جالينوس السوري اللاذقي
طبيب التشريح الأول
السيرة الذاتية
ولد الطبيب الفيلسوف جالينوس (120 – 199م) في اللاذقية، ثم ذهب إلى روما في عهد الإمبراطور مارك أوريل الذي كان مثل جالينوس يدين بالمبادئ الرواقية(1)التي اهتمت كثيراً بتهذيب الإرادة وتنظيمها.
كان جالينوس عضواً في المجلس الاستشاري الذي أحدثته جوليا دومنا لمساعدة الامبراطور.
في روما أسس عيادته الخاصة وعمل بالتدريس والكتابة وإلقاء المحاضرات، ثم عمل طبيبا خاصا للأمبراطور ماركوس أوريليوس. أمضى باقي فترة حياته في البلاط الإمبراطوري حيث اشتغل بالتأليف كما قام بالعديد من التجارب وعمليات التشريح على الحيوانات لدراسة العمليات الوظيفية لأعضاء مثل الكلية والحبل الشوكي بهدف التوصل إلى فهم طبيعة عمل هذه الأعضاء في جسم الأنسان.
كان أول من توصل إلى العلاقة بين الكسر في العمود الفقري وانقطاع الحبل الشوكي والشلل، كما يعتقد أنه أول من استخدم أسلوب قياس النبض في تشخيص الحالات.
وضع العديد من النظريات المهمة في مجالات عن عمل العضلات وتكون الدم.
مذهبه الطبي
يدور مذهبه في الطب على أساس القول بأن الأخلاط الأربعة وهي الدم والبلغم والصفراء والسّوداء – هي التي تقرِّر صحة الإنسان ومزاجه…
يقول جود فري تورتون عنه:
“اشتهر جالينوس في التاريخ الطبي بمعرفته الدقيقة لعلم التشريح ووظائف أعضاء الجسم المختلفة.
وقد كان طالب فلسفة فضلاً عن كونه طالب طب، وقد أسس أفكاره وأعماله على المبدأ الذي يقول إنه لا يجوز قبول أي شيء، واعتباره صحيحا مالم يختبرعن طريق العقل والتجربة.”
ورويت عنه قصة تؤكد رفضه التقيد بسلطة التقاليد، فقد مرض أحد أصدقائه، ولم يكن جالينوس طبيبه بل كان طبيبه شخصاً آخر، أعطاه بعض العلاج الموصوف في كتب الطب ونصحه بالخلود إلى الراحة في فراشه وأنذره ألّا يأكل إلا القليل، ولكن جالينوس زار صديقه مرة للاستفسار عن صحته فوجده في حالة يرثى لها من الضعف والوهن، ولهذا عمد جالينوس إلى تجاوز نصيحة الطبيب الآخر وأصر على المريض أن ينهض من فراشه ويرافقه إلى الهواء الطلق حيث جلسا وتناولا وجبة دسمة من الطعام. وهكذا تحسنت حالة الرجل وتماثل إلى الشفاء بسرعة.
ولا يُعرف شيءٌ عن الأعراض التي لاحظها جالينوس، والتي جعلته يعطي هذه التوصية، لكن نجاحه كان مؤسساً على الاعتقاد الذي سجّله هو بنفسه بقوله : “إن كل من يرغب في فهم أعمال الطبيعة عليه ألا يضع ثقته في كتب التشريح ولكن في عينيه وبصيرته…”
يقول جود فري تورتون: ” كان صوت جالينوس آخر صوت في العالم القديم باحثاً عن الحقيقة بقوله :”لماذا حدث ، وكيف حدث ذلك” باحثاً عن جواب يستفيد من الملاحظة والعقل، بصرف النظر عما قاله أي شخص آخر، مهما كان هذا الشخص عظيماً أو ذا مقام مرموق.
وقد شملت أعماله عدة مجالات فضلاً عن الطب، وله مؤلفات كثيرة…
قام الرازي بكتابة كتاب “الشكوك على جالينوس”
ويقول في مقدمته : “… إذ كنت قد بليت بمقابلة من هو أعظم الخلق على منة، وأكثرهم لي منفعة، وبه اهتديت، وأثره اقتفيت، ومن بحره استقيت…”
قال فيه شعراء كثر، يقول المتنبي:
– “يَمُوت راعي الضأن في جَهْله…………..ِِمِيتَة جالينُوسَ في طِبِّهِ”
يقول ابو العلاء المعري
“سقياً و رعياً لجالينوس من رجل، ورهط بقراط غاضوا بعد او زادوا، فكل ما أصّلوه غير منتقض…………….. به استغاث أول سقم وعواد
كتب لطاف عليهم خف محملها……..لكنها في شفاء الداء اطواد”
الحواشي
(1) راجع منشور زينون مؤسس الرواقية
المراجع
*تاريخ سوريا الحضاري القديم
*أميرات سوريات حكمن روما
*الموسوعة الطبية -الصحية
*سوريون في التاريخ
*موسوعة المورد -الجالينوسية-منير بعلبكي