الكتاب المقدس الذي ربما لم تعودوا تقبلون به أصلاً بسبب التعصب الإثني والعرقي؟
مدخل
كتبت هذ المقال ونشرته (أدناه) صفحة نسور الروم ولموضوعية هذا المقال وقد سبق لي ان كتبت مثله بعنوان “جنسية الرب يسوع واللغة التي تكلم بها” انظره هنا في موقعنا…
ولكون ماكتبته صفحة نسور الروم فيه انارة للاذهان عن اشاعة صارت اشبه بالهم اليومي لكل مسيحي المشرق مع محاولات مستميتة لاختلاسهم بالدعاية واحيانا ب… هل نحن مسيحيون ان لم نكن نتبع الطائفة السريانية…ونشرتُ بالتالي بعض ردود الصفحة كتعقيب على ماورد من اسئلة واستيضاحات وحتى منها بكل اسف مايحمل طابع التهكم وكانت ردود الصفحة بكل رقي واتزان وتجرد بتجرد المؤرخ البعيد عن الهوى والميل والتعصب الشخصي على تعريف ابن خلدون للمؤرخ… وبكل شفافية وتستند على التاريخ بشكل علمي وموضوعي وعلى اعلام مشهود عنهم تجردهم وانهم اعلام… وبكل حرفية وبتجرد مطلق بعيداً عن الضغائن هدفها انارة الاذهان ونحن معها وهو هدفنا هنا…
واسأل سؤالاً بسيطاً لأصحاب هذه النظرة والمقولة الشوفينية المتعصبة
ان لم يكن وفق كلامكم الا السريان هم اصحاب الارض (السورية وقد اخذتْ سورية بلدنا ومنا السواد الاعظم مسلمين حضر وبدو اسمها منكم، على تكرار قولكم…هل هم سريان؟؟؟
: نجيب ان من اسماها (سورية) بهذا الاسم هو الاسكندر الكبير واتباعه واختصت قبلاً بالآشوريين، ثم امتدت لتشمل الجميع، وانتم اخذتم التسمية هذه لتبتعدوا عن وثنية الآرامية) اولاً والمسيحيين الذين نعيش فيها افلسنا نحن سوريين ولا مسيحيين؟
ثم ونعكس السؤال عالمياً لأن المسيحية فلسطينية المولد انطاكية ومشرقية الانطلاق عالمية السيادة…الم يكن المسيحيون الانطاكيون قبل انشقاق السريان ومنهم الرسل المبشرون في كل العالم في البدء ولاحقاً وحتى الآن الذين مسحنوا الافارقة من مجاهل ادغال افريقيا حاليا وتقام لهم الابرشيات ويقتبلون العماد والاسرار المقدسة، ومنهم صار كهنة واساقفة ومتروبوليتيين ورهبنات و…، وكذلك من التبت ومن سيبيريا وفي كل العالم الجديد شمالاً في اميركا وفي اقصى شرق القارة الاسيوية… اليسوا مسحيين ام انهم لايصيروا كذلك بمافيهم المهتدون الجدد والعابرون الى المسيحية الا اذا صاروا سرياناً لاخلقيدونيين بداعي التجذر في المسيحية ثم اينهم من سورية التي تقولون بسريانيتها علماً ان كنيسة السريان التي نحترمها ككنيسة اخت في المسيح نشأت بعد مجمع خلقيدونية عام 451م وبعد حوالي قرن انتظمت بقوام طائفة وكنيسة بشكل رسمي، اي لاوجود عقيدي لاخلقيدوني قبلها وانتم تخلطون مابين الجنسية والعقيدة… وها الموارنة مثلكم ولكنهم والسريان الكاثوليك والكلدان خلقيدونيون على عقيدة كنيسة روما، وللعلم في كنيستنا الارثوذكسية وفي الكثير من البلدات الداخلية ثمة مخطوطات ارثوذكسية باللغة الآرامية والسريانية كما في معلولا ومناطق القلمون وفي العديد من مناطق جبل لبنان والكورة وجنوب لبنان… وهي ارثوذكسية بالمطلق مايدل على ان لغة العقيدة الارثوذكسية هي لغة الارض، اليوم نحن نتكلم بالعربية ونصلي بالعربية واكليروسنا الانطاكي عربي السنا ابناء واتباع المسيح؟؟؟. ولن ندخل هنا في تاريخ دخول الاسلام الى سورية ولا الدور الذي قام به البعض منكم لتسهيل ذلك سواء في دمشق واليرموك وحمص وشرق الفرات والجزيرة العليا فأكيد أنكم لاتقرونه… (المدخل لنا)
كتبت صفحة نسور الروم
الكتاب المقدس الذي ربما لم تعودوا تقبلون به أصلاً بسبب التعصب الإثني والعرقي ؟
الغريب هو محاولات البعض المستمرة إلى إلغاء من سواهم وإظهار أن “جميع” المسيحيين في المشرق هم بالاساس “من عنصر معين وهو اليعاقبة ” .. وهذا خطأ كبير وتضليل!! فالعنصر الهليني – اليوناني كان موجوداً في هذا البلد منذ القديم ومن حوالي 1500 عام قبل المسيح ، واللغة اليونانية في عصر المسيح كانت الأوسع انتشاراً في سورية وأكثر من الآرامية، التي كان ثقل المتكلمين بها موجودين في الجزيرة الفراتية وفي شمال العراق…
- ولا يمكنكم إلغاء حقيقة أن مدينة أنطاكية العظمى، مركز الكرسي الانطاكي،(مؤسسها سلوقس نيكاتور اليوناني وهو باني الحضارة الهلنستية اي اليونانية الشرقية وجعلها عاصمة لأمبراطوريته واسكن فيها جيشه ومن وفد اليها من السكان اليونان ثم تسرب اليها البعض من ارباب العقيدة الواحدة لكن بقيت الصفة الغالبة على انطاكية ومثلها اللاذقية وقبلهما سلوقية على ضفة دجلة وكذلك افامية وكذلك كانت الاسكندرية عاصمة دولة البطالسة الهلنستية كأنطاكية…(تعقيبي)) كانت مدينة ذات أغلبية يونانية وثقافة هلينية وأهلها هم مكون أساسي في “الكنيسة الرومية”
ولا يمكنكم أيضاً إلغاء وجود “المدن العشر” (الديكابوليس ) التي كانت في بدء الكرازة بالانجيل مدن يونانية برمتها، وقد بدأت باعتناق المسيحية تدريجياً، مع الحفاظ على طابعها الهليني اليوناني، وقد كانت دمشق نفسها إحدى هذه المدن وهي أيضاً مكون أساسي في الكنيسة الرومية…
- كما يقول “البعض”من اليعاقبة أنهم يتمسكون بهويتهم ، لكن ونحن أيضاً لنا الحق في التمسك بهويتنا وإظهار حقيقتها بعيداً عن التزييف والتضليل، ولكننا في الوقت ذاته لا نلغي وجود الآخر وثقافته ولغته كما تفعلون أنتم ثم تزعمون أنكم بعيدون عن العنصرية …
- كلامنا مبني أولاً على شهادة الكتاب المقدس الذي ربما لم تعودوا تقبلون به أصلاً بسبب التعصب الإثني والعرقي الذي تتصفون به، ورفض وجود آخرين غيركم في سورية والمشرق عامة، الذين منهم الروم أنفسهم الذين لهم حضارتهم ولغتهم وثقافتهم المتميزة عنكم ك “يعاقبة ” ؟؟
مثلاً في الكتاب المقدس
يقول مرقس : “سورية فينيقية “، ويقول متى : “كنعانية”. أما لماذا يقول “سورية “: فلأن الرومان أثناء حكمهم ، جعلوا فينيقية جزءا من ولاية أسموها “سوريا” ، وليس لان السوريين امة واحدة او قومية واحدة . فقد وجد في هذه الولاية الرومانية المسماة سورية ( يونانيون وارمن وكنعانيون وعبرانيون وآراميون وغيرهم … ) . تجدر الاشارة الى ان الروم فيما بعد ، في تنظيمهم الاداري اتبعوا تسميات أخرى وتقسيمات جغرافية مختلفة للمناطق . فلم تعد تسمى الولاية “سوريا ” بل أصبحت تسمى “المشرق” .
و المرأة الكنعانية … و اللغة الكنعانية … في انجيل (متّى 21/15-28) نقرأ أن يسوع اتى الى نواحي صور وصيدا، فأتته “امرأة كنعانية” وثنية تطلب منه شفاء ابنتها ..
و من هم الكنعانيون، وما هي لغتهم؟
الكنعانيون او الفينيقيون شعب سكن جزءاً كبيرا من شواطئ سوريا ولبنان وفلسطين وقبرص واليونان وجوارها. وكانت لهم “مدن – ممالك” تماما مثل نظام “المدن – الممالك” الذي ساد اليونان . ومن تلك الممالك : صور وصيدا وارواد وجبيل وغيرها …
والفينيقيون هم خلطة حضارية وعبارة عن مجموعتين أساسيتين:
1- المجموعة الاولى عبارة عن كنعانية أمورية وهي مجموعة سامية وحامية …
2- المجموعة الثانية هي يونانية إغريقية مؤلفة من قبائل ” الاخائيين – الايونين – الايوليين – الدانيين ” …
للاستماع الى المقابلة كاملةً :
اقتضى التوضيح …..(نسور الروم)
في التعقيب
كتب الاستاذ بديع عقل:
ليس كل ادعاء هو ثابت وصحيح. وشواهد التاريخ الصحيح لها كلمة الفصل بين الصحيح والمنحول.
الثابت مدى الدهور هو الأقليم أو الأرض الجغرافيا بمعنى أخر.
المتغير أبدا الدولة أو السلطة الحاكمة واللغة والمعتقد لأي مجتمع مدني حديث أو قديم.ولا يصح الخلط بين الاْنتماء للأقليم والمعتقد أو المعتقدات السائدة.
اللغة الرومية كانت هي لغة الفكر والثقافة وهي التي كانت منتشرة بكل أقاليم الأمبراطورية الرومية.
اللغة الأرامية السابقة للغة الرومية هي التي تكلم بها السيد المسيح وهي على مايبدو كانت سائدة محليا في سورية ولبنان وفلسطين إلى جانب الرومية لغة السلطة الحاكمة الرسمية.
ما يقوله اليعاقبة غير صحيح وشواهد التاريخ الصحيح تحدثنا عن اليعاقبة وعن إيمانهم المنقوص ببشارة السيد المسيح والمغاير لعقيدة الروم الأرثوذكس عقيدة الأيمان المسيحي القويم.
تمازج الأعراق والأنساب بين البشر حتما يؤدي إلى ولادة أقوام جديدة وحضارات جديدة ٠ الثابت الوحيد أيمانياً لغاية اليوم هو الأيمان المسيحي الأرثوذكسي القويم بيسوع المسيح .
أخيرا الرّب يسوع مالىء الكل لا ينتسب أوينتمي لجماعة قوميةأو مذهبية بعينها .
رد نسور الروم
الفينيقية هي الاقدم وهي الأم لكل لغات المشرق الانطاكي
ماهي الأبجديات التي تتشابه إلى حد التطابق …؟
1- الفينيقية واليونانية (الرومية): والمدقق فيهما يشعر أنهما أبجدية واحدة. وقدموس سكن قرب أثينا وأسس طيبة هناك، والفينيقيون أيام المسيح كانوا قد ذابوا بالحضارة الهلينية تماما وصاروا جزءاً منها، وتحدثوا اليونانية في بيوتهم، وكتبوا بها. وصارت لغةُ السكان في سواحل المشرق ومدنه الكبرى كبيروت وطرابلس واللاذقية وغيرها يونانيةً ( رومية ). وهي اللغة التي “كُتِبَ بها الإنجيل والرسائل”. وبها كَتَبَ الروم المشرقيون معظمَ نتاجهم الفكري والحضاري.
2– الآرامية والعبرية: والمدقق فيهما يشعر أنهما أبجدية واحدة ، واليهود جميعاً وكثير من سكان المنطقة تحدثوا الآرامية فيما بعد كلغة خاصة بهم وكتبوا بها . وصارت لغةُ السكان في بعض القرى المشرقية كمعلولا مثلاً ، آراميةً . وهي اللغة التي تحدثها يهود فلسطين ومنهم يسوع ، وبها كُتِبَت بعض أسفار العهد القديم.
3- السريانية والعربية: والمدقق فيهما يشعر أنهما أبجدية واحدة، وقدأخذ العرب عن السريان أبجديتهم التي كتبوا بها اللغة العربية .
كذلك ردت نسور الروم على سؤال للسيد وليد الشعراني
ان الشهادات التاريخية التي تصرح بكون لغة العامة في سورية هي الرومية “اليونانية” اكثر من ان تذكر فقد روت القديسة سلفيا ان اللغة الغالبة في سورية وفلسطين هي الرومية وبها كان يعظ اسقف اورشليم ..
وكذلك روى المؤرخ الذي كتب ترجمة القديس غريغوريوس اسقف طور إن السوريين كانوا يتكلمون اللغة اليونانية والمؤرخ العربي الواقدي في كتابه “فتح الشام” روى مع كثير من مؤرخي العرب في أماكن كثيرة ان اهل الشام لايتكلمون الا الرومية وسوى بعض الافراد منهم كانوا يتكلمون العربية كما كان بعض الافراد من العرب يعرف اللغة الرومية ، بل ان قرى بعلبك وغيرها من البلاد الداخلية لم يعرفوا سوى اللغة الرومية “اليونانية” .. (1)
وقد روى ابن خلدون وابن بطريق ابن العبري ان ديوان الخراج بقي في الشام الى زمان مروان يكتب باللغة الرومية وهذا اول من منع الناس عن الكتابة الرومية…( وسك النقود العربية بالدينار تعقيبي)
ان دخول الألفاظ اليونانية في اللغة العربية وبقاءها الى اليوم في الاستعمال عند العامة في سورية وغيرها يعد لا محالة بقية من اللغة الرومية القديمة، ولاسيما ان هذه الألفاظ كثيرة الاستعمال ولاتخلو العربية من مرادف لها ويكفي ان نذكر من هذه الالفاظ الرومية اليونانية على سبيل التمثيل ماهو اكثر شيوعاً مثل ” ناموس – قانون – إسفين – سفينة – منديل – قلم – قرطاس – قسطاس وغيرها الكثير …. “
ان الصلوات التي تقام في الكنائس ويشترك فيها بعض الشعب التي كانت تقام في سورية باليونانية وبها وضعت ، فان مؤلفي اللتورجيات الانطاكية المعروفة وضعوها كلها بالرومية اليونانية حتى المنسوبة منها لبعض الخوارج نظير ليتورجيا نسطوريوس وثاودوروس أسقف المصيصة المستعملة عند الكلدان فإنها رومية يونانية الأصل وكذلك ليتورجيا القديس يعقوب ام يعرفها العلماء الا بالرومية اليونانية ..
وقد اشتهر منذ القديم مؤلفوا التراتيل في سورية فإن مطران صور في القرن الثاني الميلادي انتشرت تراتيله وهو حي واما التي أنشأها القديس يوحنا الدمشقي و قزما الاورشليمي وأندراوس الدمشقي و رومانوس الحمصي – البيروتي وهي تعادل ثلاث ارباع مافي الطقس اليوناني من الصلوات وهم وغيرهم لم يضعوا شيئاً من هذا بالسريانية بل ان اليعاقبة السريان لما انفصلوا عن كنيسة الروم شرعوا يترجمون التراتيل الذي وضعها سواريوس البطرك الانطاكي اليعقوبي وكذلك ترجموا كثيرًا من قوانين القديس يوحنا الدمشقي من اللغة الرومية اليونانية الى السريانية وليس العكس كما يُشيع البعض .
الخطب الموجهة للجمهور سواء كانت سياسية كخطب يوسطوس الطبراني المشهور في الحروب اليهودية كما يشهد يوسيفوس أن فصاحة عبارته باليونانية كانت تؤدي إلى هياج بني وطنه (اي المشرق) ( ….. ) ، وخطب ليبانيوس البياني ويوليانوس الجاحد، ومواعظ الذهبي الفم في إنطاكية وأوريجينس في صور وقيسارية، وكيرلس في أورشلیم فكل أساقفة مدن سورية كانت مواعظهم باليونانية .. ومعلوم أن غاية الوعظ تعليم عامة الشعب أسرار الديانة وهذا لا يحصل ما لم يكن بلغتهم” .
ويقول الأب قسطنطين الباشا إن اللغة التي وعظ بها هؤلاء هي اليونانية القديمة السكولاستيكية من حيث هي أسلوب التركيب ..
1- الواقدي في فتح الشام وكذلك ابن خلدون وابن الاثير في فتح الشام
2- ص 42-43-46-47-48 من كتاب ” اصل الروم ولغتهم ” ل الخوري قسطنطين الباشا .
ردت نسور الروم على السيد انور غبرييل غبرييل بالتالي:
اسم حضارتنا هي “الحضارة الرومية” لكن جذورنا “مشرقية” او “من الاناضول” او “من اثينا” او من “بيروت” او من “اللاذقية” دمشق لا فرق . نحن نختلف عن غيرنا في اننا اخذنا حضارة لنا مميزة باتساع رقعتها الجغرافية ، “حدودها كل المسكونة” وكانت عاصمتها “روما الجديدة” اي القسطنطينية. ومنها اخذنا اسم حضارتنا “الروم”، ف”صنعناها” و”اثريناها” وبنيناها، واعطيناها خصوصياتنا ومميزاتنا المشرقية و”امتزجنا بالقوميات جميعها” في كل هذا المدى المتوسطي الذي وحدته الامبراطورية الرومية انذاك . نحن لم نتميز “بنعرة اقليمية انفصالية” ولا “بنعرة قومية تقسيمية” … بل تمسكنا ب”كل المدى المتوسطي المشرقي” … واعطيناه الوجه المسيحي … ومزجنا الحضارات الوثنية القديمة، وجعلنا “المسيح محورها الاوحد”، ودمرنا الهتها الصماء، وخرج من هذا الامتزاج “العرقي “حضارة مميزة” اسمها “حضارة الروم” امتدت من دمشق الى القسطنطينية الى أثينا … الى كل الارض . وفي كل الارض، وحيثما حلت حضارة الروم، حملت “بعضاً من المشرق الانطاكي” وبعضا من جزيرة كريت، وبعضا من اثينا، وبعضا من اورشليم … هذه حضارتنا الغنية، حيث تكون تحمل في طياتها “كل الحضارات القديمة”، وهذه مميزات الروم في هذا المشرق…
أن البحر المتوسط كان هو المحور الذي تمحورت حوله حياة الفينيقيِّين والإغريق، فتفاعلوا وتزاوجوا، وخلقوا معاً ابنتهما المسماة: ” الحضارة الهلينية بلغتها اليونانية” ، والتي أخذت الطابع المسيحي “الرومي” فيما بعد ، وهي التي ينتسب إليها يونانِيُّو اليوم والقَبارِصة والروم ( ارثوذكس وكاثوليك) في المشرق الأنطاكي والأوروشَليمي.
حصل التمازج “الشرقي الفينيقي – البلاسجي اليوناني” لتنشأ منه حضارة مميزة اسمها “الحضارة الهلينية” ، انتشرت في الساحل المشرقي “سورية – لبنان- فلسطين” وقبرص واليونان( وكل آسية الصغرى والأناضول/ تعقيبي)، وتطورت اكثر مع اقامة الامبراطوريتين الهلنستيين في انطاكية على يد سلوقوس الاول، وفي مصر بعاصمتها الاسكندرية على يد بطليموس وتسمت الحضارة الهلنستية اي اليونانية المشرقية/ تعقيبي) بشكل طبيعي جداً وأعطت الحضارة “الرومية” (التي سيطرت ثقافيا وفكريا وايمانيا بحسب العقيدة الارثوذكسية على الدولة الرومانية مع كل الاضطهاد الى حين براءة ميلانو 313م/ الى ان قامت الامبراطورية الرومانية الشرقية التي بقيت الى حين استشهادها باستشهاد القسطنطينية عام 1453م واسمها الحضارة الرومية/ تعقيبي)
اجاب نسور الروم على سؤال للسيد عبد الله بني عمار بخصوص المدن العشر اليونانية زمن المسيح:
” ديكابوليس Δεκάπολις ” او المدن العشر ذات الثقافة اليونانية المشهورة وتظهر بينها غادارا ( جدرا – أم قيس ) بلدة الشاعر ميلياغر ( انظره في موقعنا هنا)، وهي اليوم متفرقة بين الأردن وسورية وكانت تسمى باليونانية “الرومية” -ديكابوليس- أي المدن العشر وبينها جرش ( جيراسا ( الاردن)) و« كانثي » ( قنوات(سورية) ) و« فيلالدلفيا »( عمان الاردن) وغيرها .
في مدينة غادارا “أم قيس / الاردن اليوم” كتابة يونانية على قبر الشاعر الكبير القديم أرابيوس يخاطب فيها الضيوف قائلا :
« أيّهَا المَارُ من هُنا ، كمّا أنت الآن، كنت أنا، وكما أناً الآن، ستكونُ أنتَ، فتمتع بالحياة لأنك فانٍ».
وفي مدينة غادارا نفسها، فسيفساء لكنيستها البيزنطية مكتوب عليها بلغة شعبها اليونانية “الرومية”، وتظهر عليها الصلبان ….
المدن العشر وهي :
* فيلادلفيا (عمّان المعاصرة)
* أبيلا (أو حرثا)
* جراسا (جرش)
* جدارا (أم قيس)
* كانثا (أم الجمال)
* بيلا (طبقة فحل)
* دايون (إيدون)
* هيبوس (الحصن)
* سكيثوبوليس (بيسان)
* دمشق
* بصرى (بصرى الشام)
نكرر للقارىء الكريم اننا نشرنا بعض التعقيبات وبالذات لنسور الروم لتوضيح المقصود…
المقصود من هذا المنشور انارة الاذهان والابتعاد عن الكنيسة القومية لأنها تقسم جسد المسيح وتدعو للتنافر رائدنا في ذلك رسالة القديس بولس الرسول مشرع المسيحية ورسولها الى الأمم ومؤسس كرسينا الانطاكي مع بطرس وكذلك كرسي رومية الى اهل غلاطية:
“غلاطية ٣ : ٢٨
لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.”
فلنكف عن الشعوبية والقومية لأننا واحد في المسيح يسوع…
مصدر البحث
نسور الروم بتصرف واضافات منا حيث يسمح النص…