من ادبنا الكنسي…”المسيح قام”
الأفقُ وجهٌ قد أضاء سرورا…………………والأرض ثغرٌ قد تبسم نورا
والكون بستان يفوح عبيرا…………………لما شدا جندُ السماء حبورا
قام المسيح من الكرى منصورا
زهرُ السماء تناسقت كعقودِ……………..من لؤلؤ لتزين أكرم جيدِ
لابل قد انتظمت صفوف جنودِ…………….هتفت لسيدها ببشرى العيدِ
نهض المسيح من الكرى منصورا
والطير في روض وأوج عنانِ………………كالجيش لما طاف في ميدانِ
يشدو ابتهاجا أرخم الألحانِ………………لكمُ البشارة يابني الانسانِ
قام المسيح من الكرى منصورا
أما النسيم فناعمٌ كحريرِ………………..في طيهِ عرف كعرف عبيرِ
وكأنه مضمون قول بشيرِ………………..يشدو بشائر غبطةٍ وحبورِ
نهض المسيح من الكرى منصورا
يا آدم المطرود من دار الهنا…………….أبشِرْ حباك الألأه ادراك المنى
وفد الفداءُ فعلَّ أقياد الفنا……………….ولذاك جند الله طرّاً لحنا
قام المسيح من الكرى منصورا
يا عالم أبهج قد أتى مولاكا…………….وبثوب مسكين ثوى بحماكا
ودماءه فوق الصليب سقاكا……………وإذ أمحى صكَّ الهلاك بذاكا
نهض المسيح من الكرى منصورا
قد جاء للآنام نورَ وحياةِ………………..يهديهم لمراتع البركاتِ
فبغى لهُ موتاً لفيف عداةِ……………..حتى إذا ألفاهُ في الأمواتِ
قام المسيح من الكرى منصورا
ان المسيح على الصليب قد ارتقى……..يحكي أثيماً ذلك الوافي النقا
وبصلبهِ فتح الرتاجَ المغلقا……………..فعلا الهتاف من الملاك محققا
نهض المسيح من الكرى منصوراً
ماسمَّروا فوق الصليب ضلوعاً…………إذ سمَّروا رب الفداء يسوعا
بل مزقوا صكَّ الردى الموضوعا………. فلذاك تبشير الخلاص أُذيعا
قام المسيح من الكرى منصورا
ظنوا الحياة غدت بغير حياةِ ………… إذ عُدَّ عندهم من الأمواتِ
حسبوا بذلك منتهى الغاياتِ ………. لكن كجبار عقيب سباتِ
نهض المسيح من الكرى منصورا
ابليس رامَ بمكرهِ إطفاء ……………. نور الخلاص ليملك الاملاءَ
واذ احتوى مايبتغيهِ رجاءَ ………….. سمع الملائك يهتفون هناءَ
قام المسيح من الكرى منصورا
اليوم من قد كان منتظر الفدى…….. مستسلماً ليد المنون منشدا
نهض المسيح من الكرى منصورا
اليوم اساس الجحيم تهاوتِ ………. وقوى أبالسة الهلاك تلاشتِ
وصفوف أجناد السماء توالتِ ……….. تشدو إلا بشراً بخير بشارةِ
قام المسيح من الكرى منصورا
اليوم تبتهج السماوات العلى ………. طرَبا وما يرضي المهيمن أكملا
ولذاك جند الله قام مهللاً ……………. بعظائم الفادي فيا بُشرى الملا
نهض المسيح من الكرى منصورا
بالموت قد وطىءَ الممات وقاما ……….. وحبا الورى الاسعاد والانعاما
ومحا بسفك دمائه الآثام……………….. فلأجل ذلك ننشد الأنغاما
قام المسيح من الكرى منصورا
قام المسيح وأنقذَ الأمواتا ……………..وحبا من التمس الحياة حياة
وكسا طبيعتنا جمالاً فاتا ……………… فالكون أجمع يرفع الأصواتا
نهض المسيح من الكرى منصورا
يا ايها الشعب المسيحي ابتهجْ ……….. بقيامة الفادي فذا العيد البهجْ
وبسيرةٍ تُرضي قداستهُ ابتهجْ ………….. فالسيرة الحسناء ذات فم لهجْ
قام المسيح من الكرى منصورا
قد قام من ذاك الرقاد مقيما …………… من ليس يرضى أن يكون أثيما
فاعكف على العمل الكريم كريما ………. فجميل ذكرك يُحسن الترنيما
نهض المسيح من الكرى منصورا
عيِّد بتقوى الله والصدقاتِ …………….. وبطهر نياتٍ وبرِّ صفاتِ
فبذاك تنشد أشرف الآياتِ …………….. قد قام فادينا من الأمواتِ
قد قام من سنةالكرى منصورا
قد قام من سنة الكرى وحبانا ………… عما اقترغنا الصفح والغفرانا
ولباس بر كالضياء كسانا ……………… فلأجل هذا ننشد الألحانا
نهض المسيح من الكرى منصورا
العيد عيد الفصح أشرف موسمِ ………. بمديحه يغدو الفصيح كأبكمِ
فيهِ محبُّ الله بين معظَّمِ …………….. سرَّ الفدى السامي وبين مرنمِ
قام المسيح من الكرى منصورا
ذاك المسيحيُّ الذي لا يحجمٌ………… عن صنعهِ الاحسان مايتنسمُ
صحب السكوت وفضله يتكلمُ …………. وبروضة المسعى الحميد يرنمُ
نهض المسيح من الكرى منصورا
كالحبر رافائيل من أفعاله ……………… قد ماثلتها جودة ً أقواله
وكذاك فاحت بالعفاف خلالهُ………….. فروت لمجد الله جل جلاله
فام المسيح من الكرى منصورا
أسعِد بهِ والطهر في ابرادهِ ………….وضمائر الأنام طوع قيادهِ
فيذيع شرع الله بين عبادهِ ………….. يتلو وخوف الله ملءُ فؤادهِ
(أمين ظاهر خير الله)
امين ظاهر خير الله ووالده ظاهر خير الله من الشوير اقام ظاهر في البطريركية/ دمشق اول عهد البطريرك ملاتيوس الدوماني الدمشقي عام 1998 كاتباً للبطريركية وكان من ادباء عصره، وتزوج بسيدة من كرام العائلات الدمشقية وبقي حتى وفاته في عهد البطريرك غريغوريوس في خدة البطريركية
خلفه ولده امين ظاهر خير الله في خدمة البطريرك غريغوريوس وبضع سنوات من الخدمة لخلفه البطريرك الكسندروس طحان وعلى مايبدو فان الاب والابن كانا يجيدان الترتيل ويرتلان في الكاتدرائية المريمية وكنيسة القديس يوحنا الدمشقي وقد انتقل كاتب هذه القصيدة حوالي العام 1935 بعدما ترك كابيه الذكرى العطرة وعشرات المقالات في مجلة النعمة البطريركية في دورها الأول 1909-1914 اضافة الى الكثير من الارث الروحي الموجود في الوثائق البطريركية. ومنها هذه القصيدة الرائعة.