التاريخ وماقبل التاريخ
ما قبل التاريخ
– تنتشر الآثار في أكل مكان وخاصة في سورية لتروي لنا حكايات اجدادنا الذين عاشوا في تلك المناطق في الأزمنة القديمة، ويستطيع العلماء من خلال دراسة تلك الآثار وتحليلها عرض النتائج على العامّة وإظهار طبيعة الحياة التي عاشها القدماء ومدى التقدّم السياسي والحضاري الذي توصلوا إليه، وعلى الرغم من أنّ التاريخ يعتمد بشكل أساسي على الوثائق المكتوبة على الأوراق بمختلف أنواعها، والجلود والمنقوش على الأحجار والعظام، إلا أنّ هناك مئات القرون التي سبقت اختراع الكتابة في الشرق الأدنى، كحضارة سومر في العراق، لذا اعتبر المؤرخون الفترات السابقة على اختراع الكتابة فترات غير تاريخية لعدم وجود وثائق خاصة بها، وأطلقوا عليها اسم عصور ما قبل التاريخ، واستخدموا وسائل أخرى لبحث آثار تلك العصور
مصطلح ماقبل التاريخ
يطلق مصطلح ما قبل التاريخ على الآثار التي يتمّ الكشف عنها وتحديد عمرها بأقدم من الفترة التي ظهرت فيها الكتابة لأوّل مرّة في التاريخ القديم، وكانت في الفترة من ثلاثة آلاف وأربعمائة عام، إلى ثلاثة آلاف ومائتي عام قبل الميلاد، حيث تمّ تقسيم تلك الفترة إلى العديد من التقسيمات الزمنيّة المعتمدة على العصور الجيولوجيّة والحجريّة وفقاً للآثار المكتشفة، وتنقسم عصور ما قبل التاريخ وفقها إلى خمس فترات هي
الفترة الموغلة في القدم
بدأ فيها ظهور الإنسان على الأرض، وهي ما بين سبعين مليون عام إلى مائة ألف عام، وقد ظهرت آثار الإنسان الأولى في المرحلة التي تقدر بنحو اثنين ونصف مليون عام قبل الميلاد
الفترة المتوسّطة
هي التي عرف فيها ما سمي بالإنسان الماهر، أو الهوموهابيليس، ثمّ الإنسان الحديث الذي يسمّى بالهوموسابين الذي خرج من القارة الإفريقيّة وبداية خروجه الى حول العالم، وتقدّر تلك المرحلة بين مائة ألف إلى ثلاثين ألف سنة قبل الميلاد.
الفترة العليا
هي المرحلة بين ثلاثين ألف إلى عشرة آلاف سنة قبل الميلاد، وفيها انقرضت العديد من الفصائل والأنواع العليا، وصاحب ذلك التوسّع في انتقال الإنسان الحديث في مختلف بقاع العالم.
إبيباليوليثيك
هي المرحلة التي عاش فيها الإنسان على الجمع والالتقاط، وعرف الصيد والحياة في مجموعات، وكان في تلك المرحلة أيضاً بداية تطوير الأنشطة الزراعية البشريّة، وهي مرحلة وسيطة كانت في الفترة بين عشرة آلاف إلى خمسة آلاف وخمسمائة عام قبل الميلاد.
فترة ما قبل الأسرات
هي في الفترة بين خمسة آلاف وخمسمائة عام إلى ثلاثة آلاف ومائة عام قبل الميلاد، وفيها أنشأ الإنسان الحضارات الكبرى على ضفاف الأنهار في كل من مصر، والعراق، والصين، والهند، وابتكرت أدوات للزراعة والصناعات الصغيرة للفخار والنسيج، وبداية وضع رموز الكتابة وصناعة الأساطير القديمة
التاريخ
التاريخ هو عبارة عن تسجيل كافّة الأحداث التي حدثت في الماضي، ووصفها، وربطها مع أحداثها ببعضها البعض، والقيام بدراستها، وتحليلها من أجل التعرّف على قوانين الحياة، والحقائق التي مر بها التاريخ الأمر الذي يساعد على فهم الحاضر، والتخطيط من أجل المستقبل، وبالتالي تجنب الوقوع في الأخطاء التي وقع بها أجدادانا وأسلافنا الذين سكنوا الأرض
مفهوم التاريخ
تعددت الآراء حول تعريف مفهوم التاريخ، عرفه الكافيجي كالآتي: (هو تعيين الوقت لينسب إليه زمان مطلقاً، سواء كان قد مضى أو كان حاضراً)، في حين يعرف السخاوي كالآتي: (وفي الاصطلاح التعريف بالوقت الذي تضبط به الأحوال، من مولد الرواة والأئمة ووفاة وصحة، وعقل وبدن، ورحلة وحج، وحفظ وضبط، وتوثيق وتجريح، وما أشبه هذا مما مرجعه الفحص عن أحوالهم في ابتدائهم وحالهم واستقبالهم).
أهمية التاريخ
يعد التاريخ واحداً من أهم العلوم، فعندما ننظر إلى التاريخ نلاحظ بأنّه كنز حقيقيّ من الخبرات الإنسانية التي تمكّن الدارس من معرفة موقعه على خط التاريخ، وبالتالي تكملة بناء ما توقّف عنده السابقون، وفيما يأتي توضيح لمحاور أهمية التاريخ.
معرفة خصائص الشعوب
يقدم التاريخ النتائج والمعلومات التي تمكّن الدارس من معرفة الشعوب، وطريقة تفكيرها، والأهداف التي قامت بتحقيقها، كما تحدث التاريخ عن الأحداث السياسية التي مرّت بها الشعوب، وقد ينقل عن الشعوب صفاتها، وميولها، وخصائصها من جيل لآخر، بالإضافة إلى هدفها، وغاياتها، وطريقة تفكيرها.
استشراف المستقبل
عادة ما تُتناقل الأحداث التاريخية لدى الشعوب وتتكرر، الأمر الذي يجعلها تتشابه بالصفات، والخصائص التي جسدت أحداث الماضي، ونبأت بالمستقبل، لذلك عندما تتمّ قراءة التاريخ يمكن أن يتم التبنؤ بما سوف يحدث في المستقبل للشعب الذي تمّ النظر في ماضيه، وبالتالي اتخاذ الإجراءات التي تمنع الوقوع في الإخطار، وتلافي الأخطار، وإمكانية التعامل من الشعوب والأمم التي تمّت دراسة تاريخها، لذلك قام علماء المسلمين بتدوين التاريخ منذ القدم.
العلاقة ما بين التاريخ والجغرافيا
يمكن تلخيص العلاقة ما بين التاريخ والجغرافيا فيما يأتي:
يوجد نوعان من الناس، فهنالك قسم يعيش على الحاضر الذي يستفيد من معطيات التاريخ إذ يعدّون البُناة، والقسم الآخر يعيش على الماضي.
يمكن أن تكون الجغرافياً طعاماً للتاريخ يلتهمها من أجل أن يتضخم التاريخ ويكبر على حسابها. وتنتقم الجغرافيا لنفسها من التاريخ عندما يلتهمها، حيث إن الماضي يتحوّل لأداة يُصنع الحاضر منها. تقوم السياسة على الجغرافيا، وليس على التاريخ.