ما هو الإبيطافيون أو الإيبيطافيوس ؟
{باليونانية: Ο Επιτάφιον ،Ο Επιτάφιος}
هو عبارة عن قطعة من القماش المُخمَليّ الأرجوانيّ اللون، توضع عليها أيقونة تنزيل السيّد المسيح عن الصليب وتجهيزه للدفن في القبر، تَحتَضنهُ والدته العذراء الكليّة القداسة، ومن حوله تلميذهُ الحبيب القديس يوحنا اللاهوتي، ويوسف الرّامي ونيقوديموس والنِسوَة حاملات الطيب.
وتُحيط بهذه الأيقونة من جهاتها الأربعة، كلمات الطروبارية التي نُنشدها في يوم السبت العظيم المقدس: “إنَّ يـــــــوسف المُتَّقي أحدَرَ جَسَدَكَ الطاهر من العود ولفَّهُ بالسَباني النقيّة وحَنّطهُ بالطيب وجهّزهُ وأضجَعَهُ في قبرٍ جديد.”
وهي في نَصّها اليوناني كالتالي
Ὁ εὐσχήμων Ἰωσήφ, ἀπὸ τοῦ ξύλου καθελών, τὸ ἄχραντόν σου Σῶμα, σινδόνι καθαρᾷ εἱλήσας καὶ ἀρώμασιν, ἐν μνήματι καινῷ κηδεύσας ἀπέθετο·
وتكون كلماتها مُطرَّزة بخيوطٍ مُذهّبة باللغة اليونانية، وعلى الأطراف أهدابٌ مُذهّبة أيضاً، وأحياناً أوراق الكَرمَة وعناقيد العنب أو سنابل القمح رمز سِرّ الإفخارستيا.
وفي الزوايا الأربعة “للإبيطافيون” توجد أيقونات “الإنجيليين الأربعة” (متى، مرقس، لوقا، ويوحنا) الذين كتبوا في البشائر الأربعة للإنجيل المقدس، أحداث الصَّلب والموت والدفن والقيامة، وشَهدوا باتّفاقٍ واجماعٍ عليها: “على فَمِ شاهِدينِ أو ثلاثة تقومُ كلُّ كلمة.” (تثنية 17: 2-6؛ 19: 15). “قد كُتبَ في ناموسِكم أنّ شهادة رَجُلَين صادقة” (يوحنا 17:8) لذلك فهم ليسوا شاهدين أو ثلاثة فقط لتلك الأحداث الخلاصيّة، بل أربعة شهود، مُتخطّين بذلك العدد الذي يَطلبه الناموس لاعتبار أي شهادة صادقة وحقيقية.
في صلاة الغروب ليوم سِرّ الإفخارستيا.، (التي تُقام يوم الجمعة العظيمة صباحاً) أي في خدمة “تنزيل المصلوب” وأثناء ترتيل القطعة الخشوعيّة: “أيها المُتردّي النور كالسِربال…” يحمل الكهنة الإيبيطافيوس فوق رؤوسهم، ويخرجون من الباب الشمالي للهيكل، ويطوفون به ثلاث مرّات حول النعش الخشبيّ الموضوع في وسط الكنيسة، ثم يوضع بداخله وتُنثر فوقه الزهور والرياحين ويُضمّخ بالعطور، ويُشير ذلك إلى وضع جسد المسيح الراقد في القبر بعد تكفينه بالسَّباني وتطييبه بالطيوب.
وعند المساء، في خدمة جناز السيّد المسيح يُحمَل النعش الخشبيّ المُزدان بالورود وبداخله الايبيطافيوس، ويُطاف به حول الكنيسة، وعند عودة الشعب للدخول إلى الكنيسة يقف حاملو النعش عند الباب الرئيسي للكنيسة رافعين النعش إلى أعلى، ثم يبدأ المؤمنون بالدخول إلى الكنيسة عبر مرورهم مُنحَنين من تحت النعش، وذلك تعبيراً عن إيماننا بأننا نحن الذين إعتمدنا للمسيح، سوف نجتاز الموت يوماً ما، ولكن موتنا هو عبورٌ في موت المسيح المُحيي، مشتركين معه في موته ودفنه، لكي نقوم أيضاً معه بقيامته.
وعند ترتيل الطروباريات الثلاث: “عندما إنحدرت إلى الموت… إنّ يوسف المُتّقي… إنّ الملاك حضَرَ عند القبر….” يطوف الكهنة بالابيطافيون حول المائدة المقدسة داخل الهيكل ثلاث مرات، ثم يضعونه على المائدة المقدسة، ويبقى عليها طيلة الأربعين يوماً المُمتدّة بين الفصح والصعود، وذلك لأنّ حدث موت المسيح وقيامته لا ينفصلان، وهما وَجهان لحقيقةٍ خلاصيةٍ واحدة هي حقيقة الفداء. وتُقام القداديس الإلهية طيلة الزمن الفصحيّ عليه دلالةً على أن الجسد والدم اللّذان نتناولهما في الإفخارستيا هما ذاتهما جسد ودم هذا الذي تألمّ وصُلب ودُفن في القبر وقام في اليوم الثالث بجسدٍ نورانيّ مُمجّد، الذين بتناولهما ننالُ عربون تجديد طبيعتنا، فتلبَسُ أجسادُنا الترابيّة في الدهر العتيد صورة جسده القائم المُمجّد.