هذا ماتريده اميركا من العربان/ خربشات سياسية 21/11/2018
تريد منا اميركا كعربان أن نكون ملوكاً، أمراء، رؤساء، راقصون في استقبال ترامب ومن سبقه بالقرب من الكعبة والسيف السعودي …تريدنا راقصون عراة حول حائط المبكى…
اقتصادنا محطم. سياستنا تابعة…. ثقافتنا صفر تاريخنا كذب… الأشد هولاً من كل ذلك… الزمن كله حطام! ونحن كعربان خارج الانسانية والوطنية واحترام الذات…
اميركا قائدة التحالف الدولي في سورية والعراق لتدمير داعش وهي التي انشأتها…
منذ احتلت الشرق السوري وهي تدمر كل البنى التحتية في سورية من جسور الى طرق الى سكك حديدية كل شيء …وابادة قطعات الجيش السوري والحلفاء كما في جبل الثردة وكما في قاعدة التنف ومحيطها…وابادة الشعب السوري هناك وبالفوسفور الابيض والنابالم كله لأجل عيون القضاء على داعش، مع خلق داعش جديدة كردية غادرة كما وتلعب مع الاتراك اردوغان في كل الاتجاهات للقضاء على الاكراد…
نأخذ محيط دير الزور مثالاً. من أين تصل صناديق الكوكاكولا، أطباق الهوت دوغ، صهاريج الوقود، القنابل الموجهة، الى مقاتلي «داعش» الذين يشنون العمليات العسكرية الصاعقة في كل الاتجاهات، وهم على رمية حجر من المعسكر الأميركي؟
المعسكر المجهز بطائرات الاستطلاع، وبأجهزة الرصد، وبكل الوسائل (والظروف) التي تمكّنه من اجتثاث أي أثر للتنظيم في غضون ساعات.
هذا، مع اقتناعنا القطعي بأن الولايات المتحدة هي التي طلبت من دول عربية بعينها مدّ تنظيم داعش الذي خلقته كلينتون واوباما بكل ما يحتاجه من مال، ومن سلاح، أيضاً من السيارات المفخخة لتفجيرها ان في الأرجاء العراقية أو في الأرجاء السورية.
مثلما اخترعت وكالة الاستخبارات المركزية حركة «طالبان» بالقمصان البيضاء والرؤوس السوداء، لحماية أنابيب الغاز من تركمانستان، تلقفت «داعش» لاستخدامه تكتيكياً، واستراتيجياً، في كلا البلدين. ومثلما خلقت بريطانيا منظمة القبعات البيضاء الارهابية…المدعية بالعمل الانساني… وهي تكذب وتكذب بخصوص الكيماوي وتفبرك المسرحيات لضرب الجيش السوري وحلفائه…
على الشاشات كانت قوافل التنظيم تظهر، وهي تقطع مئات الكيلومترات في الصحارى للاستيلاء على مواقع محورية في العراق وسورية وخاصة تدمر في الغزوتين والقريتين و..، دون أن يرف جفن للطائرات الأميركية. علينا أن نصدق أن البنتاغون لم يكن على علم بالخطة الخاصة باحتلال مدينة الموصل واعلان دولة الخلافة من مسجد النوري فيها.
الأميركيون، وظلالهم، شقوا الطريق أمام التنظيم لاقامة قواعد حول دمشق تمهيداً لاقتحامها، واحراقها بالكامل. ذات يوم قد يماط اللثام عن الوثائق الرهيبة، وهي تظهر أن الهدف كان تحويل «حاضرة الياسمين»، وكما توقع لها سفر أشعيا (أن تزول من بين المدن وتغدو ركاماً من الأنقاض)، الى غابة من الدم والرماد.
سيناريوات، ومسرحيات، في كل مكان. على جثث العرب. أيضاً على جثث الكرد الذين طالما حولتهم قياداتهم الى الحطب البشري في نقطة التقاطع بين لعبة الأمم ولعبة القبائل.
عرب وتواطأوا مع الأميركيين (والصهاينة) ضد العرب. أينآل سعود حماة الحرمين الآن، وقد قدموا خدمات استراتيجية هائلة، وأكثر مما قدم الصهاينة، للولايات المتحدة؟
هل يمكن لأحد أن يتصور (وهذا ما يسأله الروس) أن الغرب ضنين الى هذه الدرجة بدم جمال خاشقجي الارهابي في تنظيم القاعدة في افغانستان، ولم يكن يوماً الا نادلاً في البلاط معلميه آل سعود؟ عودوا الى مقالاته، والى أحاديثه، بل والى علاقاته (علاقات ألف ليلة وليلة) مع بارونات الأجهزة في المملكة.
الأميركيون يستخدمون جثة الرجل لاستنزاف ما تبقى من أرصدة في صناديق المملكة. عودة على ظهر الناقة الى ما قبل «مدن الملح» ونذكر بالخير عبد الرحمن منيف !
ثم ماذا؟ أن يذهب صاحب السمو محمد بن سلمان سيراً على الأقدام الى أورشليم، حتى اذا ما عقدت المصالحة الكبرى بين الكعبة والهيكل، بين اسحق واسماعيل، جلجلت قهقهات يهوه في أرجاء الكون. بالعصا التوراتية اياها يقود الخامات العرب، ثروات العرب، أزمنة العرب. على قول الصحفي الكبير نبيه البرجي
متى عارض ولي العهد السيناريو الذي وضعه أركان اللوبي اليهودي (تحديداً دنيس روس واليوت أبرامز باشراف هنري كيسنجر)، وقد مضى بعيداً في التعامل الاستراتيجي، على المستويات كافة، مع بنيامين نتنياهو بذريعة اقتلاع ايران و«أدواتها» من المنطقة؟
القصة أن الأمير الشاب توجس من تداعيات دراماتيكية لأي خطوة علنية على حساب شعب فلسطين، وأرض فلسطين. هو الذي يفترض ان يحمل بين ليلة وضحاها لقب «خادم الحرمين الشريفين».
اليوم يتم تركيب ذلك الحلف الهجين، كما لو أن عقارب الساعة توقفت عند اللحظة التي صنع فيها جون فوستر دالاس، في الخمسينات من القرن الفائت، حلف بغداد الذي ما لبث أن تناثر مع انقلاب عبدالكريم قاسم في العراق (يوم 14 تموز 1958).
هنا التاريخ الذي، وبكل مرارة، يتقيأ نفسه. الخطة (أ) من صفقة القرن تداعت. الخطة (ب) جاهزة. ما على الأمير الشاب، وقد تزعزع البلاط، الا أن يتبادل الضحكات (اياها) مع رئيس الجكومةالصهيونية في قصر اليمامة لتسقط كل الجدران بين الاسلام واليهودية. وها ان ترامب برأه من دم الخاشقجي مسفها تقرير المخابرات الاميركية.
أما لماذا الحماية الأميركية لـ«داعش» في سورية؟ المسرحية أكثر من أن تكون كوميدية. تحت عيون الأميركيين، التنظيم يزيل آخر مواقع وحدات حماية الشعب في منطقة دير الزور. التنطيم يشن غارات عاصفة على معسكرات قوات سورية الديمقراطية داعش الكردية الجديدة. الكرد (الأميركيون)، مرة أخرى، وقود تكتيكي في صراع يتجاوزهم بكثير.
أبعد من «طرد ايران» من الأراضي السورية. الروس هناك بكامل قوتهم. الرهان على ابقاء أحد أبواب المحنة والمحرقةالسورية مشرعاً لاستجرار سورية الى الصفقة.
رهان غبي. الأوراق الأميركية في سورية تحترق الواحدة تلو الأخرى. الأصابع تحترق الواحدة تلو الأخرى…
سورية عصية على الاحتراق والاختراق وارتياد صفقة القرن وان غدا لناظره قريب…
تحيا سورية…