خربشات سياسية 27/9/2019
نظرة الروس نحو العرب… نظرة واقعية
الكرملين يمتلك وثائق لا يرقى اليها الشك حول السيناريو الذي اذ لحظ بعثرة سورية الى شظايا اتنية، وطائفية، وقبلية، انما كان يرمي الى تفجير خرائط المنطقة كلها. التنفيذ بدأ مع الثنائي بوش ـ تشيني، وغزو العراق. تالياً، اعادة تركيب الخرائط، واعادة تركيب الوجوه.
ديبلوماسي روسي تحدث عما هو أكثر اثارة حينما قال «لقد أبلغنا ملوكاً، وأمراء، ورؤساء، عرب، بأننا لم نتدخل في سورية لانقاذ النظام، وانما لانقاذ هذا البلد من حرب المائة عام. لو لم نتدخل لتحولت سورية الى حطام، ولانتقلت الحرائق الى سائر أرجاء المنطقة. لنتصور ماذا كان حدث لو أن أبا بكر البغدادي، أو أبا محمد الجولاني، على رأس السلطة في دمشق»!
منذ قرابة ربع قرن، قال يفغيني بريماكوف «في العقل العربي، الله يحتل المرتبة الثانية بعد أميركا». لو كان السياسي الروسي الفذ لا يزال على قيد الحياة لقال: “في العقل العربي، الله يحتل المرتبة الثالثة بعد أميركا، ثم أميركا”.
وعلى ذلك فان ديبلوماسي روسي يقول «أننا عرضنا على بعض البلدان العربية منظومة الـ«اس.اس ـ 400» التي تتفوق، في أكثر من ناحية، على منظومة الباتريوت الأميركية، وبسعر يكاد يكون دون النصف. لا أحد التفت الى العرض، لا بل أن أجهزة استخباراتنا علمت، من مصادر موثوقة، أن الدول اياها عقدت مفاوضات سرية مع اسرائيل لشراء منظومة القبة الحديدية، مع ما يحيط بها من شكوك تقنية وعملانية».
سأل «أين كان ذلك «الثعبان الغبي» حين كانت طائرات الـ«DRONES» تشق الطريق الى معملي بقيق وجريص السعوديين وتجعلهما قاعاً صفصفاً؟ قناعتنا أن الولايات المتحدة ماضية في تصنيع الصراعات، وفي ادارتها، دون أن يكون ثمة من مؤشر على أن تغيراً ما سيطرأ على المسار الكارثي للشرق الأوسط».
الديبلوماسي الروسي يسخر من دونالد ترامب حين يعلن أمام الملأ أنه من يحمي العروش العربية «هذا الكلام لا يتقبله حتى السذّج. منذ أن دخل ذلك الرجل الى البيت الأبيض، وهو ماض في التقويض المعنوي، والمادي، وحتى في التقويض السياسي، لتلك العروش».
في رأيه أن العرب اذا ما بقوا على تقهقرهم الى منتصف القرن، لن يعثروا على عكاز يتكئون عليه. لا مجال للقول بنهاية وشيكة للصراعات المصنعة، والمصطنعة، مكيافيلياً، وحيث التوظيف المنهجي، والبعيد المدى، لغباء التاريخ، ولغباء الايديولوجيا.
يشير الى أنه خلال قمة أنقرة الأخيرة، دعا فلاديمير بوتين رجب طيب اردوغان الى «التخلي عن رقصة التانغو مع دونالد ترامب الذي، مثلما يسعى لتفكيك ايران، من الداخل، يسعى لتفكيك تركيا من الداخل. في القمة، لاحظ الرئيس الروسي، أمام نظيره التركي، ان تطبيع العلاقات مع دمشق وحده الذي يحفظ أمن تركيا، دون أن يكون هناك من داع منطقي للعب بالنار على الأرض السورية. ونحن لا نستبعد أن يحدث تغير ما في الموقف التركي».
الديبلوماسي الروسي ينصح بعدم الرهان على تبدل دراماتيكي في السياسات الأميركية اذا ما أزيح دونالد ترامب الذي اذ لا يختلف عن اسلافه، في الخلفية الفلسفية، وفي الخلفية الاستراتيجية، انما يفترق عنهم، فقط، في شخصيته النرجسية، وفي مقارباته البهلوانية للعلاقات الدولية. في حملته الانتخابية صرح بسحب القوات الاميركية من سورية، وفي مطلع ولايته الرئاسية صرح ذلك مجددا وانكفأ الاكراد في مسد وقسد وناشدوا النظام الاميركي لعدم الانسحاب وتركهم امام الدولة السورية وتحرك الصقور في اميركا لمنع ترامب من سحب القوات فتنصل تدريجياً…ليس من اختلاف في الادارة الاميركية بين الجمهوريين والديموقراطيين فكليها يأتمر بأوامر الحكومة العميقة لذا لارهان على التغيير…
اليوم تجدد الادارة الاميركية نغمة الكيماوي وان الدولة السورية استخدمته في اللاذقية، وذلك قبل صدور التحقيق من المنظمة، ليلحق ماكرون بالادارة الاميركية ويصرح بوجوب التحقق وبالتالي التدبير الرادع…
هذا الموقف الذي صرحت به الادارة الاميركية قابله اسف واستهجان من الخارجية الروسية التي اعتبرته تعطيلاً اولياً في مسيرة لجنة صياغة الدستور السوري وهي برعاية الامم المتحدة واول جلساتها الاثنين المقبل آخر ايلول الحالي…
في الختام
العرب المنبطحون والسعيدون بانبطاحهم امام الاميركي بالرغم من كارثة الدمام المهولة استدعى موقفهم تصريحا من الدبلوماسي الروسي وهو يهزأ بالعرب قائلاً: «بتأثير تشكيلكم الثقافي، لطالما راهنتم على الصلوات، والأدعية، في تغيير الأحوال. معلوماتنا الاستخباراتية، والديبلوماسية، تؤكد أن الله غسل يديه من هذه المنطقة. حاولوا، أنتم، أن تتغيروا…».