العنصرة عيد الكنيسة، هو ذكرى ميلادها…
اولا في معنى العنصرة
اصل(1) الكلمة ومعناها
كلمة العنصرة كلمة عبرية، وليست آرامية ولا سريانية،(1) وهي تستعمل في العبرية الحديثة فيما كانت تستعمل فيه في العبرية القديمة تماماً. وأصل الكلمة “عسار” ومنها كلمة “عسريت” التي جاءت منها كلمة العنصرة. والكلمة “عسار” معناه اجتمع أو جمع، حيث كانوا يجتمعون ويعيدون في هذا العيد. وهي تأتي أيضاً بمعنى منع أو امتنع لأنه يمنع فيه العمل لأنه يوم مقدس.
وعيد العنصرة عند اليهود هو “عيد الاسابيع” أو”عيد الحصاد” أو”عيد الخمسين”. وعيد الاسابيع ترجمته العبرية “هجشبعوت”. حيث حاج بمعنى عيد وشبعوت= السبوعات اي الاسابيع.
ويسميه العلماء وبالأخص علماء التلمود “عَسَريت”، أما عيد الحصاد فترجمته العبرية”حاج هقصير” حيث هفصير” هو الحصاد وأطلق على هذا العيد في الترجمة اليونانية للتوراة كلمة “بنديكستي” اي الخمسين.
والكنيسة استعارت هذه الكلمة “العنصرة” كما هي واطلقتها على عيد حلول الروح القدس. ولأنه يقع في اليوم الخمسين من قيامة الرب فهي تسميه أيضاً ب “عيد البنديكستي” اي “عيد الخمسين”.
وكلمة العنصرة تشير في أصل اشتقاقها اللغوي الى الجمع أو الحفل لذلك فالكنيسة محقة ايضاً في جعل اسم العنصرة وقفاً على هذا العيد بالذات، لأن في هذا اليوم تقدس محفل التلاميذ بحضور الروح القدس تقديساً مستمراً، فصار ذلك المحفل المقدس كنيسة مقدسة، لم يفارقها الروح القدسمنذ ذلك اليوم الى وقتنا هذا…
اذن لاعجب ان تعيد الكنيسة لعيد العنصرة فهو عيدها.
وهي لاتغفل في عيدها هذا أن تصلي مع الكنيسة المنتصرة اختها التي في السماء، فترفع في هذا اليوم بخوراً كثيراً جداً مع صلوات متواترة مع ارواح المنتقلين كنوع من الشركة المتصلة وتبادل الشفاعة، لأنها ترى في ذلك كمال التعييد!.
في سفر التكوبن نقرأ كيف خلق الله الانسانَ من تراب الأرض، خلقه وأعطاه نسمة صاركل بني آدم حياة على صورته ومثاله. وقصة سقوط الانسان في المعصية وانغلابه للشر والخطيئة، وسريان حكم الموت في كيانه الانساني قصة تحوي من الاسرار العميقة شيئاً لايستهان به.
نود لو نعود اليها بالشرح والتوضيح في مناسبة أخرى لو يشاء الله ذلك…
ولكننا نعلم على كل حال ان الانسان الاول أنسل نسلاً بعد قبوله الموت في كيانه نتيجة لخطيئته، وبذلك صار كل بني آدم في الخطيئة يولدون وبالخطيئة يموتون…
كان هذا الى ان جاء المسيح الرب منقذ جنسنا من الخطيئة والموت…
لأنه ” هو نفسه حمل خطايانا في جسده على الخشبة لكي يموت عن الخطايا لنحيا للبر”
ولما مات المسيح رفع عنا حكم الموت”لأن الموت الذي ماته قد ماته للخطيئة”(3) وبذلك صارت طبيعتنا البشرية حرة مرة أخرى، ولكن ظلت في حاجة الى قوة جديدة تحفظها، والى عمل الهي جديد يرفعها الى مستوى القداسة اللائقة بحياة الشركة مع الله…
في سفر التكوين
نقرأ كيف خلق الله الانسان من تراب الأرض، خلقه وأعطاه نسمة حياة على صورته ومثاله، وقصة سقوط الانسان في المعصية وانغلابه للشر والخطيئة، وسَّرَيان حكم الموت في كيانه الإنساني قصة تحوي من الأسرار العميقة شيئاً لايستهان به، ونعلم ان الانسان الأول أنسل نسلاً بعد قبوله الموت في كيانه نتيجة لخطيئته، وبذلك صارت ذرية آدم في الخطيئة تولد وتموت فيها…
كان هذا الى ان جاء المسيح الرب منقذ نفوسنامن الخطيئة والموت…
لأنه “هو نفسه حمل خطايانا في جسده على الخشبة لكي يموت عن الخطايا لنحيا للبر”…
ولما مات المسيح رفع عنا حكم الموت” لأنه الموت الذي أماته قد أماته للخطيئة”(4) وبذلك صارت طبيعتنا البشرية حرة مرة أخرى، ولكن ظلت في حاجة الى قوة جديدة تحفظها، والى عمل الهي جديد يرفعها الى مستوى القداسة اللائقة بحياة الشركة مع الله…
“لكي لايعيش الانسان ايضاً الزمان الباقي في الجسد لشهوات الناس بل لارادة الله”
في يوم الخمسين من موت الرب وقيامته تقبلت الطبيعة البشرية هذه القوة الروحية الجديدة، تقبلتها بصورة ظاهرة، فحل الروح القدس على التلاميذ جهاراً بصوت مسموع ومنظر أخاذ، ودخل وملأ الطبيعة البشرية فجدد خلقتها وقواها ورفع من مستواها الروحي بشكل عملي اعجازي فائق، أدهش الذين عاينوا حوادث ذلك اليوم العظيم الخالد.
في يوم الخمسين حدث فعل خلقي جديد في طبيعة الانسان، ظهرت مفاعيله في سلوك التلاميذ وفي امكانياتهم وفي لغتهم وفي مفهوماتهم وفي علمهم الأمر الذي حير رؤساء الكهنة والحكام، ولكن لم يقتصر هذا التغيير المفاجىء الشديد على التلاميذ، بل المدهش حقاً أنه انتقل الى كل من آمن واعتمد وقبل وضع اليد، حتى فهم جيداً أن حاول الروح القدس على التلاميذ كان عملاً تكميلياً لأعمال الخليقة الاولى…لذلك نرى ان يوم الخمسين أصبح مرتبطاً باليوم السادس من سفر التكوين ارتباطاً جوهرياً من حيث خلقة الانسان…
فالعنصرة من هذا الوجه ميلاد جديد للتلاميذ في طبيعة جديدة خلقها المسيح في جسده بموته وقيامته وعمل الروح القدس…
وحينما نتأمل في الوضع الذي كمل فيه هذا العمل الخلقي الجديد نندهش اذ نجد أنه لم يتم بصورة فردية كخلقة آدم الأولى، بل كان التلاميذ مجتمعين معاً” مع النساء ومريم ام يسوع”(5) في حالة خشوع وصلاة، اذن فطبيعة الانسان استقبلت خلقتها الروحية الجديدة على صورة كنيسة!!!
هذا معناه أن ميلاد الانسان الجديد محصور في ميلاد الكنيسة، وطبيعة الانسان الجديدة لابد وأن تشمل في صميم جوهرها ارتباطاً حياً وصلة وثيقة بالكنيسة… لاتوجد فردية في الخليقة الجديدة!!!
نحن نأخذ طبيعة الانسان الجديد من الكنيسة، وليس يمكن لأحد أن يولد من الماء والروح ويصير خليقة جديدة في المسيح يسوع خارج الكنيسة.
العنصرة اذن عيد الكنيسة، هو ذكرى ميلادها…
ميلاد الكنيسة ليس قصة، هو حياة متحدة بطبيعة الروح القدس.
نحن نحيا في ميلاد كنيستنا، نحيا في طبيعتها الجديدة المتحدة بالمسيح والروح.
العنصرة عيد الحياة بالروح للذين يعيشون حقاً في المسيح…
ثانيا- في مظهر العنصرة
استعلن الروح القدس في يوم الحمسين في مظهرين، مظهر ريح عاصفة ومظهر ألسنة كأنها من نار…
” ولماحضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة، وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصف وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين وظهرت لهم السنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم”(6)
أ) معنى الريح في المفهوم اللاهوتي
مما يلفت النظر في اللغتين العبرية واليونانية أن الريح والروح لهما كلمة واحدة تعبر عنهما، ولكن لاتقتصر الصلة بين الريح والروح في الاشتراك اللفظي فقط، بل نكتشف من حديث المسيح مع نيقوديموس في الاصحاح الثالث من انجيل يوحنا ان هناك تشابهاً بين طبيعة عمل الريح وعمل الروح من وجهة الميلاد الجديد من الماء والروح:
” الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لاتعلم من اين تأتي ولا اين تذهب هكذا كل من ولد من الروح”.
وأكثر من ذلك نلاحظ أن حضور الله كثيراً مايكون مقروناً بهبوب رياح عاصفة فمثلاً في سفر أيوب نقرأ هكذا ” فأجاب الرب ايوب من العاصفة”(7)
وفي المزمور الخمسين نقرأ ” يأتي الهنا ولا يصمت، نار قدامه وحوله عاصف جداً”(8)
وناحوم النبي يتكلم من جهة ذلك ” الرب في الزوبعة وفي العاصف طريقه”(9)
وموسى مع الشعب ارتعبوا لما خاطبهم الرب” من وسط النار والعاصف”(10) وايليا ايضاً لم يواجه الله الا بعد عبوره في الريح العاصف ” واذا بالرب عابر وريح عظيمة وشديدة قد شقت الجبال وكسرت الصخور أما الرب.”(11)اما سفر حزقيال فنعثر على عمل الريح والروح معاً في اصطلاح واحد يعبر تعبيراً عن وحدة سرية في المفهوم اللاهوتي بينهما اذ يقول النبي:” فقال لي تنبأ للروح تنبأ ياابن آدم وقل للروح هكذا قال السيد الرب هلم ياروح من الرياح الاربع وهب على هؤلاء القتلى ليحيوا”(12) فمع ان الهبوب هو من طبيعة الريح الا اننا نجده هنا من عمل الروح ايضاً…
من ذلك نستطيع أن نكون فكرة من وجهة لاهوتية عن الريح العاصف الذي اقترن به الروح القدس وقت حلوله يوم الخمسين، فهو في الواقع تعبير عن حضور الله، هو اشارة واضحة عن لاهوت الروح القدس، وبالأخص قول الكتاب عنه:
” صار بغتة من السماء صوت كما من ريح عاصفة…”
فالريح هو روح سماوي نقرا عنه فيما بعد أنه ملأ البيت، ثم ملأ جميع الحاضرين في البيت…اذن فهو روح مالىء للمكان والزمان والكيان، الله وحده هو الذي يملأ المكان والزمان والكيان…
لذلك نجد في هذا الروح السماوي (الريح السماوية) الحاضر في كل مكان والمالىء الكل رمز الصالحات والرازق الحياة بحضور الهي وانما على نمط جديد، ففي العهد القديم نجد بعض امثلة فردية حل فيها الروح القدس ولكنه كان حلولاً مؤقتاً ومغلقاً، مغلقاً لأنه لم يكن يستطيع أن يؤثر في الطبيعة البشرية ىنذاك تأثيراً مولداً كما حدث يوم الخمسينوصار ينتقل الى كل من يعمده التلاميذ ويضعون عليه اليد…
الروح الالهي استطاع يوم الخمسين أن يدخل التلاميذ ويملأهم، كما يملأ الريح العاصف المكان، لأن حجاب الخطيئة التي كان يفصل الطبيعة البشرية عن عمل الروح رفعه الرب يسوع الى الأبد.
ب) معنى النار في المفهوم اللاهوتي
لو رجعنا للآيات والأمثلة التي تكلمنا فيها عن حضور الله في الرياح العاصفة نجد ان الريح فيها مقترنة بالنار دائماً… لذلك فمعنى اقتران الريح بألسنة النار في يوم الخمسين أمر ذو بال من حيث المعنى اللاهوتي…
ولكننا نجد في النار تعبيرا اقوى عن شيء ما في طبيعة الله، حتى قيل مرة: ان “الهنا نار آكلة”(13)، بل ورأينا النار المشتعلة في العليقة تعبيراً مباشراً عن حضور الله، والتقليد يحثنا عن نار العليقة انها تعبير واقعي عن طبيعة اللاهوت…
واذا اضفنا الى ذلك حضور الله في عمود النار ليلاً في محلة اليهود واستجلبة، الرب من السماء بنار على ذبائحه المقبولة، وحضور الله في هيكل سليمان يوم تدشينه على هيئة نار، كل هذا يوجه فكرنا الى معنى ألسنة النار المنقسمة التي ظهرت يوم الخمسين، فهو تعبير عن عمل طبيعة الله يوم الخمسين واشارة ضمنية الى طبيعة الروح القدس الناري.
وكان التلاميذ المجتمعون في حالة خشوع وصلاة يقدمون ذبائح شكر من شفاه معترفة بفضل الرب يسوع، فكانت استجابة الرب من السماء كما هو العادة بنار استقرت على كل واحد منهم…
كانت النار الالهية قديماً تأكل الذبيحة كلها، لأن الذبيحة كانت تحمل خطايا مقدمها، ولكن نار الخمسين لم تحرق التلاميذ لأن خطايا التلاميذ حملها الرب يسوع في جسده على الخشبة…
نار يوم الخمسين كانت للنارة والتطهير…، وجدت تلاميذ مجتمعين باسم الرب بأذهان مستعدة لقبول الحق لذلك استقرت النار على رأس كل منهم بشكل السنة نارية متقسمة…
هذا اللسان الناري يشير الى معرفة الحق والنطق به: “متى جاء روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق”.(14)
نحن وجدنا الريح يملأ المكان كله وجميع الحاضرين، وكان هذا توضيحاً لعمل الله المتساوي في طبيعة الانسان الواحدة…
أما النار الالهية فنجدها تنقسم وتتوزع على كل واحد منكم بمفرده توضيحا لتقسيم المواهب حسب قياس قامة كل واحد في الادراك والايمان…
اذن فالطبيعة البشرية تتجدد بالتساوي، أما المواهب فتُمنح بتقسيم وامتياز وتفاوت…
ولكن لانستطيع ان نقف عند حد الاستنارة في معنى المظهر الناري للروح الكلي قدسه، فنحن لا زلنا نرى في ألسنة الروح النارية التي استقرت على التلاميذ تعبيراً الهياً عن معنى انسكاب محبة الله الملتهبة في قلوب التلاميذ، وتقبل روح الغيرة المتأججة نحو الله “غيرة بيتك أكلتني” (15) وتعبيراً عن سريان النار الالهية في طبيعة الانسان العقلية واشتعالها لتكون ذبيحة حية دائمة الاحتراق ” من أجلك نُمات كل النهار حسبنا كغنم للذبح” (16).
نار يوم الخمسين كانت نار الله، أنارت فكر الكنيسة بالحق وألهبت قلب الانسان الجديد بالحب الالهي والغيرة والبذل.
لقد تشاركت طبيعة الكنيسة البشرية في طبيعة الله النارية يوم الخمسين، ومن هذه الطبيعة وُلدَ الانسان الجديد.
الكنيسة استوعبت يوم الخمسين نار الله فأخصبتها هذه النار وقدستها وهي تعطي أثرها الآن لكل المولودين منها…لسنا في حاجة من جديد الى ألسنة نارية كيوم الخمسين، لأننا لسنا أمّاً بل نحن أولاد، لسنا طبيعة والدة بل طبيعة مولودة، الكنيسة هي الم ذات الطبيعة الوالدة.
الكنيسة هي ام روحانية خلقا الرب يسوع وأظهرها في العالم حديثاً بتجسده وأخصبها بالروح القدس يوم الخمسين، وهي الآن تلد بنين مقدسين من طبيعتها المقدسة المخصبة بنار الله، نار يوم الخمسين هي من قدرة الله، هي قوة فائقة من عند الله جاءت فقدست الانسان…
التقديس هو اشتراك في طبيعة الله “صرنا شركاء الطبيعة الالهية” “كونوا قديسين لأني أنا قدوس”
التقديس من وجهة طبيعة الله نراه فعلاً نارياً، وبالنسبة لأقانيم الله وجدناه من اختصاص الروح القدس!!!
الروح القدس روح الله المعزي والمقدس …سبق فحل في البشارة على العذراء فقدس بطنها ليتصور المسيح الاله فيها ويولد.
وفي يوم الخمسين قدس طبيعتنا البشرية فنشأت الكنيسة وانطلقت كنيسة يتصور فيها انساننا الجديد حسب يسوع الاله ويولد بالقداسة…نحن نولد من بطن كنيسة تقدست بنار الله بالروح القدس.
اليس هو ما وعد التلاميذ الابرار به سابقاً “هو سيعمدكم بالروح القدس ونار”(17)
حينما نُعَّمَد الآن في كنيستنا نولد مقدسين لأن كنيستنا “مقدسة”
أليس هذا هو لقبها الأول:” كنيسة جامعة مقدسة – ارثوذكسية رسولية.
الكنيسة اعتمدت بالروح القدس ونار واما نحن فنولد من معموديتها بالماء والروح
النار تحرق كل حياتنا الارضية وتبيدها، لذلك اذا هي اقترنت بالروح القدس “روح القدس ونار” تعني حتماً حياة العية محضة خالية من كل ماهو ارضي…هذه هي طبيعة الكنيسة الهية في كل شيء وبكل معنى خالدة.
اما الماء فهو يُحيِّ كل ماهو على الارض، ولا شيء يمكن أن يحيا على الارض بدون ماء!!! لذلك حينما يقترن الماء بالروح القدس فهو يعني حياة بشرية على الارض ولكن حسب الله… وهذه هي طبيعة كل من يولد من الكنيسة: يحيا على الارض ولكن ” ليس على حسب الجسد بل حسب الروح.” (18)
حواشي البحث
(1) Dictionnaire de Maleh
(2) الاب متى المسكين من الكنيسة القبطية الارثوذكسية
(3) رومية10:6
(4)رومية10:6
(5) أع14:1
(6) أع2:1و2و3)
(7) اي 1:28
(8)مز3:50
(9) نا3 :1
(10) تث5 :22 و23
(11)1مل11:19
(12)حز7:37
(13) عبر 29:2
(14) يو13:16
(15) مز9:69
(16)رومية 36:8
(17) متى11:3
(18) رو1:8