قصة اغنية شفتك ياجفلة…
عرفت قرية دير ماما وهي تابعة لمدينة مصياف في ريف محافظة حماة السورية
عرفت هذه القرية بكثرة الشعراء والزجالين بطلاقة فيها.. ومن بين هؤلاء الشعراء شاعر يدعى محمد الأسعد، وهو اساسا من المزارعين الفقراء…
في احد الأيام كان صاحبنا هذا يعمل في البيدر يقوم بدرس الحنطة، فجاءته ابنته حفلة بالزوادة حاملة على رأسها حطباً أخضر، وقد كانت الفتاة تعبة للغاية من ثقل الحمل الذي ترفعه على رأسها.
ومن شدة شمس آب فقد جلست على الأرض وكشفت عن رأسها، وعندما راى الأب منظر ابنته هذا اشفق عليها وارتجل قائلاً
“شفتك يا جفلة عالبيدر طالعة
ووجهك متل الشمس الطالعة
قلت لك يا عيني ليش مفرعة
قالت عرقانه وتا شم الهوا”
وبعد ان ارتاحت البنت، طلبت من والدها ان يساعدها على وضع الحطب على رأسها، فاندهش الوالد لثقل الحطب الذي كانت تحمله، فلعن الفاقة والفقر والعمل الشاق قائلاً:
“حملت الحملة وقالت رد لي
والحطب اخضر ليش متقلي
لالعن بو الحطب لابو المنجلي
على اللي درجو الحطب ببلادنا”
سرّت الفتاة بالاغنية التي ارتجلها والدها
وعادت إلى القرية تغنيها.
ومن قرية دير ماما انتشرت الأغنية إلى مختلف مناطق سورية لتصبح أغنية تغنى في الأعراس والحفلات.
ولتصبح من التراث الشعبي الريفي السوري وحتى في الحفلات في كل المدن، ومن ثم في منطقة بلاد الشام باسرها، واليوم جالياتنا من كل بلاد الشام في كل المغتربات تغنيها وترقص عليها رقص الدبكة بسرور لايوصف…
كم انت جميلة ياسورية وعاداتك وحتى عند الفقراء…