خربشات سياسية عشية ذكرى حرب تشرين التحريرية 5تشرين 2019
أيام لا يمكن أن تمحى من الذاكرة
ويستمر الانتصار السوري
1973-2019
«تشرين أقبل زاح الطغيان.. رايتنا خفقت فوق الجولان.. تسلم يا قائد للشعب الصامد»..عبارات لطالما رددها اولاد المدارس واليوم أستذكرها بعد 46 سنة من الزمن ونحن نحتفل بذكرى حرب تشرين التحريرية المجيدة التي سطر فيها جيشنا العربي الباسل أروع الملاحم البطولية في تاريخ الحرب الحديثة، محطماً ما كان يدعى بالجيش الذي لا يقهر(الجيش الإسرائيلي). في الوقت الذي تثبت فيه سورية بعد تسع سنوات من الحرب الكونية الظالمة ضدها قدرتها على الصمود والانتصار على الإرهاب وداعميه في سبيل الحفاظ على سيادة الوطن وكرامة الإنسان وصون تاريخه وحضارته.
حرب تشرين التحريرية تاريخ جسد مقولة “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة” ويوم أعاد لكرامة الأمة العربية بريقها بصناعة نصر أحرزه أبطال الجيش السوري على الكيان الصهيوني الغاشم بعقيدة ثابتة مفادها الشهادة أو النصر.
الثانية ظهرا في يوم السادس من تشرين عام 1973 كانت ساعة إعلان استعادة الحق والكرامة العربية بدأ بهجوم مباغت شنته القوات المسلحة السورية والمصرية على جبهتي الجولان وسيناء حيث تمكنت القوات السورية من تدمير خط “آلون” الدفاعي الإسرائيلي والتقدم في عمق الجولان السوري المحتل فيما عبرت القوات المصرية قناة السويس مدمرة خط “بارليف” الإسرائيلي وتمكنت من استعادة شبه جزيرة سيناء من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
كانت حرب تشرين التحريرية محطة تاريخية كسرت حاجز المستحيل بقوة وبسالة أبطال الجيش السوري الذين لم يرضوا الخنوع أو التراجع واختاروا المضي نحو تحقيق الانتصار فسميت المعجزة العسكرية السورية التي حولت أحلام العدو الصهيوني إلى هباء منثور وكشفت كذبة الجيش الذي لا يقهر خاصة بعد تحويل الدبابات الإسرائيلية والامريكية على محور سعسع إلى خردة على يد الفرقتين المدرعتين السوريتين السابعة والتاسعة. ما استدعى سيلا من المدرعات الاميركية وردت من قواعدها في المانية وعليها العلم الصهيوني ومع ذلك دمرها فدائيو جيشنا وطيرانه…
سورية وعلى مر العصور اتسمت بعزيمة وإرادة شعبها وإيمان وتضحيات جيشها والتصدي لشتى أنواع المؤامرات والمخططات الاستعمارية والاحتلالية ولم تكتف بذلك بل سعت لخلق نهج جديد للدفاع كان عماده الجيش السوري بعقيدته الراسخة وحركات المقاومة الوطنية ومحور المقاومة…
لقد رسمت حرب تشرين التحريرية ملاحم جديدة في ساحة النضال ضد العدو الصهيوني، ولولا سلوك السادات آنذاك بعد الأيام الأولى من الحرب لاستعادة الأراضي العربية المغتصبة والمحتلة لتغير وجه المنطقة، لكنّ أفعال السادات التي أراد من خلالها كما كان يقول: «أردناها حرب تحريك» من أجل مفاوضاته في «كامب ديفيد» وتوقيع اتفاقيات الإذعان مع العدو الصهيوني وسط سخط عربي كبير، هو ما جعل الجبهة السورية تتحمل أعباء المواجهة، وتخوض حرب الاستنزاف وحدها ببسالة منقطعة النظير لدرجة أن هذه الحرب أضحت تدرس في الأكاديميات العسكرية الكبرى. كنت مقاتلا في هذه الحرب التحريرية في الجولان في سلاح الخدمات الطبية في المستشفيات الميدانية وشاهدت مالايمكن ان تتحمله العين والقلب من بطولات واستشهاد نتيجة الالتحام بالسلاح الابيض وجروح وتشوه ومع ذلك كانت المعنويات لايمكن وصفها وحتى المستشفيات الطبية لم يوفرها عدوان الطيران والقصف المعادي الصاروخي والمدفعي وخاصة في قلعة جندل واصبت بجراح ولولا لطف الله لكنت مع بعض رفاق السلاح الشهداء…
وفي الوقت الذي كانت فيه هذه الحرب هي الأولى التي يبادر بها العرب لمواجهة العدو الصهيوني ويحققون الانتصار كانت النسوة والأطفال والشيوخ يصعدون إلى أسطحة المنازل غير آبهين بأي شيء ليروا تساقط طائرات «الفانتوم» و«الميراج» على يد أبطالنا في الدفاع الجوي من طيارين وصواريخ فاجأت العدو الصهيوني، فسقطت له في يوم واحد 93 طائرة وقدم سلاح الدبابات والمشاة ورجال البحرية وجميع صنوف الأسلحة ملاحم تاريخية سيذكرها القاصي والداني، وهو الركيزة التي ارتكزت عليها عقيدة جيشنا الحبيب في هذه السنوات التسع العجاف والصمود الاسطوري امام اوركسترا معادية رتبها العدو الصهيوني وقادتها اميركا ودول الغرب ومولتها دول العربان…وبالرغم من حجم الالم والدم والدمار…
نحن على خطى تشرين التحريرية سائرون على درب الانتصار النهائي…
تحيا سورية
يحيا جيشها الحبيب جيش الفينيق القائم ابداً بقيامة مظفرة
شكرا للحلفاء والاصدقاء والقوات الرديفة
الخلود للشهداء، الشفاء للجرحى،والعودة المظفرة لكل مخطوف ومغيب…
وجبرخواطر ذوي الضحايا الابطال…
سورية لم ترتاح منذ النكبة الفلسطينية و دفعت ولا تزال تدفع الضريبة لأن فلسطين بوصلتها…
النصر قدرنا وشعارنا الشهادة او النصر…