الرجَّالْ بالبيت نعمةْ ولو كان فحمةْ
لابد من وجود منغصات في الحياة الزوجية، خاصة في فتراتها الأولى حيث لم يألف كل من الزوجين الآخر ولم يتفهمه بعد، وتطول هذه الخلافات او تقصر حسب قدرة كل طرف على تفهم الطرف الآخر والتعامل معه بما يرضيه وحكايتنا هذه عن فتاة تزوجت وحصل خلاف بنها وبين زوجها وتجلت حكمة اهلها ودرايتهم من خلال معالجة الحادث، واليكم الحكاية:
فتاة تزوجت وعلى الطريقة التقليدية المعروفة وأمضت ثلاثة او اربعة شهور في بيت الزوجية.
نشب الخلاف بينها وبين زوجها لأمر لم يُحكما العقل في معالجته فتركت بيتها وذهبت الى بيت اهلها.
وأهل الزوجة من عائلة محترمة غُرفت بحسن التربية وطيبة الاخلاق. وما ان دخلت الفتاة او المرأة منزل أهلها وقصت الحادثة على امها وحدثتها عن سبب الخلاف حتى أخذت الأم تخفف من روع الابنة وتهدىء فورة غضبها وتحدثها عن معاناة الزوجة وعن هموم الحياة الزوجية وواجب المرأة المرأة تجاه زوجها وأهمية الرجل وقدسية الحياة الزوجية منهية كلامها بقولها:” لك يابنتي الرجَّالْ بالبيت نعمة ولوكان فحمة” وعليك بتحمله والمحافظة على زوججك ما استطعت واعدة الابنة ان والدها سيحدث الزوج ليصلح أخطاءه ويحسن سلوكيته معها.
وفي مساء ذلك اليوم حضر والدها وفهم ان ابنته على خلاف مع زوجها وعلى الفور ارسل أحد أبنائه مستدعياً نسيبه لتناول العشاء. وحضر الزوج وجلس مع عمه والد زوجته، واخوتها لتناول العشاء وتحدث مع عمه عن اسباب خلافه مع زوجته ففهم العم ان ابنته هي المخطئة وان الزوج كما عرفه عاقل هادىء، وبعد انتهاء العشاء نادى الأب ابنته وقال لها أعرف أنك طيبة مرضية وأرجو أن تنفذي لي ما آمرك فقالت الفتاة:” اطلب ماتريد ياوالدي فأنا أفديك بروحي.”وأشار الأب لابنته ان تقف أمام المائدةقائلاً لها اخلعي فستانك…
هنا بدت علائم الارتباك على وجه الفتاة ودهشت لطلب والدها الا انها لم تجد بداً من التنفيذ فخلعت فستانها واخوتها وزوجها ينظرون ماذا سيحدث وهي تخلع فستانها على مضض، وما ان انتهت حتى قال الوالد اخلعي قميصك الداخلي يا ابنتي! وتحيرت الابنة من طلب ابيها المحرج لها وزادت دهشتها وهي تظن بينها وبين نفسها ان والدها ليس جاداً بطلبه هذا، الا ان الوالد صرخ بصوت عال :” ما الذي يؤخرك وماذا تنتظرين؟”
وعلا صوت الوالد أكثر وتهدج وثارت ثائرته واقسم ان لم تخلع ابنته قميصها الداخلي بأنه سيفعل و…و… وهجم على ابنته مهدداً انه سيضربها قائلاً:” هذا زوجك وهؤلاء اخوتك فماذا يُخجلك؟ وعاد الى مكانه قائلاً:”هيا اخلعي قميصك… وامام اصرار ابيها هربت الابنة واختبأت وراء زوجها وهي تباشر خلع قميصها الداخلي.
هنا ضحك الأب وقال لإبنته: “لماذا اذن تركت زوجك اذا كنت الآن ستختبئين وراءه خجلاً من ابيك واخوتك؟” والتفت الى صهره وقال :” خذ زوجتك وهيا الى منزلكما.” والتفت الى ابنته وقال لها:” ارتدي ملابسك ورافقي زوجك واعتن به وخذي حذرك والرب الذي بارك زواجكما ببركة الاكليل بخضوعك لرجلك وهو يحبك كما يحب ذاته…”
الم تقل لك امُك يوم اكليلك:” يا ابنتي ان لزوجك عليك حق، فاحفظي سره وسروره وسريره كي تعيشين حياة سعيدة هانئة…”