اللاذقية في العصور الكلاسيكية
لاوذيكياس
الفترة السلوقية
نشأت اللاذقية عروس الساحل السوري إلى الفترة اليونانية أي السلوقية في حوالي 300 ق.م. عندما قرر سلوقس نيكتاروس بناء مدينة في موقع راميتا القائمة على لسان صخري ممتد داخل البحر على اسم والدته لاوذيكية، وسميت لاوذكية على البحرلتفريقها عن المدن الستة الأخرى التي تحمل نفس الاسم، وقد تهدمت هذه المدينة جزئيا بفعل الزلازل المتوالية
العصر الروماني
وبسبب الإشكال الذي وقع عام 194م. بين القائد بسينوس نيجر والقائد سبتيموس سيفيروس، وإذ ساندت لاوذيكية سبتيموس، هدم نيجر بعض الأبنية العامة والمنازل الخاصة وأحرق أحياء كاملة منها، وقام سبتيموس، عندما انتصر على نيجر، بانشاءات هامة فيها فأعاد بناء ما تخرّب منها وأضاف الأروقة على الشوارع الرئيسة وزيّنها بتلك الأعمدة الغرانيتية الجميلة وتلك التماثيل الرومانية وهي الأجمل على مستوى سورية، ولعله حدّث أو أضاف بعض الأبنية مثل السور والمرفأ والحمامات ومضمار السباق وقنوات المياه… والقوس الكبير.
العصر الرومي
في القرن السادس وإثر الزلزال الكبير الذي ضرب المدينة عام 529 م. قام الامبراطور الرومي يوستينيانوس بإعادة بناء المدينة وأعاد تحصينها كما فعل في الكثير من المدن السورية، ولعل بناء كنيسة السيدة قرب ساحة أوغاريت يعود إلى ذلك التاريخ أيضاً.
المدينة القديمة: بلغت مساحة المدينة القديمة 220 هكتاراً، ولكن المرفأ ذي الأرصفة المبلطة كان يحتل جزءاً هاماً منها وهذا يختزل المساحة السكنية إلى 170 هكتاراً تقريباً.
شوارع المدينة
في الفترة الكلاسيكية يتطابق الشارع الرئيسي الكاردو (شمال – جنوب) مع شارع القوتلي وقد بلغ طوله 2 كم. تقريبا، و يتطابق الديكيمانيس (شرق – غرب) مع شارع الغافقي- القدس، ويلتقيان في ساحة أوغاريت حيث من المؤكد كان يقوم بناء تترابيل المدينة القديمة. وكان هناك شارع ثالث مهم وهو الشارع الذاهب من القوس الكبير باتجاه المرفأ والذي يتطابق مع شارع الصليبة، وقد قارب عرض هذه الشوارع الثلاث 7 أمتار تقريباً. طبعاً وإن كانت الشوارع الحديثة تتطابق مع القديمة يجب الآّ ننسى ارتفاع منسوب الشوارع بين الفترتين القديمة والحديثة والتي تزيد على مترين على أقل تعديل. وبالطبع يمكننا أن نطابق شوارع أخرى مع شوارع ثانوية قديمة ، مثل شارع هنانو و 8 آذار شمال- جنوب، وشارع الصليبة والصيّاغ والصفن شرق-غرب وغيرها .
القوس الكبير
وهو القوس الموجود في حي الصليبة والمعروف باسم قوس النصر والذي يتألف من قبة مبنية بحجارة كبيرة ومستندة إلى أربعة أقواس بعقد كامل فوق أربع ركائز. هذا القوس ليس مبنيا في موضع تقاطع شارعين رئيسيين، ونستطيع أن نؤكد أنه لا يتقاطع معه شارع قادم من الشمال ولا من الجنوب، ونشك بوجود شارع في الجهة الشرقية حيث الأرض خلف القوس شديدة الارتفاع ولا يسهل إقامة شارع فيها، ولكن نؤكد وجود شارع قادم من الغرب من المرفأ القديم وكان محاطاً برواقين مزينين بأعمدة من الغرانيت.
البناء ذو الأعمدة الكلسية شمال القوس الكبير: هذه الأعمدة الأربعة قائمة في أمكنتها الأصلية والتي ما زالت تيجانها وسواكفها فوقها تعود لبناء مجهول الهوية وإن كان يطلق عليه اسم معبد باخوس،مع ملاحظة أن السواكف منقوشة من الجهة الداخلية الشرقية والجنوبية، وليست منقوشة من الجهة الخارجية الغربية والشمالية وهذا يعني أنه باحة داخلية لبناءٍ كبيرٍ.
المرفأ القديم
إنه الأصل القديم للمرفأ الحالي بالتأكيد بسبب وجود تلك الكتل الحجرية الضخمة التي يحتفظ بها الرصيف الجنوبي، والبلاطات الضخمة هي من الرخام وهي بقايا بلاطات أرصفة كانت تشاهد هنا وهناك إلى حين قيام أعمال التوسع التي تمت في بدايات الثلاثينات من القرن الماضي. في الوضع الحالي يبدو المرفأ ذا أبعاد متواضعة بالنسبة لمقياس المدينة في العصور الكلاسيكية، وقد كان بالتأكيد أكثر اتساعاً في الماضي القديم. ومن المؤكد وجود أحواض قديمة غطاها الرمل شيئاً فشيئاً ثم طمرت بأتربة مجلوبة .
الأبواب
تتوضّع الأبواب عادة في نهايات الشوارع الرئيسة وبعض الشوارع الثانوية. ولكن في لاوذيكية نستطيع أن نؤكد أنه في الجهة الشرقية كان هناك باب واحد في نهاية شارع الغافقي الواقع بين التلتين ومن الصعب وجود غيره في هذه الجهة، وعنده كان يبدأ طريق أفاميا ونستطيع أن نسميه باب آفاميا.
أما في الجهة الشمالية فمن الأكيد وجود باب في نهاية شارع القوتلي يفتح على ساحة الشيخضاهر، حيث يبدأ طريق أنطاكية، وبإمكاننا تسميته بباب أنطاكية، ولعله كان يوجد أبواب في نهاية شوارع ثانوية إلى شرق وغرب باب أنطاكية.
في الجهة الغربية كان هناك فقط بوابة تفتح على المرفأ لدخول السفن.
وفي الجهة الجنوبية لا يتوقع وجود أي باب لأنها تفتح على البحر وعلى مستوى عالٍ لايسمح بالخروج والدخول إلى المدينة.
السور الدفاعي والقلعة
بما أنّ اللسان الصخري كان محميّاً بالبحر من الجنوب ومن الغرب، تم بناء سورعالٍ في الجهتين الشرقية والشمالية فقط، واستفاد المهندسون من التلّتين الموجودتين شرق الموقع واللتين يصل ارتفاعهما إلى 70 و60 متراً عن سطح البحر و40 متراً عن المنطقة المحيطة بهما، وهما التلة الجنوبية حيث حي الطابيات، والتلة الشمالية حيث جامع المغربي حالياً والتي بالتأكيد أقيم عليها اكروبول المدينة والذي تحول فيما بعد إلى قلعة لحماية المدينة ، واستُخدم سفحها الشرقي خارج السور كمقبرة وهي في موقع المقبرة الحالية، الشمالي وبنوا الجدار الشمالي الذي تحدّه حالياً ساحة الشيخ ضاهر والتي كانت في ذلك الوقت مقبرة خارج الأسوار وتمتد حتى حي مار تقلا.
وبالطبع كان هناك جداران أقل أهمية في الجهتين الغربية والجنوبية قبالة البحر، ولم يكن هناك ضرورة دفاعية ليكونا بأهمية الجدارين الغربي والشمالي.