السيدة ينبوع الحياة
الرسالة: (أعمال الرسل 3: 1– 8)
فصل من أعمال الرسل القدّيسين الأطهار
وصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ. وَكَانَ رَجُلٌ أَعْرَجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يُحْمَلُ كَانُوا يَضَعُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ بَابِ الْهَيْكَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ “الْجَمِيلُ” لِيَسْأَلَ صَدَقَةً مِنَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْهَيْكَلَ. فَهَذَا لَمَّا رَأَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا مُزْمِعَيْنِ أَنْ يَدْخُلاَ الْهَيْكَلَ سَأَلَ لِيَأْخُذَ صَدَقَةً. فَتَفَرَّسَ فِيهِ بُطْرُسُ مَعَ يُوحَنَّا وَقَالَ: “انْظُرْ إِلَيْنَا!” فَلاَحَظَهُمَا مُنْتَظِراً أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمَا شَيْئاً. فَقَالَ بُطْرُسُ: “لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ وَلَكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ”. وَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَهُ فَفِي الْحَالِ تَشَدَّدَتْ رِجْلاَهُ وَكَعْبَاهُ فَوَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمْشِي وَدَخَلَ مَعَهُمَا إِلَى الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَمْشِي وَيَطْفُرُ وَيُسَبِّحُ اللهَ.
الأنجيل: (يوحنا 2: 12– 22) للينبوع
فصل من بشارة القدّيس يوحنا الإنجيلي البشير والتلميذ الطاهر
وَبَعْدَ هَذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتلاَمِيذُهُ، وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّاماً لَيْسَتْ كَثِيرَةً وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيباً، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ بَقَراً وَغَنَماً وَحَمَاماً، وَالصَّيَارِفَ جُلُوساً. فَصَنَعَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ وَطَرَدَ الْجَمِيعَ مِنَ الْهَيْكَلِ، اَلْغَنَمَ وَالْبَقَرَ، وَكَبَّ دَرَاهِمَ الصَّيَارِفِ وَقَلَّبَ مَوَائِدَهُمْ. وَقَالَ لِبَاعَةِ الْحَمَامِ: “ارْفَعُوا هَذِهِ مِنْ هَهُنَا! لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتَ تِجَارَةٍ!”. فَتَذَكَّرَ تلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ: “غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي”. فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: “أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هَذَا؟” أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: “انْقُضُوا هَذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ”. فَقَالَ الْيَهُودُ: “فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هَذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟” وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ. فَلَمَّا قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.
قنداق يوم الجمعة من أسبوع التجديدات
أيّتها المنعم عليها من الله، إنّك تنفحيني من ينبوعِك الذي لا يفرغ اذ تفيضين بغير انقطاعٍ أشفيةَ نعمتِك بما يفوق الوصف، فبما أنّك ولدت الكلمةَ بحالٍ لا تُدرَك، أبتهل إليك أن تندّيني بنعمتِك لكيْ أصرخَ نحوَكِ هاتفاً: افرحي يا ماءً خلاصيًّا.
سنكسار يوم الجمعة من أسبوع التجديدات
في هذا اليوم الذي هو جمعة التجديدات نعيِّد لتجديد هيكل الكلية القداسة سيدتنا أم الإله الينبوع المحيي، ونعمل أيضًا ذكر العجائب الفائقة الطبع المكمَّلة من قِبل والدة الإله.
كل من ينظر إلى ينبوعك يفهم أنه قد صار بدلاً من سلوان وعوضًا عن المنِّ أيضًا أيتها البكر وعن اسطوان سليمان.
بناء كنيسة سيدة الينبوع
خارج مدينة القسطنطينية في نواحي المكان المعروف قديماً بإبطابيرجي أي السبعة الأبراج أقيمت كنيسة عظيمة الشأن على اسم والدة الإله من قبل الملك لاون الكبير المسمى ماكيليس لأنّه كان ذا صلاح وورع جداً. وكان عزمه كله جانحاً إلى الترثي والإشفاق
فقبل أن يرتقي لاون إلى كرسي المملكة الرومية، حيث لايزال من عامة الشعب، وفيما هو سائر من المكان الذي أنشأ فيه هذا الهيكل وجد هناك رجلاً مكفوف البصر ضالاً عن الطريق فاقتاده.
ولما قربا من المكان ألهب الكفيف عطش شديد فتضرع إلى لاون طالباً أن يبرد عطشه بماء يسقيه. فدخل إلى حرش هناك طالباً ماء لأن في ذلك الوقت كان هذا المكان مغروساً فيه أشجار من كل الأصناف مع مروج كثيرة من كل أنواع العشب الرطب. وبحيث أنه لم يجد ماء هناك رجع كئيباً مغموماً. وفيما هو راجع سمع صوتاً من العلاء قائلاً:
” يا لاون ما بالك تنحصر مجهوداً والماء قريب”.
فعاد أيضاً راجعاً طالباً الماء فتعب تعباً كثيراً. فصار أيضاً ذلك الصوت مرة ثانية قائلاً له: يا أيها الملك لاون أدخل إلى هذا الحرش الجواني وخذ بيديك من الماء العكر ورو به عطش الأعمى وامسح عينيه المكفوفتين فمن ساعتك تعرف أنني أنا ساكنة ههنا في هذا المكان منذ زمان طويل. فعمل حينئذ حسبما أوضح له ذلك الصوت فللحال عاد يبصر الأعمى. فعلى حسب إيعاز أم الإله لما صار لاون ملك المملكة بنى الهيكل على الينبوع بأوفر إكرام وأجمل زينة الذي يُشاهد لحد الآن.
وقد جرت فيه عجائب كثيرة متوافرة.
إعادة البناء والتوسيع
مضت سنوات من ذلك الحين، بعدها وقع يوستينيانوس ضابط زمام مُلك الروم بمرض المثانة (أي حصار البول) واشتد عليه جداً، فمن هذا الينبوع حاز الشفاء. فلأجل ذلك أعاد بناء هذا الهيكل وكبره وعظمه أعظم مما كان إكراماً لأم الكلمة جائزة شفائه.
ضربت هيكل سيدة الينبوع زلازل كثيرة فقام باسيليوس المكدوني وابنه لاون الحكيم. واعادا بناءه مجدداً.
عجائب وأشفية ماء الينبوع
صنع هذا الينبوع عجائب كثيرة، منها أنه أشفى أمراضاً كثيرة مثل دُبيلات وداء اعسار البول وداء السل وداء السرطان، ونزف الدم المختلفة أنواعه من ملكات ومن نساء أخر. وأشفى حميات مختلفة كثيرة كحمى الربع وغيرها. وحل عقرية نساء كثيرات وقسطنطين الملك المولود على البرفير ابن الملكة زوي هو هبة هذا الينبوع الشريف. وقد أقام هذا الينبوع ميتاً وكان منشأه من تساليا. لأنه كان قاصداً هذا الينبوع فتوفي في الطريق فبينما هو في النزاع عند أخر أنفاسه أوصى ربابنة السفينة التي كان تقله، أن يأخذوه إلى الهيكل الذي فيه الينبوع وأن يصبوا عليه ثلاثة سطول من مائه هناك ثم يدفنوه. فصار ذلك ولمل سكب على المائت من الماء نهض حياً.
وبعد زمان كاد هذا الهيكل الكبير أن يسقط. فظهرت أم الإله وسندته ماسكة إياه إلى أن خرج الجمع الذي كان موجوداً فيه وشُرب هذا الماء طرد شياطين مختلفة وأطلق مقيدين كثيرين من السجون. وأشفى لاون الملك الحكيم من حصاة المثانة. وأخمد عن امرأة ثاوفاني حمى ثقيلة جداً. واعتق أخا استيفانوس البطريرك من حمى الدق. وأبرأ سمع يوحنا بطريرك أورشليم الزائغ. وعافى الحمى الشديدة التي كان بها طاراسيوس البطريق مع أمه ماجيسطريسيس. وشفى ابن ستيليانوس من عسرالبول. وأنقذ امرأة اسمها سخيزينا من قروح الأمعاء. وشفى الملك رومانوس الذي من لاكابيس من إسهال البطن ومن مسكه أيضاً وكذلك امرأته. وفي خالذيا أشفت مياه الينبوع أم الإله بواسطة دعوتها بيبيرس الراهب وتلميذه. ومثل ذلك متى الراهب وملاتيوس عندما دعوا إلى الملك. وبطارقة كثيرين (قادة عسكريين كبار) وذوي مراتب عالية وربوات غيرهم من يقدر أن يصف كمية عددهم. وأشفى أيضاً حدوث وجع الورك الذي عرض لاستيفانوس حامل البخور.
وأي لسان يستطيع أن يخبر ويذيع بكل ما فعل هذا الماء من العجائب وإلى الآن يفعل أيضاً أكثر من قطر المطر وكثرة النجوم وعدد كمية ورق الشجر العجائب التي ونحن ننظرها في زماننا. لأنه يشفي الآكلات والساعية والدمامل وحراقيات مميتات وجمرات وبرص وجذام التي قد أبرأ بحالة تفوق الطبع وانتفاخ نساء كثيرات وبالأكثر كان يشفي أمراض النفس وآلامها وسيلان الدمعة العارض للعينين والبياض. وأشفى أيضاً يوحنا فارانكو من مرض الاستسقاء العسر برءه. وأشفى فارانكو أخر من قرحة خبيثة. ونقى مرقص الراهب من نقطة الحصبة المضاضة.
وشفى مكاريوس الراهب من ضيقة النفس الزائدة الحد المستحوذة عليه من خمس عشرة سنة وأيضاً من حصاة المثانة. وأشفية أخرى كثيرة لا يمكن أن تُحصى بالقول قد فعلها هذا الماء ويفعلها ولا يهدأ من الفعل دائماً ولا يكف.
فبشفاعة أمّك الطاهرة أيها المسيح إلهنا ارحمنا آمين.
( بتصرف عن صفحة البطريركية الارثوذكسية)