خربشات سياسية 24/5/2018
– ماذا بعد العدوان الأميركي اليوم على قواتنا السورية في منطقة دير الزور بالقرب من البوكمال فجر اليوم الخميس 24 ايار 2018 بالتزامن مع تحرك لارهابيي داعش في الجيب المحمي اميركياً في تلك المنطقة، وبعد الهجوم الدموي من ارهابيي داعش بالأمس على قواتنا في بادية حمص انطلاقاً من جيب التنف الاميركي المعادي؟
– سؤال يطرح بذاته اليوم على الارض بعد تحرير دمشق ومحيطها من كل الارهاب لمسافة 65 كم من الجنوب والغوطة الشرقية والقلمون الشرقي، ومع تقدم قُوّات جيشنا الباسل وحلفائه نَحو الجبهة الجنوبيّة لفتح الحُدود مع الأُردن وتحرير الجنوب السوري، لتحرير كامل مدينة درعا واستعادتها واستعادة حوران إلى السِّيادة الرسميٍة، قامت طائرات الحلف الاميركي المعادي فجر اليوم الخميس بالاعتداء على مَواقِع لقواتنا في شَرق البِلاد بالقرب من البوكمال، أوقَع 12 شهيدًا للمَرَّةِ الثانية في أقل من ثَلاثة أشهُر.
– المتحدث باسم قوات العدوان التحالفي بقيادة اميركا نفى عِلمُه بحُدوث هذا القصف، لكن المَرصد العميل المعارض أكد هذا العدوان واعطى هذا الرقم من الشهداء الذين ارتقوا، مِثلما أكًّد وجود جيب تتمركز فيه عصابات داعش، وجاء في بيان لسانا اليوم ان هذا العدوان تزامن مع تحرك لارهابيي داعش باتجاه مواقع قواتنا، ولم يحصل صدام، وان نتائج هذا العدوان الجوي “اقتصرت على الماديات فقط”.
– دِمشق تُؤكِّد دوما حقها بتحرير كامل اراضيها، وكل الدلائل تشيرالى أنّ معركة دَرعا باتت وشيكة، بعد نجاح قُوّات جيشنا الفينيقي الاسطوري في استعادة حي الحَجر الأسود ومخيم اليرموك بعد معارك ملحمية لأكثر من شهر، بعد السيطرة على الغوطة الشرقيّة، وتأمين العاصِمة كُلِّيًّا من أيِّ عدوان مِدفعيّ وصاروخيّ للارهابيين، وبدأت الاستعدادات فِعلاً لشَن عمليّة عسكريّة، كُبرى نِهائيّة، في مِنطقة درعا المُحاذِية للحُدود الأردنيّة جَنوبًا، ومُحافَظة القنيطرة شَمالاً على حُدود الجولان المُحتلَّة.
– بلا شك ان أولويّة الجيش السوري حاليًّا تتلخَّص في استعادة السَّيطرة على مُعظَم الحُدود السوريّة، فبعد استعادته للحُدود مع العِراق ولبنان، باتَ الهدف هو الحُدود الأردنيّة السوريّة التي تُسيطِر عليها مجموعة من عصابات مايسمى الجيش الحر الذي اشترت افراده قطرائيل ومن ثم مملكة الرمال السعودية والعدو الازلي تركيا والعدو الأزلي الكيان الصهيوني. وهو الداعم الاساس في الجنوب.
– تحرير دَرعا ينطوي على أهميّة استراتيجيّة كُبرى بالنسبة إلى الدولة السورية في دِمشق، ليس لأنّها تعني فتح الطريق الدولي المُمتد من دِمشق حتى العاصِمة الأردنيّة عمّان (طوله 90 كيلومترُا)، ممّا يعني مَورِداً اقتصاديًاً مُهِمّاً، وبوّابةً للصَّادِرات السوريّة، ولانعاش الإقتصاد السوري لجهة انفتاحه مجدداً على الاردن،
– وبالمقابل عند الجانب الاردني انتعاش للاقتصاد الاردني الذي خسر كثيراً بتمدد العصابات الارهابية على طول الحدود مع سورية وتحكمها بمعونة القوات الاردنية والصهيونية ومن خلال غرفة الموك الاميركية في الشمال الاردني، ولأسباب مَعنويّة أيضاً، لأن شَرارة الفتنة الدموية انطلقت من درعا ومسجدها الكبيرقبل سَبع سنوات وغذتها اصابع المخابرات الاردنية تنفيذاً للاوامر الاميركية وبتمويل قطري سعودي تركي صهيوني. وبالرغم من هذا الموقف المشبوه الا ان الاردن شعبياً ونقابياً وحتى الدوائر الاقتصادية ترغب بأن يقوم الجانب السوري ببسط سيطرة الدولة السورية على كامل الحدود بشرط عدم وجود عسكري ايراني!!!داعم وحليف للجيش السوري.
– القِيادة السوريّة حريصةٌ بدورها على فتح هذا الطريق الدولي على غِرار ما فعلت بفتحها نظيره الذي يَربِط العاصِمة بحمص بعد تحرير الغوطة الشرقيّة، وطريق دِمشق دير الزور بعد استعادة تدمر، وإخراج عصابات داعش مِنها.
– لذلك أكد السفير الايراني في عمان، في حديثه لصَحيفة ” الغد” الأردنيّة أمس بأنّه لا توجد قُوّات إيرانيّة في الجنوب، ونفى أن تكون قُوّات بلاده شاركت في معارك الغوطة الشرقيٍة واليرموك والحجر الأسود، وهذا يأتي مَحسوباً بِدقَّة في إطار سَحب الذَّرائِع من العدوين الاميركي والصهيوني، والتَّشديد على أنّ مُهمَّة استعادة دَرعا هي مَسؤوليّة الجيش السوري وَحدِه.
– السُّلطات العسكرية والاستخبارية الأردنيٍة تُراقِب معركة دَرعا الوَشيكة بقَلقٍ شديد، وإن كانت تتمنَّى حلاًّ سِلميّاً يُؤدِّي إلى خُروج عصابات الارهابيين إلى إدلب أو جرابلس في الشمال السوري الغربي، يُجنِّب حُدوث الصِّدامات العسكريّة، وما يُمكِن أن تنطوي عليه من اضطرابات أمنيّةعلى الداخل الاردني، وهِجرَة مِئات الآلاف من سُكَّان المِنطَقة الحدودية إلى الداخل الأردني، ممّا يزيد من أعباء الاردن الأمنيّة والاقتصاديّة والخَدماتيّة، في وقتٍ يتضخًّم الدَّين الأُردني العام إلى أكثر من 36 مليار دولار، ويًزيد عدد اللاجئين السُّوريين عن مليون ونِصف المليون لاجِئ داخِل المُخيَّمات وخارِجها، الأمر الذي يفسر سبب رفع المعونة الاميركية للعرش الاردني والمعونات الاميركية هي الاساس الداعم للخزينة الاردنية ولنفقات البلاط لندرة الموارد الاقتصادية الاردنية.
– المصادر المقربة للقيادة في سورية، تؤكد أنّ حسم معركة درعا، وإعادة المدينة إلى سيطرة الدولة السورية، ربٍما يتحقق قبل عيد الفطر، وأنّ تفاهُمات جًرى التوصُّل إليها في هذا الصَّدد أثناء قِمّة سوتشي التي انعقدت الأُسبوع الماضي بين الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين، وحصل الرئيس الأسد على دَعمٍ روسيٍّ كامِل في هذا المِضمار على غِرار ما حصل في الغوطة الشرقيّة، ولكنه على مايبدوكما تشير التسريبات، مَشروط ب”عدم مُشاركة أو تواجد قُوّات إيرانيّة في المِنطقة”، وهذا ما يُفَسِّر تَصريحات السفير الإيراني في عمّان وتَوقيتِها وهذا مافسره المراقبون انه لسحب الذرائع الصهيو-امريكية.
– كيف سيكون الرَّدَّان الإسرائيلي والأمريكي في هذا الصَّدد غير معروف، وكذلك الرَّد الأردني، الطَّرف الثالث، فالجميع يدرك مدى تبعيته لأميركا وللكيان الصهيوني اي عدم تعارضه مع هذين الردين بِطَريقةٍ أو بأُخرى، لأنّ الأُردن لا يستطيع أن يقول “لا” لأمريكا التي رفعت مُساعَداتها الماليّة إليه إلى ما يَقرُب المِليار دولار سَنويّاً، ولكنٍه، أي الأردن يتمنَّى أن يتم فتح الحدود الأُردنية السوريّة بأقل الأضرار لأنّ هذا يعني دُخول خزانته ما يَقرُب من 400 مِليار دولار سًنويّاً كجمارك ورسوم مع البًضائع المارّة في الاتجاهين، وعودة المنتوجات الأردنيّة إلى الأسواق السورية والعكس مايعني انتعاش اقتصاده المخنوق بعد انقطاع تجارة الترانزيت مع دول الخليج، والمُشاركة المُتوقًّعة للشَّركات الأُردنيٍة في عمليّة إعادَة الإعمار، عدا عن موقف التيارات الوطنية المثقفة المؤيد لسورية وانتصارها حتى من داخل البرلمان الاردني والنقابات الفاعلة كنقابة المحامين، وحتى كبار القادة العسكريين الذين سجل لهم مؤخراً رفضهم دعم اي تحرك عسكري تجاه سورية استمراراً لعدة غزوات فاشلة مغطاة من الاستخبارات الصهيونية والاردنية كغزوات الغوطة الفاشلة منذ حوالي اربع سنوات.
– في سورية ومع جيشنا الحبيب والقيادة الحكيمة واسلوب ضبط النفس لامستحيل، فالتحرير يجب ان يشمل كل شبر من الاراضي المحتلة مهما طال الوقت، خاصة وان العدو الصهيوني ومن خلال وزير الامن اليوم طالب معلمه الاميركي ان يعترف بوقاحة موصوفة بان الجولان المحتل خاضع للكيان العبري، كما سبق لترامب واعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني.
– إن حسم معركة دَرعا وعودتها لحضن الوطن، سيكون مُقدِّمَةٍ لمَعركةٍ أُخرى تكون أكثر أهميّةً، في شرق الفرات، لاستعادة السيطرة على احتياطات النفط والغاز الموجودة في شرق مدينة دير الزور التي تَرفُض قوات العدو الاميركي أي تَقدُّم للجيش السوري باتجاهِها، لذلك تحتفظ بجيب لداعش يضم عشرات القادة فيه تحت حمايتها، اضافة الى داعش الجديدة قسد التي تتقدم بتسويات مع داعش بدون قتال بل بانسحابات من هذه المنطقة الغنية بالحقول النفطية والغازية وكل ذلك بغية اطالة امد المأساة السورية واستمرار التشرذم ونوف الدم السوري، وتريد أن تكون من نصيب الإمارة القبائليّة السنيّة الشمريّة التي تتطلَّع إلى إقامَتها، وتمتد من الحَسكة شمالاً حتى شرق دير الزور، والعدوان الاميركي على المواقِع العسكريّة المتاخمة فجر اليوم الخميس أحد المُؤشِّرات في هذا الصَّدد.
– نحن السُّوريّون نتمتع بنَفسٍ طَويلّ، وصَبرّ لا حُدود له، ويبدو أنّ هذه الاستراتيجيّة بدأت تُعطِي ثِمارها، باستعادة 80 بالمِئة من الأراضي السوريّة بعد مَعارِك طاحِنة على مدى السَّنوات السَّبع العجاف الماضِية، ومِن خِلال المِقياس نفسه من غير المُستَبعد أن تتحرر الاجزاء المحتلة في محافظة درعا مع اطلالة فجر عيد الفطر كما تحررت الغوطة الشرقية فجر عيد الفصح، وان تكون محافظات الجنوب عيونها خضر، ويتم رفع العلم السوري الحبيب في مَيدان درعا الرَّئيس…
السوريون كلهم مع قيادتهم ووراء جيشهم الحبيب يقولون للجيش بفم واحد:
“عندي ثقة فيك وبيكفيك”