عن اللاهوتيات…؟وهل يريدنا ان نبحث ونعرف في العقيدة؟
نرد عليهم
لنوضح الموضوع بامثلة من الكتاب المقدس..
–“ولما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه قائلآ: “من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟”..(مت 16: 13).
هل هذا السؤال يهمك يا ربي يسوع…
وهل أنت تهتم بإدراك الناس للاهوتك، ومعرفة أنك ابن الله بالحقيقة…
بالتأكيد كان السيد المسيح، ينتظر أن ينطق بطرس بهذا الاعتراف المقدس، الذي هو (اي الاعتراف هذا وليس بطرس) “صخرة الإيمان المسيحي…”
— “أنت هو المسيح ابن الله الحي”..(مت 16: 16)
ولم يكن السيد المسيح، هو يوحنا المعمدان ولا إيليا ولا أرميا ولا واحد من الأنبياء، فلابد من التحديد الدقيق لشخص وطبيعة السيد المسيح…!
— “طوبى لك ياسمعان بن يونا إن لحمآ ودمآ لم يعلن لك لكن أبي الذي في السماوات..(مت 16: 17)…
وأيضآ طوبى لمجمع نيقيه ولمجمع أفسس..لأنهم حددوا بقوانين طبيعة الرب يسوع المسيح..وشرحوها حسب قصد الروح القدس….
لماذا إذن تغييب العقيدة عن الناس..؟
هل نجرؤ أن نرفض ما سبق أن مدحه السيد المسيح؟
وقد سأل المسيح الفريسيين..سؤاﻵ لاهوتيآ احتاروا في إجابته…!
— ” ماذا تظنون في المسيح ؟ابن من هو ؟قالوا له ابن داود. قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح ربا ؟قائلآ : “قال الرب لربي اجلس عن يميني حنى اضع أعدائك موطئآ لقدميك.” فإن كان داود يدعوه ربآ فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطيع أحد أن يجيبه بكلمة ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله البتة”…(مت 22: 42 -46)
وكأن الرب يسوع بسؤاله هذا، ينبه ذهن الفريسيين أنهم لم يدركوا بعد حقائق اللاهوت، وكذلك ينبه به ذهننا أننا يجب أن نفهم أسرار لاهوته…!
وإن سؤال السيد المسيح ..”كيف يدعوه داود بالروح ربآ؟”
يشير إلى أن الرب يسوع..يريدنا أن نسأل في اللاهوت ونبحث في العقيدة..ونتعمق في المعرفة..
وشرح المسيح ايضآ حقيقة وجوده اللاهوتي في كل مكان..
وكذلك حقيقة اتحاد الطبيعتين فيه بغير اختلاط ولاامتزاج ولا تغيير اذ قال:
— “وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن اﻹنسان الذي هو في السماء “..(يو 3: 13)..
وهذا يظهر حقيقة اهتمام المسيح نفسه بأمور لاهوتية تخص طبيعته وشخصه المبارك، تثبيتآ لقاعدة الاهتمام بالعقيدة واللاهوت عمومآ.
ونحن نتكلم بعقائد كثيرةلأنها جميعآ مستمدة من الكتاب المقدس، ولا نستطيع أن نتجاهل ما يعلم به الكتاب المقدس، فإن السيد المسيح هو واضع الناموس الجديد والقديم، وهو مؤسس العقيدة المسيحية، ولا يستحق أن يدعى مسيحيآ من استهان بتعليم السيد المسيح، ولم يتبع منهجه في التعليم.
وشرح السيد المسيح عن الثالوث…
لقد اهتم الرب يسوع بأن يشرحه، ليعلن لنا حقيقة الثالوث، والعلاقة بين الأقانيم، فتكلم عن:
(1) العمل المشترك بين الآب والابن
–“فآجابهم يسوع : أبي يعمل حنى الآن وأنا أعمل”
(يو 5: 17)
وكان يقصد بهذا العمل أنه مساو للآب في الجوهر، الأمر الذي أثار حفيظة اليهود، وأرادوا أن يقتلوه بسببه..
— “فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، ﻷنه لم ينقض السبت فقط بل قال ايضآ: “إن الله ابوه معادﻵ نفسه بالله”..(يو 5: 18)
وكان اليهود فعلآ قد فهموا، حقيقة ما قاله السيد المسيح ولكنهم لم يؤمنوا بهذه المساواة فأرادوا قتله، ولم يتراجع السيد المسيح، ولم يبرر قوله ويفسره بأنه لا يقصد أن يكون معادلآ لله،لأنه بالحقيقة معادلآ لله الآب…
(2) اتحاد إرادة الآب والابن
— “لايقدر الابن ان يعمل من نفسه شيئآ إلا ماينظر الآب يعمل لأن مهما عمل ذاك فهذا يعمله الابن كذلك”..(يو 5: 19)..
(3) والمحبة الكائنة في الثالوث
— “ﻷن اﻷب يحب الابن”..(يو 5: 20)
(4) وقدرة الابن على الإقامة من الأموات
–“ﻷنه كما أن اﻷب يقيم الأموات كذلك الابن أيضآ يحيي من يشاء”..(يو 5: 21)…
(5) سلطان الابن في دينونة العالم
— “ﻷن الآب لايدين أحدآ بل قد أعطى كل الدينونة للابن لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب من لايكرم الابن لايكرم الآب الذي أرسله “..(يو 5: 22، 23)
(6) وأن الابن له الحياة في ذاته
–“ﻷنه كما أن الآب له حياة في ذاته كذلك اعطى الابن أن تكون له حياة في ذاته”..(يو 5: 26)..
(7) وتكلم السيد المسيح عن أن الآب السماوي غير منظور
— “لم تسمعوا صوته قط ولاأبصرتم هيئته”..(مت 5: 37)
— “الله لم يره أحد قط”..(يو 1: 18)..
(8) وقد كشف السيد المسيح..أنه هو وحده الذي يعرف الآب
— “أنا اعرفه ﻷني منه وهو أرسلني”..(يو 7: 29)
–“كما أن اﻵب يعرفني وأنا اعرف الآب”..(يو 10: 15)
–“كل شيء قد دفع إلي من أبي وليس أحد يعرف الابن إلا اﻵب ولاأحد يعرف الآب إلا الابن ومن اراد الابن أن يعلن له”..(مت 11: 27)
(9) وكذلك عن وحدة الآب والابن
الأمر الذي فهمه اليهود حسنآ..أنه شهادة عن لاهوت الابن
–“فتناول اليهود ايضا حجارة ليرجموه”..(يو 10: 31)
— “وقالوا :لسنا نرجمك ﻵجل عمل حسن بل ﻷجل تجديف فإنك وانت إنسان تجعل نفسك إلها”..(يو 10: 33)…
وقد وافق السيد المسيح على هذا الفهم اللاهوتي العالي وأكده بقوله
–“ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالاعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب في َّوأنا فيه”..(يو 10: 38)..
فهل يستطيع أحد، أن يتهم السيد المسيح معلمنا الصالح بأنه كان يضيع وقت سامعيه، لأنه يشرح لهم هذه الحقائق اللاهوتية وأنه بهذه الأمور يشغلهم عن خلاصهم وأبديتهم…
وتكلم الرب يسوع عن العلاقة بين الابن والروح القدس..
(1) أن الروح القدس هو المعزي، وأنه أقنوم آخر غير الابن وغير الآب، وأنه يمكث مع الكنيسة إلى الأبد وأنه غريب عن العالم…
–“وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق الذي لايستطيع العالم ان يقبله لانه لايراه ولايعرفه واما انتم فتعرفونه لآنه ماكث معكم ويكون فيكم” (يو 14: 16، 17)
(2) وأن الآب سيرسل الروح باسم الابن وأن الروح القدس سيعلمنا كل شيء
— “وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم”..(يو 14: 26)..
(3) وتكلم السيد المسيح عن انبثاق الروح القدس من الآب
–“ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الاب ينبثق فهو يشهد لي”..(يو 15: 26).
(4) وتكلم عن دور الروح القدس..في التبكيت على الخطايا
–“ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة”..(يو 16: 8)
ولقد تكلم إنجيل القديس يوحنا ايضآ عن الله الكلمة
(1) وشرح أزليته وعلاقته بالآب وأنه الخالق
–“في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله هذا كان في البدء عند الله كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس”..
(يو 1: 1-4)…
–“كان في العالم وكون العالم به ولم يعرفه العالم..(يو 1: 10)
(2) وتكلم عن تجسده الإلهي العظيم
–“والكلمة صار جسدآ وحل بيننا ورأينا مجده مجدآ كما لوحيد من الآب مملوءآ نعمة وحقآ”..(يو 1: 14)…
(3) وتكلم كذلك عن دور الابن الوحيد..في إخبارنا بمجد الآب
–“الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر”..(يو 1: 18)
فهل كان القديس يوحنا الإنجيلي إذآ مخطئآ عندما كتب بالروح القدس في إنجيله المقدس في اللاهوتيات، وتعرض بالشرح والإعلان المستفيض للفكر المسيحي والعقيدة…؟
– إن جميع الأحاديث التي أوردها الوحي المقدس..في إنجيل يوحنا على لسان الرب أو في سرده للشرح..لها البعد اللاهوتي العميق، والتفسير العقيدي المستفيض…
فمعروف أن إنجيل يوحنا هو النسر الذي حلق بنا في آفاق اللاهوت،فكيف نتجاهل هذا الشرح العميق في هذا الإنجيل اللاهوتي العالي.