البيزنطية واصول الترتيل الرومي…
والمتروبوليت جورج ابو زخم الصديق راعي ابرشية حمص وتوابعها اضافة الى سيادة المعاون البطريركي المطران موسى الخوري وسيادة الوكيل البطريركي المطران افرام معلولي وهو صاحب كل البصمة في هذه الامسية البديعة وحضر عدد من السادة مطارنة الكنائس الشقيقة بدمش السريان الارثوذكس والارمن الكاثوليك والموارنة ورئيس الطائفة الانجيلية الوطنية بدمشق وعدد كبير من افراد الاكليروس البطريركي ورؤساء الاديرة الرهبانية البطريركية للرهبان والراهبات وعدد من آباء الكنائس الشقيقة
في الختام القى سيادة الوكيل البطريركي المطران افرام كلمة غبطة راعي الاحتفال ابينا البطريرك يوحنا العاشر افاض فيها اضاءة على انطاكية العظمى ودمشق الشام والكرسي الانطاكي المقدس وعلى دورهم في تجذر المسيحية في هذا الوطن وما سورية الا انطاكية وما انطاكية الا سورية ومنها وجه المحبة والبركة الى لبنان رعية وقيادة والى كل الانتشار الانطاكي في اربع جهات الدنيا وسلط الضوء على سورية الجريحة بماتتعرض له من تهجير وذبح وتنكيل وارهاب وخطف وبالذات خطف المطرانين بولس ويوحنا وحيا الرئيس بشار الاسد والجيش السوري على الصمود الرائع احقاقاً للحق، وترحم على الشهداء وترجى شفاء الجرحى وبلسمة قلوب الناس… وعايد فيها المسلمين بعيد الفطر المبارك وقدم الشكر الى جوقة الكنارة ومدربها الشماس ملاتيوس والى الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو اندريه معلولي والى كل من ساهم بجهده في انجاح هذا العمل…
قدم كل من قدس الاب الدكتور يوحنا اللاطي والدكتور جوزيف زيتون مقدمة الامسية وقدمت الامسية الآنسة نينا صعبية وكانت البطريركية قد اصدرت كراسا تضمن المعلومات التعريفية عن محاور الامسية والاعلام الذين تناولت الامسية تراثهم المكتوب والحانهم كتبها الدكتور جوزيف زيتون امين المكتبة والوثائق في الدار البطريركية.
وتولت هيئة الاذاعة والتلفزيون السورية مشكورة نقلها على الهواء مباشرة على قناة نور الشام، اضافة الى بث مباشر من المركز الاعلام البطريركي الارثوذكسي في البلمند وقناة نور سات…وتولت الصحافة السورية والاذاعات اتغطية قبل عدة ايام وغطت الحدث مباشرة…
نص الكلمتين اللتين قرأها بالتناوب كل من الدكتور جوزيف زيتون امين الوثائق البطريركية والمكتبة في دار البطريركية، والأب د. يوحنا اللاطي استاذ اللسانيات في كلية الاداب م قسم اللغة الفرنسية
د.جوزيف زيتون
” الكلام من مريمية دمشق ليس حدثاً تاريخياً وحسب، ولا يمكن حدُّه بجغرافية الموقع، بل هو حديث الروح، هو صلاة لإله منزهٍ عن الزمن حضرَ الينا في ملء الزمان، من بطن بتول ارحب من السموات هي صاحبة هذا المكان. فكلامنا إذاً من مريمية الشام هو كلامٌ عن عراقةِ قداسةٍ شاء الله أن يَسِمَ بها شامنا لتكون منطلقاً لكنيسته في كل العالم.
ومع ان الفكر يحارُ كاتبُه من اين يدخلُ الى أعماق شامنا، الى شامة الدنيا الأبدية التي تستظل بفيء محراب أمَوِيِّها، وتُطِلُّ على مستقيم شارعها، وتغفو منتشية بعبق بخور كنائسها، فالأجدى أن يدخل من قدسية مريميتها، ومن عراقة تاريخها، ومن ثبات ابنائها، ليخرج من ابوابها السبعة حاملاً بشرى السلام الى كل العالم.”
الأب د. يوحنا اللاطي
” في التكوين، في الخلق الأول، مع الصوت كلُّ شيء كان يخرج من العدم الى الوجود، حتى بدا كلَّ شيء حسن, وفي الموسيقى، مع كل لحن، يُخلق شعورٌ جديدٌ في الروح، فتتألق هذه حتى تبلغ الكمال. كما تنظمت الخليقةُ إذاً تكوينياً بالصوت، وكذلك يكتمل خلق الروح بالموسيقا. وموسيقانا الكنسية تقوم على هذا المبدأ الخلاق.
لقد عاشت كنيسة انطاكية في ايقاع الألوهة منذ اكثر من الفي سنة، ناظمةً صلاتَها شعراً وأدباًمسبوكيَّن في موسيق فاتنة، أنجب رحمُها الموسيقيُّ الى الوجود مئات الوجوه الفذة قديماً وحديثاً.”
د.جوزيف زيتون
” لقد أغنى عباقرة الإيمان المستقيم الرأي بأحباره ومؤمنيه كنيستنا الارثوذكسية عامة والأنطاكية خاصة، بأشعار والحانٍ ترنم لها التاريخُ وطربت لها حضارةُ الانسان، فأتينا اليوم من عبق تاريخنا نقدم لكم باقة ابداعِ عمالقة الروح، الشحرور أثناسيوس عطا الله مطراِ حمص، وكنارة الكلمة والروح أبيفانيوس زائد مطرانِ عكار، والبروتوبسالتي الفريد متري المر، مع الاستاذ داود الخوري، ومع المستمر في عطائه الأب ميشيل سابا، والأسماء أكثر من أن تُحصى، ولكن دون أن ننسى البلبل الغريد زعيم ناظمي التسبيح دمشقينا يوحنا.
عمالقةُ عباقرةُ عمدوا جغرافية أنطاكية بالموسيقا فتمتع بها بردى دمشق، وعاصي لبنان وحماه، وطرب لها فرات الرافدينن واتخذت لها جبال القلمون وقاسيون، وتهلل بها جبل شيخ حرمون، وضبط موجُ بحر المتوسط إيقاعها.”
الأب د. يوحنا اللاطي
” لدمشق دوما كلمة فصلٍ، وكورال الكنارة الروحية صارَ كلمةَ فصلٍ في مجال الموسيقى.
إنه وهو الحديثُ في عمر نشأته، يأتي من التراث ليمتد في الحداثة، مبدعاً لنا من عتيق تاريخنا جِدَّةَ حاضرِنا فندعو له ان يستمر على هذا الايقاع ليدخل في قريب مستقبله حلقةَ كبار المرتلين.
رغم كل دمارٍ آلَمَّ كنيستنا الأنطاكية، وضرب بلدنا الحبيبة سوريةن وتمركز في دمشقنا الياسمينية، نأتيكم اليوم مكرمين مؤسسي كرسينا الأنطاكي الرسولي، هامتي الرسل بطرس وبولس في يوم عيدهما، مقدمين لكم كورال الكنارة الروحية بقيادة الشماس ملاتيوس شطاحي، والفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو اندريه معلولي، مرنمين على وقع عباقرة اللحن الأنطاكي وقائلين:
د. جوزيف
الأب د. يوحنا
بالله يا أنطاكية الا نعود ثانية يا ايها العاصي أفق غضت مياهٌ جارية
لا تنقضوا العهد الذي قد كان نجماً هاديا بل ناشدوا واذكروا ايام عزة ماضية
حشدُ تنادى للعلى مثل الاسود الضارية صاحوا بصوتٍ واحدٍ لبيك يا أنطاكية
كل عيد وأنطاكية العظمى من المشرق الى الانتشار، ونسرها البطريرك يوحنا بألف خير.