أحد الغفران
وهو أحد مرفع الجبن وهو الأحد الرابع من فترة التهيئة للصوم…
وهو ذكرى طرد آدم من الفردوس
توطئة
يعد أحد مرفع الجبن هو الأحد الأخير في الفترة الأولى من التريودي أي فترة التهيئة للصوم،
تُدخلنا الكنيسة بمساء الأحد في صلاة الغروب في روحانية الصوم الكبير، مازجة ايّاها بالحكمة الإلهية عبر تعاليم إنجيلية، ولذلك رتّب أباء الكنيسة أن نقرأ في هذا الأحد المقطع الإنجيلي من عظة السيّد على الجبل وفيه تعلّمنا الكنيسة ثلاثة تعاليم روحية:
1- العدالة: يسود في العالم مفاهيم مختلفة عن الانتقام والثأر والقتل وعدم المسامحة.
نبع هذا كلّه إمّا الأنا أو الضعف البشري أو الشرّ بحدّ ذاته. اللاعدالة هو الزيت الذي يُصب على نار الشر في الإنسان. ناموس موسى ينصّ على “العين بالعين” أما السيّد فربط بين العدالة والمسامحة، فيعلّم السيّد أن بمقدار ما أواجه ظلم الناس بليونة ومسامحة سيسامحني هو بدرجة أكبر بكثير.
2- طريقة الصوم: التعليم الثاني الذي يوضحه السيّد هو الصوم، فالصوم بالنسبة للمسيح وسيلة روحية للجهاد، فيجب أن لا تكون بأسلوبٍ قاسٍ ولا ليّن (رخو) لأن هدفه تدريب المؤمن ليكون قوياً في مجابهة الشر، وبهذا يحقق الصوم معنىً وهدفاً.
3- رفض الطمع: التعليم الثالث للمسيح يتجلّى بإدانته للجشع معتبراً اياه مرضًا روحيًا، وبالتالي يغيب السلام عن الإنسان الجَشِع. ويحذّر منه السيّد في انجيل لوقا: “انظروا وتحفّظوا من الطمع” (لو15:12).
الكثير من الكنوز لا تُكتسب بالتعب بل بظلم الناس ونهب حقوقهم.
الإنسان الجشع لا يسعد بهذه الحياة، لأن لا شيء يشبعه، ولا في الحياة الأبدية، فلا يقيّم السيدُ الإنسانَ تبعاً لممتلكاته وكنوزه بل لقداسته، لأن بمغادرته الحياة لن يأخذ معه أي كنز سوى كنوز قلبه من الفضائل.
ترشدنا الكنيسة بهذه التعاليم إلى وجود الحياة الروحية بالإضافة للحياة الطبيعية، فيا لَسعادة هؤلاء الذين يشعرون أن بداخلهم روحًا ليست للموت.