هذه هي أرض سورية…
سورية ارض القداسة…
هو خبر أكثر منه تحليل، أردنا به تسليط الضوء على تثبيت لما ورد في سير القديسين و”كتاب السنكسار” الذين عاشوا في منطقة العاصي وادلب وجبل الأربعين وناحية مار سمعان وحماه والاسكندرون…ومنطقة باب الهوى…ومنبج… حيث كانت المنطقة تعج بالرهبان وهي اشبه بجمهورية رهبانية، ومن المعلوم ان الرهبان في مناسكهم وقلاياتهم كانوا اساس نشوء التجمعات السكانية (كما اوردنا في اكثر من مقال في حديثنا تحديداً عن هذا الحضور الهباني في هذه المنطقة السورية الواسعة) وان هذه المدن والبلدات في المنطقة كانت تجمعات رهبانية، تحولت الى وضعها المدني الحالي وكبرت رعاياها واقامت لها كنائس بديعة نرى في متاحف المنطقة كآفاميا ومعرة النعمان…لوحات فسيفسائية عنها ولا اروع… وان اساقفتها كانوا متميزين في المجامع المسكونية والمكانية في تاريخنا الكنسي…
حقاً فإن هذه الارض هي ارض مقدسة…
الخبر يقول
“العثور على ثلاث لوحات فسيفسائية أثرية في محيط بلدة عقيربات بريف حماة”
ونبدأ بالقول ان هذه المنطقة مع محيطها في حماه وادلب تزخر بالمكتشفات الكنسية ومنها آفاميا ومعرة النعمان والمدن المنسية ودير سمعان العمودي ودير الراهب ومتحف شيزر…
“عثرت وحدة من الجيش السوري على ثلاث لوحات فسيفسائية داخل موقع أثري خلال استكمالها عمليات تمشيط محيط بلدة عقيربات بريف حماة الشرقي لرفع المفخخات وتفكيك الألغام التي زرعها إرهابيو تنظيم “داعش” قبل اندحارهم…
الموقع هو أرض كنيسة
رئيس دائرة الآثار والمتاحف في حماة “عبد القادر فرزات” أوضح أن الموقع الذي تم اكتشاف لوحة الفسيفساء فيه، هو عبارة عن أرضية كنيسة تعود للقرن الخامس الميلادي، مبيناً أنه تم البدء بالتنقيب بعد ورود معلومات تفيد بوجود موقع أثري مدفون تحت التراب في محيط بلدة عقيربات التي تقع على بعد 85 كم شرق مدينة حماة.
وأوضح فرزات:” أن أعمال الفريق الفني والأثري المكلف بالتنقيب في الموقع والمستمرة منذ عشرة أيام كشفت أساساً لبناء كنيسة مهمة في المنطقة آنذاك إضافة إلى اكتشاف ثلاث لوحات فسيفساء بمناسيب مختلفة مشيراً إلى أن اللوحة الاولى مرسوماً عليها شكلُ طائر حجل وترجع للفترة البيزنطية في القرن الخامس الميلادي وهي مستطيلة الشكل ويبلغ طولها 8 أمتار وعرضها 7 أمتار تنتهي بشكل نصف دائري وهي تشكل إنحناء نصف مستدير يتوسط الجدار الشرقي للكنيسة التي لم يتبق منها سوى الأرضية الفسيفسائية نتيجة تعرضها للتخريب في عدة مواضع جراء أعمال البناء التي كانت مبنية فوقها منذ نحو أربعين عاما فضلاً عن التعدي عليها من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي…”
ولفت رئيس دائرة آثار حماة:” إلى أن لوحة الفسيفساء مؤطرة بزخارف نباتية من وريقات أشجار على شكل قلب ومتواترة على شكل قوس نصف دائري يحيط باللوحة من ثلاث جهات جنوباً وشرقاً وشمالاً فيما يوجد إطار زخرفي على شكل مستطيل وضمنه مباشرة إطار زخرفي آخر على شكل مستطيل أيضا يحتوي زخارف نباتية متواترة يتخللها بعض الرسومات لعدة أنواع من الطيور كالطاووس والحجل والحمام والبط والببغاء…”
وأشار فرزات” إلى أن هناك نصاً كتابياً في وسط اللوحة مؤلفا من ستة أسطر باللغة اليونانية في حين فُقد سطران نتيجة التخريب الذي طالها، كما يوجد مشهد متناظر من جهة الجنوب والشمال لعدة طيور تحيط بالطاووس الذي يؤشر للنص الكتابي بمنقاره المتصل بمثلث زُخرفي رأسه في وسط النص الكتابي، وفوق المستطيل الزُخرفي يوجد رسم لحيوان واقف يشتبه بأنه غزال تحت شجرة قد تكون شجرة صنوبر أو أرز…”
وبين رئيس دائرة آثار حماة “أن اللوحة الثانية يعتقد بأنها امتداد للوحة الأولى وتحتوي رسوماً هندسية في وسطها مستطيل يحتوي كتابات يونانية، تؤكد أنها تعود للقرن الخامس الميلادي العصر البيزنطي، وكذلك ظهرت أسماء المتبرعين الذين أشادوا هذه اللوحة الجميلة على نفقتهم”
وأوضح فرزات “أن اللوحة الثالثة هي أكثر عمقاً ولا تزال أعمال التنقيب جارية لتحديد امتداداتها، والمرحلة التاريخية التي ترجع لها معتبراً أن هذه المكتشفات تؤكد أن هذه المنطقة كانت مركزاً دينياً مهماً آنذاك…”
مدير مخابر الترميم في المديرية العامة للآثار والمتاحف “ماهر جباعي” أشار إلى “أنه سيتم خلال الفترة القادمة توثيق كامل الموقع، ونقل اللوحات إلى متحف حماة ليتم في المستقبل ترميمها…”
وكان قائد شرطة حماة قد اكد هذا الاكتشاف…” وأن الشرطة تقوم بحماية الموقع من اجل اكتشافات جديدة…”