*أيها الغرب ”الإنساني“السوريون يستحقون أكثر لايكفي تخفيف العقوبات*
رغم تحفظنا بل وتأكدنا، من أنها لعبة سياسية وحركة في الهواء لا تقنع أحداً، جاءت تحت ضغوط شعبية وحقوقية إنسانية، ونداءات عاجلة أطلقتها حركات وجمعيات وأحزاب وشخصيات حرة حول العالم بعد كارثة الزلزال الذي ضرب محافظات سورية عدة، وفاقمت المعاناة الكبيرة للسوريين التي أفرزتها الحرب والعقوبات على مدى اثنتي عشرة سنة، ورغم قناعتنا، سنسلم جدلاً أن الغرب الإنساني قد خفف العقوبات المفروضة على سورية، فلماذا تحدد مدة زمنية لتخفيفه المزعوم هذا.
على درب واشنطن بل في ركبها، تسير بروكسل كيكان أوروبي، وبعد مضي أكثر من 18 يوماً(الخميس 23 شباط) على الكارثة الطبيعية في سورية، تخرج بقرار منسوخ عن أمريكي سابق، يقول إن الاتحاد الأوروبي يعفي المنظمات الإنسانية من السعي للحصول على إذن مسبق من الدول الأعضاء، لإجراء عمليات نقل أو توريد السلع والخدمات المخصصة، تخفيفاً لعقوباته على سورية، وأضاف بيانها أن المنظمات الإنسانية لن تحتاج 6 أشهر للحصول على إذن مُسبق.
ستة أشهر أمريكية أوروبية، هي مدة ”العفو الإنساني الغربي“ على السوريين المنكوبين بإرهاب الغرب أولاً، أكثر من نكبتهم بأي كارثة زلزالية كانت أم غيرها، فبماذا تكفي هذه المدة السوريين إن صدقت؟!.
أيها الغرب ”الإنساني“السوريون يستحقون الحياة، لا يحتاجون طعاماً أو كساء أو دواء أو غذاء، كل هذا كان متوافراً وفائضاً أيضاً وسيكون، كان إنتاجهم منه يكفيهم وجيرانهم وضيوفهم ومن يحتاجها في العالم قبل حربكم الملعونة، السوريون اليوم يحتاجون إلى حياة ومستقبل، إلى عودة الأسس البنيوية لاقتصادهم المنهوب، إلى ترميم ما دمرتموه بأيدي إرهابييكم، يحتاجون لخروج قواتكم الاحتلالية، كي يعيدوا ترميم ما اغتالته سكاكين الإرهاب العابر للحدود، كل هذا لا يكفيه تخفيف العقوبات لفترة زمنية لا تغني ولا تسمن، الإنسانية الحقيقية الواقعية تستوجب رفعاً كاملاً وفورياً لكل العقوبات الظالمة التي فرضتموها وتواصلون، فهل تجرؤون على هذه الخطوة الإنسانية إن كنتم صادقين؟!.
الجميع الإنساني، بات يعلم ضرورة إنهاء العقوبات كاملة عن الشعب السوري ونهائياً، لعدم وجود مبررات لها في المقام الأول، ولنتائجها الكارثية قبل الزلزال، وما تركته من تضاعف المعاناة بعده في المقام الثاني، والجميع يعلم علم اليقين، أن التخفيف من تداعيات الزلزال يحتاج لرفع كامل ونهائي للعقوبات، حيث إعادة تأهيل المناطق المتضررة، لا يمكن إنجازه تحت هذه الظروف القاهرة التي تفرضها عقوبات واشنطن ومن خلفها بروكسل وأتابعهما من عرب وغيرهم، وفي ستة أشهر.
أثر العقوبات الغربية على الشعب السوري كان واضحاً منذ اللحظة الأولى لكارثة الزلزال، حيت العقوبات هي المسبب الأول لضعف قدرة الحكومة السورية على الاستجابة بفعالية سريعة للكارثة، كما كان واضحاً أن النداءات العالمية بتعليق العقوبات على دمشق، كشفت الوجه القبيح لفارضي هذه العقوبات، وأكدت أن المناشدين متأكدون أنها تشمل الجوانب الإنسانية بعكس ما ادعى فارضوها على مدى سنوات، ليأتي قرار التخفيف دليلاً أكد المؤكد بزيف التباهي الغربي بإنسانيته المزعومة.
واقعياً إن المأساة السورية المتراكمة عبر سنوات حرب لم تتوقف، والمتفاقمة بعد الزلزال، تحتاج لاستجابة تتجاوز المرحلة الحالية، حيث العقوبات التي أعاقت عمليات الإنقاذ والإغاثة الفورية، تعوق أيضاً أعمال الاستجابة وإعادة التأهيل على المدى المتوسط والطويل، بل تكاد تجعلها شبه مستحيلة.
وفيما الأحرار يرفعون الصوت عالياً لكسر الحصار المفروض على سورية، وإنهاء العقوبات الجائرة عن شعبها، استوقفتني كلمة في حديث الدكتور تشاندرا مظفر رئيس ”الحركة الدولية من أجل عالم عادل“ ومقرها كوالالمبور في ماليزيا، الذي قال:”نأمل أن تؤدي هذه الكارثة الكبيرة إلى إقناع بعض اللاعبين الرئيسين في هذه الصراعات إلى التفكير بعمق فيما حدث، ومدى المعاناة التي يعيشها الملايين من البشر على جانبي الحدود التركية – السورية“،إنه التفكير العميق كل ما نحتاجه، أيها ”الغرب الإنساني“.
*خاص غلوبال – شادية إسبر*
شبكة_غلوبال_الاعلامية