آل اليازجي
ينسبون لقبيلة الأزرعي الغسانية.. و«اليازجي» لقب معناه «الكاتب»..
آل اليازجي المسلمين في بيروت ولبنان هم أقدم من آل اليازجي المسيحيين الذين قدموا من حمص إلى الشويفات عام 1690م.
ال اليازجي
من الأسر المسيحية البيروتية واللبنانية والسورية والعربية، تعود بنسبها إلى قبيلة الأزرعي الغسانية العربية التي انتشرت في بلاد الشام، ومن بينها حوران وحمص ودمشق وحصن الأكراد وطرابلس وبيروت والشويفات، فضلاً عن توطن فرع منها في مصر.
وتشير المصادر التاريخية بأن أحد أجداد الأسرة سعد الأزرعي الحوراني الغساني قدم من حمص إلى الشويفات في العهد العثماني وبالتحديد عام 1690، وعلى اعتبار أن جد الأسرة اشتغل بالكتابة في قصور الأمراء المعنيين والشهابيين فقد لقب باليازجي أي «الكاتب».
برز من الأسرة في العهد العثماني الشيخ ناصيف اليازجي (1800-1871م) كاتب الأمير بشير الشهابي الثاني الكبير، وأحد أعلام الفكر والأدب العربي في القرن التاسع عشر، كما كان شاعراً ومدرّساً لمدة ثلاثين سنة. من مؤلفاته: «طوق الحمامة في النحو»، و«مجمع البحرين» وفيه ستون مقامة. كما برز من الأسرة نجله الشيخ حبيب اليازجي (1833-1870) عضو الجمعية المشرقية التي أنشأها اليسوعيون في بيروت عام 1850 لخدمة اللغة والأدب. له مقالات عديدة في مجلة «مجموعة العلوم».
كما برز شقيقه العلّامة الشيخ إبراهيم اليازجي (1847-1906) ولد في بيروت، وهو يعتبر من أئمة النهضة العربية الأدبية واللغوية. درس العربية على أبيه الشيخ ناصيف اليازجي، كما تميّز بحفظه للقرآن الكريم، كما درّس في المدرسة البطريركية في بيروت وتخرّج عليه تلامذة كثر كان لهم موقع علمي متميّز في بيروت ولبنان. أتقن لغات عديدة منها: العربية، الفرنسية، الإنجليزية، العبرية، والسريانية. كما تميّز أيضاً بأنه صنع بيديه الأحرف العربية للمطابع. نقّح نصوص العهد القديم التي ترجمها الآباء اليسوعيون. أسس مجلة «الضياء» وحرّر القسم الأكبر منها، كما حرّر في مجلتي «الطبيب» و«البيان». من مؤلفاته: «نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد» في مجلدين، وله «العُرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب». هاجر الشيخ إبراهيم اليازجي إلى مصر وقام بدور نهضوي وأدبي وعلمي بارز سواء أثناء وجوده في مصر أو في بيروت المحروسة.
وبرز من آل اليازجي الشيخ خليل اليازجي (1856-1889م) الذي برز في ميادين العلوم والرياضيات في المدرسة الأميركية في بيروت، ثم سافر إلى مصر، فنال فيها منزلة عالية لدى الخديوي توفيق باشا. كتب في مجلة «مرآة الشرق» مقالات علمية مهمة، وباتت ملكاً له بعد أن نقل حق امتيازها إلى اسمه، ثم توقفت عن الصدور بعد نشوب الثورة العرابية عام 1882، مما اضطره للعودة إلى بيروت. من مؤلفاته «نسمات الأوراق» وبعض الروايات الشعرية، وله «الصحيح بين العامي والفصيح».
وممن برز من أسرة اليازجي الأديبة وردة اليازجي (1838-1924) ابنة الشيخ ناصيف اليازجي، رائدة النهضة الأدبية والنسائية الحديثة في بيروت ولبنان والعالم العربي. لها «ديوان حديقة الورد». قامت وزارة التربية الوطنية بتكريمها بإطلاق اسمها على ثانوية رسمية في بيروت، كما أطلقت بلدية بيروت اسمها على شارع مهم في المدينة المحروسة (المنجد، ص 747).
كما عرف من الأسرة الشيخ سعيد اليازجي والشيخ وديع اليازجي، وقد هاجرا إلى الولايات المتحدة الأميركية. كما عرف من الأسرة الشيخ جرجس اليازجي الذي عمل في خدمة آل سيفا في طرابلس في العهد العثماني. كما عرف من الأسرة الشيخ عبد الله اليازجي (1870-1919) ونجلاه الأديب شحادة اليازجي صاحب «ديوان اليازجيات» والشيخ سليم عبد الله اليازجي.
ومما يلاحظ، أنه بالرغم من أن الشهرة العلمية والأدبية والنهضوية في بيروت ولبنان لآل اليازجي المسيحيين، غير أن العهد العثماني شهد أسرة اليازجي الإسلامية، وقد أشار الشيخ طنوس الشدياق في كتابه «أخبار الأعيان في جبل لبنان» (جـ1، ص 241، 242، 253، 254، 255) إلى الشيخ حسين اليازجي من قادة وأنصار الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير، والذي أوكلت إليه مهام عسكرية عديدة، كما أصبح والياً على بلاد صفد وبلاد الشقيف، وقد جرت خلافات فيما بعد بينه وبين الأمراء المعنيين، فانتهى الأمر بهزيمته وقطع رأسه الذي أرسل إلى صيدا.
وفي ضوء ما أشار إليه الشدياق في تاريخه، فإن آل اليازجي المسلمين في بيروت ولبنان هم أقدم من آل اليازجي المسيحيين الذين قدموا من حمص إلى الشويفات عام 1690م.
عرف من آل يازجي في التاريخ الحديث والمعاصر العديد من العلماء والأدباء ورجال النهضة وفي مقدمتهم الأستاذ الجامعي المرحوم الدكتور حليم اليازجي أستاذ اللغة العربية وآدابها في الجامعة اللبنانية، كما عرف السادة: إبراهيم، الطبيب الدكتور اسبر اليازجي، المحامي أمين اليازجي، أنطوان، أنيس، بترو، بولس، ورجل الأعمال توفيق اليازجي، جهاد، جورج، خير الله، رامز، رشاد، سامي، سمير، صبحي، صلاح، والطبيب الدكتور طوني اليازجي، عادل، عزيز، غسان، فادي، فؤاد، فوزي، فيلمون، كمال، لطف الله، منير، نديم، نعمان، نقولا، يوسف اليازجي، د. جوزف والسياسي المغربي محمد اليازجي وسواهم.
ويازجي (ياظجي) لغة من اللغة التركية وتعني الكاتب، وتأتي بمعنى القائم بحساب الشغل والخرج. (ش. سامي: القاموس، ص 1528
(مجلس عائلة اليازجي.)
واضيف بدوري من مشاهداتي ومعرفتي حاضراً أنه ثمة فرع من آل اليازجي في حلب من المسلمين منهم وزير السياحة السابق، وفرع آخر في السلمية من الاسماعيليين منهم المذيع الاستاذ عادل اليازجي، ولكنهم جميعا من اصل واحد من آل الازرعي الغسانية من ازرع المسيحيين الارثوذكس الذين خرجوا منها بعد استتباب الامن بقضاء العثمانيين على المماليك حين دخولهم الى بلاد الشام عام 1516 ،
والميزة الواضحة لآل اليازجي المسيحيين في سورية عدا عن كونهم من مرمريتا، انهم كلهم يمتهنون الفعاليات العلمية كالطب والهندسة والصيدلة ومعظمهم كان يعمل في التربية والتعليم ومنهم المعلم الاستاذ منح اليازجي الذي انتقل من مرمريتا الى اللاذقية واولاده هم غبطة البطريرك يوحنا العاشر وشقيقه مطران حلب المفقود بولس يازجي