مشروع الجامعة الارثوذكسية البيروتية
أسئلة تؤرقني…
– هل مشروع ” جامعة أرثوذكسية” جديدة في بيروت هو لإعلاء شأن الكرسي الأنطاكي المقدس في هذا المشرق المشظى ولم يبق غيره متوحداً، أو لتفتيت كلمة أبنائه؟!
– هل تحقيق هذا المشروع الموصوف ب”الأرثوذكسي” يرطب التراب الذي احتضن جثمان مؤسس أكبر صرح تعليمي عالي أنطاكي، مثلث الرحمات أبينا أغناطيوس الرابع الذي حلم بالبلمند كما هو اليوم بعدما أفني أكثر من ثلاثة عقود من عمره الاسقفي والبطريركي حتى أوجده صرحاً متميزاً ينافس على صدارة التعليم العالي الخاص والعام ليس في لبنان فقط بل وفي المشرق؟!
– هل تُحطم هذا الصرح الأنطاكي العلمي المجيد، نظريةٌ ضيقة أنانية لمشروعٍ أصغرْ لأبرشيٍة أطلقها البعض فيتم القضاءعلى مفخرة الكرسي الأنطاكي لصالح هذا المشروع الأصغر او اقله هدر مكانتها ومكتسباتها الرائدة، وهل أن من اطلق هذا المشروع هم اصحاب نظرة بريئة فقط همهم زيادة الصروح الاعلامية الارثوذكسية، جامعة البلمند، وجامعة بيروت الارثوذكسية سواء لتسهيل دراسة أولاد بيروت في بيروت بدلاً من السفر الى الكورة يومياً او الاقامة فيها، ام ان وراءها دقة الإشاعة المؤسفة بأن جامعة البلمند للبطريرك و للبطريركية، وجامعة بيروت هي لمطران بيروت ولمطرانيته؟!
– هل ثمة أمور مخفية وراء الأكمة، عن مشروع تقسيم سياسي يطال الكنيسة الأنطاكية الارثوذكسية، ببطريركيتين انطاكيتين في دمشق وكل سورية وفي بيروت وكل لبنان، بما يتماشى مع وجود الدولتين السورية واللبنانية، وبما يعيدنا الى مماسات استمات معها المستعمر الفرنسي على اثر وفاة مثلث الرحمات البطريرك غريغوريوس الرابع 1928 استمرت فيها حتى عام 1931 وكادت ان تؤدي الى كارثة بتقسيم الكرسي الانطاكي في أعقاب اقامته دولة لبنان الكبير وعلى الأقل جعل مطران بيروت بمقام بطريرك انطاكية لجهة تمثيل الارثوذكس في لبنان امام المفوضية الفرنسية العليا والدولة اللبنانية، ولتفتيت كلمة الارثوذكس الرافضين للاستعمار الفرنسي وتحديداً في سورية، وكيف خلق هذا الفراغ الطويل في المنصب البطريركي أزمة بطريركية تمثلت بانقسام المجمع الانطاكي، وانتخاب بطريركين على السدة الانطاكية بذات الوقت بكل اسف بيروتي ودمشقي وكلاهما من الاعلام العلماء، هو تقسيم ودق اسفين وشرخ مخيف ينتهي بانفصال بين ارثوذكس انطاكية سوريين ولبنانيين…
وقد قررت لجنة التحكيم الارثوذكسية العالمية دقة وشرعية انتخاب البطريرك الكسندروس بموجب القانون الأساسي للبطريركية، ولكنها أعطت البطريرك ارسانيوس، خاصة بعد تنصيبه، حق البطريرك ولكن مقره في اللاذقية بوصفها أبرشيته كونه كان مطرانها وله مواردها، والآخر في المقر البطريركي الاساس في دمشق بكل وظيفة البطريرك، وفي حال موت احدهما يتولى الآخر منفرداً السدة البطريركية بدمشق
وكان للعناية الالهية دورها في تسوية الأزمة بانتقال البطريرك ارسانيوس الى الأخدار السماوية بعد مرض سريع في مستشفى الروم ببيروت وقد ظاره الكسندروس وصلى له الأمر الذي أذهل المفوض الفرنسي ورجالاته، وتولي االبطريرك الكسندروس قيادة السفينة الانطاكية بالرغم من العواصف الهائجة. وذلك بعد سنة، رغم ان البعض حاول الاستمرار في هذا التقسيم الخطر، لكن فرنسا التي ادركت استحالة تنفيذ مشروعها بسبب تلاحم الأرثوذكس أبناء الكرسي الانطاكي في سورية ولبنان والانتشار وجميعهم ضد الاستعمار، فاوقفت مشروعها لما شاهدت الالتفاف الشعبي حول البطريرك الكسندروس وادركت حكمته وصلابته.
والسؤال: هل عاد هذا الحلم ليرى النور بعد تسعة عقود؟؟ والمؤلم ان ذلك بعد التناقص الفادح لعدد الارثوذكس في جناحي انطاكية اللبناني والسوري نتيجة الهجرة في البلدين وعدم استقرار لبنان وذبح سورية…بدلاً من توحيد الموقف للسير بالسفينة الانطاكية في هذا اليم التكفيري المتلاطم الأمواج الذي يحاول اقتلاع انطاكية برمتها من المشرق.
في إخماد الأزمة الأنطاكية التفتيتية عام 1932 انتصرت الوحدة الانطاكية مجدداً، لاسيما وأن أبناء الكرسي الانطاكي من أرومة واحدة في أرض سورية الطبيعية وهي أرض الكرسي الانطاكي المقدس.
تشهد على أرومتنا الواحدة سلالات العائلات ذاتها المنتشرة في كل المناطق في سورية ولبنان وأصل معظمها من حوران ومنها عائلتنا ونحن موجودون في راشيا وزحلة وبيروت ودمشق وحمص وحماة وكفربهم واللاذقية ووادي النصارى… وكلنا من ازرع حوران، ومن جذر واحد…وعائلتنا واحدة من آلاف العائلات الشبيهة المتجذرة في الارثوذكسية والغيورة على كرسينا الانطاكي وذات الارومة الواحدة والمنشأ الواحد…في بلد واحد قسموه الى دولتين.
مشروع الجامعة الارثوذكسية
منذ أكثر من سنة وهذا المشروع يأخذ جدلاً كبيراً بين مؤيد له ومعارض على المستوى الشعبي الارثوذكسي اللبناني عموماً والبيروتي خصوصاً، وعلى مستوى الساسة اللبنانيين، وقد تم طرحه على جدول أعمال مجلس الوزراء اللبناني، فأوقفه فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشيل عون لأنه يتعارض مع وجود جامعة زاهرة هي جامعة البلمند العريقة التي للكنيسة الأرثوذكسية ، عدا عن عدم تحقيقه الاجماع الأنطاكي، وعدم موافقة غبطة بطريرك انطاكية وسائر المشرق عليه.
وبرأينا ان فخامته وبحسه وحبه الأبوي لكل شعبه، وعدم الإفساح في نشوء شرذمة أرثوذكسية، وفخامته عارف بدور الأرثوذكس الوطني والقومي في لبنان والمشرق أي جماعة كبيرة تدعم وطنية وقومية الكرسي الانطاكي المقدس، مايعني وجوب بقائهم موحدين لما فيه خيرلبنان الذي يعيش حالة من عدم الاستقرار، وقد أدرك ذلك بحسه القيادي لكل شعبه والأبوي أن إقرار هذا المشروع سيؤدي الى شرذمة هذه الكنيسة الوطنية المتجذرة وهو “الماروني الصرف” ولكنه رئيس مسؤول…
برأينا انه انتصر لمبدأيته في الحفاظ على كل أطياف شعب لبنان. علماً انه تعرض لانتقادات لاذعة…
اليوم ومع تحرك الماكينة النيابية الانتخابية وسواها في لبنان الشقيق، عاد المشروع ليطرح مع مساعي حثيثة لإعادة جدولته على جدول أعمال مجلس الوزراء مجدداً بكل ثقل المتنفذين، بما في ذلك حشد الاصوات مع وعود المرشحين لاقراره كأية وعود انتخابية يطرحها المرشحون…!!!
وترافقت مع أصوات نشاز كانت قد أُطلقت في المرة الاولى وهي “ان البلمند للبطريرك، والجامعة الارثوذكسية لمطران بيروت…!!!”
ياعيب الشؤم… وكأننا في قسمة واقتسام على الكعكة الأرثوذكسية الأنطاكية والتشرذم بين مغنم للبطريرك يقابله مغنم لمطران بيروت!!! وكأن جامعة البلمند عامة للكرسي الانطاكي، اما جامعة بيروت فهي مخصوصة لمطرانية بيروت وارثوذكس بيروت!!! مع شديد الأسف ماعزز تخوفنا الذي أدرجناه أعلاه…مع بديهية هي أن سيادة متروبوليت بيروت عضو في مجلس أمناء جامعة البلمند، هذه الجامعة التي كانت حلم تحقق بصبر المؤسس المطران (البطريرك) أغناطيوس الرابع مروراً بالبطريرك الياس الرابع، وداعميّْ البلمند الشهيرين مطراني اميركا الشمالية انطونيوس بشير، وفيليبس صليبا، والمحسنين السوريين واللبنانيين من أرثوذكسيين وسواهم، ومن مسيحيين ومسلمين في الوطنين السوري واللبناني مايدلل على وحدة الفكر والقصد والانجاز…
في طرحي الرافض لهذا المشروع تأييدي المطلق لجامعة البلمند هذا المشروع الرمز للكرسي الانطاكي، والحمد لله انني سوري دمشقي لا أجني شيئاً من الحالتين، لا بالعكس الكثيرون من السوريين ينتقدون أنهم وبسبب وجود البلمند في لبنان لايستطيعون لضعف امكانياتهم من إرسال أولادهم للدراسة في البلمند للفارق المهول بين الايرادات في كلا البلدين، وبالتالي رسوم التسجيل والدراسة الفاحشة في لبنان، وفعلاً كما قال كثيرون من السوريين:” ان البلمند للأغنياء الارثوذكس السوريين وليس لعامة الشعب الارثوذكسي” وخاصة بعد انحدار مستوى الحياة المعيشية السورية الى مايقارب الصفر في واقع سورية الذبيحة…
أنا أنطلق وهؤلاء… ومعظم الارثوذكس اللبنانيين المفاخرين بالبلمند كمفخرة أرثوذكسية أنطاكية، ومعي كل الأرثوذكس السوريين ننطلق من أهمية البلمند كمعلم أرثوذكسي مضيء في جلد التعليم في المشرق، ويحمل اسم الكرسي الأنطاكي المقدس بعيداً عن منطلقات الأنا الضيقة التي يستميت اصحابها القلة اليوم للحصول على الترخيص لهذا المشروع، ولو على حساب البلمند الرائد بكل رمزية وحدة انطاكية، والمرتبط فعلاً بالبطريركية إنما بكرسيها الواحد بكل أبرشياته سيما ان عدد من مجلس الامناء هم من مطارنة الأبرشيات اللبنانية…
– مادفعني الى الكتابة وطبعاً هو رأي الخاص، الذي لن يعجب كثيرين بالتأكيد، مع تسجيلي كل المحبة للجميع، فنحن أهل وابناء عمومة، وأبناء كرسي واحد ونعتز بكنيستنا الارثوذكسية، وكل منا يسعى لخدمتها وفق رؤيته الشخصية والمحترمة بكل التأكيد / علماً انني تريثت كثيراً كي لانقع في دوامة المهاترات/ان دافعي للكتابة في هذا الوقت هوإعادة طرح مشروع الجامعة الارثوذكسية في بيروت، وما رافقه من عرائض عامة وخاصة ومغفلة الاسم والتوقيع، ان دلت فتدل على ان المنشأ واحد!!! وقد وصلتني جميعها، ومنها مايمكن ان يُنظر اليه على انه طرح بريء لوالد أرثوذكسي من بيروت وآخر من الاشرفية …وعرائض تحمل جميعها تمنيات بأن يتابع الاولاد دراستهم التي بدأوها منذ الطفولة في جامعة ارثوذكسية ببيروت بدلاً من الانتقال الى الكورة “الخضراء” للسكن فيها، او بدلاً من التنقل يومياً من بيروت الى البلمند تلافياً لأخطار الطريق وحسراً للوقت…
سؤال أول: ألا نجد في الابتدائية والثانوية البلمندية طلاباً ارثوذكساً من كل المناطق اللبنانية وخاصة من بيروت تحملهم الحافلات يومياً صباحاً ومساء…بمشاهداتي واعرف الكثيرين منهم كونهم من أقاربي، يتوقون ان تكون هذه المدارس في حاراتهم السكنية، ومع ذلك اختاروا صرح البلمند البعيد؟!
سؤال ثان: الكثير من أولاد الأرثوذكس يدرسون في جامعات اخرى ( اللبنانية والأميركية واليسوعية و… فلم لايطالب ذووهم بايجاد فروع لهذه الجامعات لتحقق لهم هذه الأمنية المطلوبة في مشروع الجامعة الارثوذكسية!؟
لم الطرح فقط على جامعة البلمند الأرثوذكسية لصلح جامعة بيروت الأرثوذكسية؟؟؟
سؤال ثالث: الا تعتبر بيروت وتحديداً الاشرفية وسن الفيل وسوق الغرب وهي تابعة لابرشية بيروت ومقرها الصيفي معقلاً رئيساً ثانياً لجامعة البلمند؟
1- في الأشرفية
تم اعتبار مستشفى القديس جاورجيوس الارثوذكسية ” مستشفى الروم” منشأة جامعية تتبع لجامعة البلمند بتسمية كلية القديس جاورجيوس للاختصاصات الطبية، أو مجمع القديس جاورجيوس الطبي – الاشرفية ويضم 29 اختصاصاً طبياً وجراحياً وتمريضياً… وهو برعاية سيادة المتروبوليت الياس عودة كلي الطهر راعي ابرشية بيروت وتوابعها، وهو عضو رئيس في مجلس امناء جامعة البلمند.
2- في سن الفيل
لدينا الاكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة ” البا” التي تأسست عام 1937 وهي اول مدرسة وطنية للتعليم العالي في لبنان، وذات نفع عام واعتبرت وحدة من جامعة البلمند بموجب مرسوم صادر 1988 واختصاصاتها هندسية وفنون جميلة…الخ
3- في سوق الغرب
تتبع بدورها لأبرشية بيروت والمقر الصيفي للمطرانية في جبل لبنان، وبمرسوم صادر السنة 2014 تم الترخيص لجامعة البلمند باستحداث فرع جغرافي في سوق الغرب، جبل لبنان يتضمن اختصاصات متنوعة بدرجتي بكالوريوس، ودبلوم…
فرع جامعة البلمند في دبي
وهذا تم نتيجة الاحترام الذي حققته جامعة البلمند في صدارة التعليم اعالي في لبنان، وللدور المركزي المحترم لغبطة ابينا البطريرك يوحنا العاشر في دولة الامارات العربية المتحدة فقد تم منح الكرسي الانطاكي ترخيصاً من رئاسة دولة الامارات لاقامة فرع لجامعة البلمند في دبي.
ملاحظات واستفسارات ختامية محقة
– كيف سيتم التنسيق بين “كلية القديس جاورجيوس للاختصاصات الطبية/ جامعة البلمند” ومقرها في مستشفى الروم ببيروت، وبين مشروع كليات طبية مماثلة في نفس المكان من خلال مشروع الجامعة الارثوذكسية، اين سيذهب الترخيص الممنوح لجامعة البلمند والذي بسببه حازمستشفى الروم تسمية مستشفى جامعي اي نتيجة ارتباط مستشفى الروم بجامعة البلمند…!
وبالتالي اين ستذهب هذه الكلية البلمندية…؟
ولو كانت المستشفى وأبنيتها وقفاً من أوقاف أبرشية بيروت الارثوذكسية وبرعاية مطرانها، وان كانت الولاية الشاملة على أوقاف الكرسي الانطاكي في الابرشيات كافة هي للبطريرك الأنطاكي وفق القانون الاساسي للبطريركية.
– هل سيتحمل لبنان الصغير بعدد ارثوذكسه المتهاوي نتيجة الهجرة 10500 كم 2
وجود جامعتين ارثوذكسيتين على أرضه الاولى عامة وعريقة في البلمند الرمز الانطاكي، والثانية لمصلحة أبرشية بيروت؟
ورداً على طرح اصدقاء أحبة دافعوا عن وجود جامعة ارثوذكسية أخرى ان للموارنة في لبنان أربع أو خمس جامعات وليس من تفريق بين الموارنة!!!
اقول وهم أكثر مني علماً (ومكة ادرى بشعابها)
ان هذه الرهبنات تتبع مباشرة لقداسة بابا رومة وليس لغبطة بطريرك الموارنة ويلاحظ ذلك وللوهلة الاولى من وجود صورة الاب العام للرهبنة بجانب صورة قداسة البابا في ردهات هذه الجامعات ومكاتب إداراتها ورئاساتها.
– هل تليق هذه الحالة التقسيمية بعراقة ووحدة كرسينا الانطاكي المقدس في المشرق والانتشار بأربع جهات الارض عبر 21 ابرشية و20 مليون انطاكي تقريباً يفتخرون بأنطاكيتهم وبسورية ولبنان وسائر المشرق، باستبدال جامعة ابرشية بأبرشية جامعة لكل الكرسي الانطاكي المقدس.
– هل نسعد أبينا مثلث الرحمات اغناطيوس الرابع ومرافقيه من الاحبار والعلمانيين في قبورهم…بإضعاف البلمند الرمز وجهتهم ومقصدهم…
– هل نكافىء غبطة ابينا البطريرك يوحنا العاشر الذي همه الوَحدة الانطاكية، وتماسك الكرسي في وجه الاعاصير التي تضرب وجودنا المسيحي في المشرق لتحملنا الى الشتات ومحاولات الذئاب المتصهينة استلاب اولادنا ونقله بشتات مخيف اقتلعهم ويقتلعهم من كنيستهم ومشرقنا…؟ ام هي الأنا الفردية الضيقة بمكاسبها الضيقة معنوياً وان كانت مالياً وفيرة من هذا المشروع…
صرخة من قلب أنطاكي أرثوذكسي
رجاء أبعدوا عن الأنا المفرقة وحافظوا على كرسينا الانطاكي المقدس واحداً موحداً فهو الكرسي الرسولي الأكبر والكرسي الأرثوذكسي الوطني الوحيد بين بقية الكراسي، وهو مطرح مشاريع التقسيم والتفتيت والمؤامرات الماسونية التي بدأت مع الوجود الاستعماري الفرنسي قبل قرن مضى…
حافظوا رجاء على انطاكية العظمى ومكتسباتها وعراقتها كعقيدة الثالوث المقدس الاله الواحد آمين.