Quantcast
Channel: د.جوزيف زيتون
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

عالم الاستشراق بندلي صليبا الجوزي

$
0
0
عالم الاستشراق بندلي صليبا الجوزي
نبذة في السيرة الذاتية

ولد بندلي صليبا الجوزي في القدس في عام 1871. أخواته: مريم؛ كاترينا؛ هيلانة. إخوته: قسطندي؛ صليبا.

زوجته: ليودميلا لورنشيتفنا زويفا. أبناؤه: فلاديمير؛ جورجي؛ بوريس. بناته: آنستاسيا؛ ألكسندرة؛ تامارا؛ أولغا.

تلقى بندلي الجوزي علومه الابتدائية والثانوية في كلية “دير المصلبة” الارثوذكسي بالقدس التابع لبطريركية القدس الأرثوذكسية، ثم تابع دراسته في مدرسة داخلية تابعة للروم الأرثوذكس في قرية “بكفتين” الواقعة في الكورة في شمال لبنان.

حصل سنة 1891 على بعثة كنسية إلى روسيا لاستكمال دراسة العلوم اللاهوتية في الأكاديمية الدينية الارثوذكسية الروسية في موسكو، لكنه لم يرغب في الاستمرار هناك، وانتقل سنة 1895 إلى أكاديمية قازان، حيث نال سنة 1899 شهادة الماجستير في اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وكان موضوع رسالته: “المعتزلة: البحث الكلامي التاريخي في الإسلام”.

عاد بندلي الجوزي سنة 1900 إلى فلسطين ليستقر فيها، لكن السلطات العثمانية أرغمته على مغادرة البلد والعودة إلى روسيا، حيث عمل أستاذاً مساعداً للغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة قازان.

زار فلسطين والشام سنة 1909 مع طلاب روس في إطار بعثة علمية لمدة سنة لتعلم اللغة العربية، تعرّف خلالها إلى أدباء أمثال إسعاف النشاشيبي وجميل الخالدي وخليل السكاكيني، كما تعرّف في بيروت إلى المستشرق الروسي إغناطيوس كراتشكوفسكي (Ignaty Krachkovsky)، الذي كرّس حياته للبحث في آداب اللغة العربية.

عمل بندلي الجوزي ما بين سنتي 1911 و1917 أستاذاً مساعداً لمادتَي اللغة العربية والتاريخ الإسلامي في كلية الحقوق بجامعة قازان. ثم انتقل للعمل في كلية التاريخ والآداب في الجامعة نفسها، وذلك حتى سنة 1920.

سافر بندلي الجوزي سنة 1920 مع عائلته إلى مدينة باكو للعمل في جامعتها الحكومية، حيث صار يدرّس اللغة العربية وآدابها في الكلية الشرقية، التي أصبح بعد فترة عميدها.

وكان بندلي الجوزي قد حصل سنة 1921 على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي واللغة العربية. وقام في تلك السنة بزيارة إيران في إطار بعثة علمية، جلب بنتيجتها عدداً كبيراً من المخطوطات العربية والفارسية، زوّد بها مكتبة الجامعة.

زار فلسطين سنة 1928 حيث ألقى محاضرات في التاريخ والحركات الفكرية عند العرب والمسلمين. كما شارك في أعمال المؤتمر العربي الفلسطيني السابع الذي عقد في حزيران من ذلك العام، وانتخب عضواً في اللجنة التنفيذية العربية التي انبثقت عنه.

عُيّن بندلي الجوزي سنة 1930 رئيساً للقسم العربي في جامعة باكو. وفي سنة 1931، منحه المجلس العلمي لهذه الجامعة شهادة دكتوراه شرف في اللغة العربية وآدابها.

عاد ثانية سنة 1930 إلى فلسطين ليلقي سلسلة من المحاضرات الاجتماعية والفلسفية في عدة مدن فلسطينية. وقام كذلك بزيارة القاهرة مع صديقيه خليل السكاكيني وعادل جبر، فاحتفى بهم أهل الفكر فيها.

أصيب بندلي الجوزي سنة 1932 بمرض في القلب أقعده عن العمل حتى سنة 1937.

بندلي الى يمين خليل سكاكيني وكلاهما بمنتصف الصورة خلف الطاولة القدس الثلاثينيات
بندلي الى يمين خليل سكاكيني وكلاهما بمنتصف الصورة خلف الطاولة القدس الثلاثينيات

ترأس سنة 1938 القسم العربي في فرع أكاديمية العلوم في باكو، فكتب أكثر من خمسين مقالة للموسوعة الأذربيجانية. لكنه أحيل إلى التقاعد بعد فترة قصيرة.

بندلي الجوزي مؤرخ عربي وباحث لغوي ومرجع وعَلم من أعلام الاستشراق واللغات السامية في روسيا. عُرف عند المستشرقين باسم Pandali واعتبروه، على الرغم من تصديه لهم، مرجعاً خصباً من مراجعهم. وقد أتقن الكثير من اللغات القديمة والحديثة، وتقدر مؤلفاته باللغة الروسية بين موضوع ومنقول بستة وعشرين مؤلفاً، كذلك ترك تسع مخطوطات بالروسية ومخطوطتين بالعربية. كما نشر عدداً كبيراً من المقالات في مجلات لبنانية، مثل “الآثار” و”الكلية”، ومصرية، مثل “الهلال” و”المقتطف” و”الرابطة الشرقية”.

توفي بندلي الجوزي في مطلع سنة 1942 في مدينة باكو اذربيجان ودفن فيها.

من آثاره

باللغة العربية

“من تاريخ الحركات الفكرية في الاسلام”. القدس: مطبعة بيت المقدس، 1928.

“الأمومة عند العرب”. قازان: مطبعة دومبراوسكي، 1902. ترجمة لكتاب:

Wilkens, G.A. Das Matriarchat (Das Mutterrecht) bei den Alten Arabern. Leipzig: Otto Schulze, 1884

“أمراء غسان من آل جفنة” (بالاشتراك مع قسطنطين زريق). بيروت: المطبعة الكاثوليكية، 1933. ترجمة لكتاب:

Nöldeke, Theodor. Die Ghassanischen Fürsten aus dem Hause Gafna’s. Berlin: Akademie der Wissenschaften, 1887.

باللغة الروسية

“المعتزلة: البحث الكلامي التاريخي في الاسلام”. قازان، 1899 .

“جبل لبنان، تاريخه وحالته الحاضرة “. قازان، 1914.

“المسلمون في روسيا ومستقبلهم “: قازان، 1917.

“أصل سكان سوريا وفلسطين المسيحيين”: قازان، 1917.

“العلاقات الإنكليزية- المصرية”: باكو، 1930.

“المصطلحات العلمية عند العرب المعاصرين”. باكو، 1930.

المصادر

أبو خليل، شوقي. “بندلي الجوزي: عصره، حياته، آثاره”. بيروت: دار الفكر المعاصر؛ دمشق: دار الفكر، 1993.

الحوت، بيان نويهض. “القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917- 1948”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1981.

السيد، جلال. “بندلي الجوزي كاتب من فلسطين”. بيروت: دار المبتدأ للطباعة والنشر، 1993.

السيد، جلال وناجي علوش، (جمع وتقديم). “بندلي صليبا الجوزي: دراسات في اللغة والتاريخ الاقتصادي والاجتماعي عند العرب”. بيروت: دار الطليعة، اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، 1977.

عبد الأحد، يوسف (إعداد). “بندلي الجوزي 1871- 1942، أنستاسيا الجوزي 1905- 1981”. نابلس: الدار الوطنية للترجمة والطباعة والنشر، 1996.

العودات، يعقوب. “من أعلام الفكر والأدب في فلسطين”. عمان: د. ن.، 1976.

مناع، عادل. “أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني 1800- 1918”. ط 2. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1995.

كتب عنه الاستاذ محمد الأسعد في موقع العربي الجديد بتاريخ 19 تشرين الثاني 2016

“بندلي الجوزي.. رائد نقد الاستشراق وتقديس الماضي معاً

قبل أن يصدر إدوارد سعيد كتابه “الاستشراق” (1978)، بنصف قرن تقريباً، صدر في القدس عن “مطبعة بيت المقدس” كتاب بندلي الجوزي (1871 – 1942) “من الحركات الفكرية في الإسلام” (1928) بالعربية، متضمناً في مقدمته المرتكزات الأساسية لنقد الاستشراق ذاتها التي ارتكزت عليها رؤية سعيد النقدية.

ومن الملاحظ أن لا أحد ممن ترجم أو راجع كتاب “الاستشراق” نوه ولو بإشارة عابرة إلى ريادة الجوزي في هذا الحقل استناداً إلى نظرة علمية مبكرة وضعت أساساً لنقد الاستشراق توسّع فيه سعيد لاحقاً، باستثناء حسين مروة ربما في مقدمته للطبعة الثانية من كتاب الجوزي (1981)، حيث أشار إلى كشف الجوزي “للأساس غير العلمي للمنهج البرجوازي الغربي، وفضحه لاستنتاجاته المعادية للعلم التي تبنى على ذلك الأساس نفسه، ولا سيما الاستنتاجات التي تؤدي مباشرة إلى الأخذ بالنزعة العنصرية في تصنيف شعوب البشرية وتمييز بعضها من بعض، لا بالخصائص التاريخية الواقعية، بل بالخصائص الفطرية الطبيعية التي يزعمون أن الطبيعة اختصت بها بعض الشعوب بالخصائص العالية[…] في حين اختصت الطبيعة شعوباً أخرى بخصائص أدنى شأناً في سلم التطور الحضاري”.

ما سمّاه مروة المنهج البرجوازي الغربي، هو ذاته ما فصّل فيه القول إدوارد سعيد تحت اسم النظرة الاستشراقية، وبمصطلح “النظرة الجوهرانية”، التي تُلصق بشعوب الشرق هوية ثابتة لا تتغيّر عبر العصور، وأرجع هذه النظرة، التي صنعت “شرقاً” خاصاً بأوروبا، إلى نزعة ادعاء المعرفة والسطوة التي مهدت لتمثيل الشرق والسيطرة عليه. وهو ذاته المنهج الذي وصفه الجوزي في مقدمة كتابه، ونسبه إلى مؤرخي الغرب من أمثال: نيبور ورانكة وشلوسر ورينان.. إلخ، في وضعهم لعلم التاريخ وأساليب النقد التاريخي. وعن هؤلاء يقول: “إذا عرفنا.. أنهم بنوا أحكامهم ونظرياتهم على تاريخ الغرب وحده، إذ أنهم لم يكونوا يعرفون من تاريخ الشرق إلا الشيء اليسير، سهل علينا أن ندرك مقدار ما في أقوال بعض مؤرخي الغرب عن الشرق وتاريخه من الغرابة والطيش” (انعدام المعرفة هو ما سيطلق عليه سعيد بعد ذلك “المعرفة النصية” التي قادت المستشرق إلى الحط من مكانة شعوب الشرق) ويضيف الجوزي “وهل هناك من طيش أكبر من أن يقول أحدهم إنه لم يكن للأمم الشرقية تاريخ، بمعنى هذه الكلمة المعروف بين علماء الغرب، وأن أساليب البحث التاريخي التي وضعها علماء الغرب لا يمكن أن تطبق على تاريخ الشرق” و”أي غرابة أو جهل أعظم من أن يقال إن العوامل المؤثرة في تاريخ الأمم الأوروبية والنواميس العمومية الفاعلة في حياتهم الاجتماعية هي غير العوامل والنواميس العاملة في تاريخ الأمم الشرقية وحياتهم وثقافتهم”.

ثم يذكر أمثلة دالّة على الغرابة والطيش مثل أقوال شلوسر عن الفرق بين تاريخ الغرب وتاريخ الشرق، بحيث يكفي كما يرى معرفة دور صغير من حياة أي أمة شرقية، لكي يتصوّر المؤرخ حالها في كل أدوارها التاريخية مهما طال أمدها، ومهما طرأ على تلك الأمة من التغيرات الواقعية. والأشد غرابة “أقوال مؤرخ اشتهر بأبحاثه في تاريخ الشرق القديم وتاريخ بابل، يأتي بحجج لتأييد هذا الفكر العقيم، ومنها أن الشعوب الشرقية تعتقد أن ما يحدث في هذه الحياة الدنيا ليس إلا انعكاساً لما يحدث هناك في السماء، وأن حياة المجتمعات الإنسانية يجب أن تنظّم وتجري طبقاً لحركات الكواكب السماوية، أي أنه يقيم فرقاً بين نفسية الأمم الشرقية والأمم الغربية، فالشرقية لا تقول بمبدأ التطور والاستقراء اللذين هما أساس العلوم الحديثة، ولا تبنى أحكامها العامة على استنتاجات منطقية مرتبط بعضها ببعض، مؤسسة على فكر أو نظرية عامة سابقة لتلك المراقبات تتوقف عليها أعمالهم وأفكارهم”.

لم يتوقف هؤلاء، كما يقول الجوزي، عند تاريخ الأمم الشرقية القديم، بل مضوا إلى تطبيق أحكامهم على تاريخ الإسلام في القرون الوسطى والحديثة، إلا أنه يلاحظ أن أكثر علماء الشرق المعروفين بترفعهم عن الأغراض القومية أو السياسية، هم على رأي غير رأي شلوسر وفنكلر ورينان، ويكتفي بتقديم شهادة بارتولد في كتابه “تاريخ الأبحاث عن الشرق في الغرب وفي روسيا” حيث يقول: “لو كان نظر الأمم الشرقية من البساطة على ما يتصوّره بعض مؤرخي الغرب، لكان البحث في تاريخ الشرق ومعرفته أسهل من معرفة تاريخ الغرب على المستشرقين الذين يدرسون في الغالب الأعصر المتأخرة من تاريخ الشرق”. ويصل في النهاية إلى أن تاريخ الشرق وحياته الاجتماعية يخضع للقوانين نفسها التي تخضع لها حياة وتاريخ الأمم الغربية.

كان عنوان هذه المقدمة “وحدة النواميس الاجتماعية”، أي أن دفع الجوزي كان يقوم على وحدة القوانين التي تحكم المجتمعات البشرية، تأسيساً على منهجه الرائد في الثقافة العربية، المنهج المادي التاريخي، تلك الريادة التي قامت على سعة الإطلاع على مختلف شؤون الثقافة الإسلامية وشؤون المجتمع العربي الاقتصادية والسياسية والثقافية، وفهم عميق لدلالات النصوص الفقهية ومناخاتها الاقتصادية/ الاجتماعية / الدينية/ اللغوية، وعلى اطلاع على الكثير والمهم من ثقافات الشعوب واللغات الشرقية والغربية، واستيعاب لأساليب البحث المقارن.

انطلاقاً من هذه المقدمة يدرس الجوزي في كتابه أحوال المجتمع العربي/ الإسلامي عبر حركاته الفكرية والمناخات التي ولدت فيها وتفاعلت معها، بنظرة نقدية شاملة لجوانب وزوايا متعدّدة، منحازاً بصورة موضوعية للأفضل والأجمل في تاريخ هذا المجتمع.

وبفضل هذا المنهج، كما يتبين لنا الآن، استطاع هذا المفكر الفلسطيني قبل قرن تقريباً تحدي منهجين سائدين في زمنه، المنهج القائم على التقديس المطلق للتراث انطلاقاً من تقديس الماضي بوصفه ماضياً فقط، ومنهج جزء مهم من دراسة الغرب للشرق المصطلح عليه الآن باسم “الاستشراق”، ذاك الذي يقف موقفاً عدائياً من تراثنا، ويحاول تشويهه والانتقاص من المجتمع الذي أنتجه، و”اغتيال جوانبه الحضارية المتقدمة والمتطورة” على حد تعبير مروة.
________
إرث لم يصلنا يعد

ولد الجوزي في القدس عام 1871. حصل على بعثة كنسية للدراسة في روسيا القيصرية، ومنها انتقل إلى أكاديمية قازان ليحصل على ماجستير في الدراسات الإسلامية عام 1899. شغل عدة مناصب أكاديمية، وعين بعد الثورة الروسية أستاذا للآداب واللغة العربية في جامعة باكو، ثم أول عميد للغات الشرقية فيها. توفي في باكو عام 1942، وترك كتباً وترجمات عديدة، بينها 13 كتاباً باللغة الروسية، وجزء كبير من كتبه لم ينشر بعد.”

 


Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>