Quantcast
Channel: د.جوزيف زيتون
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

رؤية أنكليزية لأزماتنا

$
0
0
رؤية أنكليزية لأزماتنا
 كتب ا.نبيه البرجي
في الجانب الغربي من أزمتنا (وأزماتنا), نعلم من هم رجال أميركا, ومن هم رجال فرنسا, وحتى من هم رجال اسرائيل, لكننا لا نعلم من هم رجال بريطانيا التي طالما اضطلعت بدور يفوق دور الشيطان في العبث بالمنطقة.
روبرت فيسك كان يزودنا, بين الفينة والأخرى, بما يجول في العقل الأنكليزي وحيث الحديث “عن الكاوبوي الغبي في ادارة الشرق الأوسط …” , دون أن ننسى ديفيد هيرست الذي عملت معه في احدى الصحف.
نهاد المشنوق الذي نتمنى عودته الى عالم الصحافة, وان كان العالم المنهك, كان يطلق اشارات أنكليزية, دون أن ندري سبب غيابه عن المسرح, بالرغم من شخصيته الاستعراضية, دون تشبيهه لا بميريام فارس ولا بمايا دياب, وبعدما أتهم بمحاولة تفخيخ الكرسي الذي يجلس عليه … سعد الحريري !
ومن أحد مستشاري رئيس تيار المستقبل أن أبا صالح لا يستطيع, ومنذ أن لازم الحريري الأب, الا أن يكون “الرجل المزدوج” Double man أذا ما تسنى لكم أن تشاهدوا الفيلم الشهير ليول براينر.
امتناني لزميل عرّفني على باحثة من أصل عراقي تعمل في معهد للأبحاث الاستراتيجية في لندن, ويفترض, بشكل أو بآخر, أن تكون قريبة من الـ MI6, لنسألها حول الرؤية الأنكليزية لأزماتنا التي يبدو أنها بدأت منذ أن هبط آدم وحواء, ومنذ أن قتل قايين هابيل, على أرضنا.
حول لبنان الذي سيبقى عالقاً (أو معلقاً) على الخشبة “كضحية للسيناريو التي أعدته المؤسسة اليهودية لتفكيك سورية. حينذاك ينكفئ آيات الله عن تحقيق الحلم الأمبراطوري في الوصول الى ضفاف المتوسط, والذي بدأ مع السلالة الأخمينية في القرن الثالث قبل الميلاد, ويعاد تشكيل لبنان جغرافياً, وديموغرافياً, بما يتلاءم والمقاربة الجيوسياسية (والفلسفية) لميثاق ابراهيم”.
في نظر صانعي السياسات في لندن أن اتفاقية سايكس ـ بيكو شاخت, واستنفدت مفاعيلها, كما آلاف الاتفاقيات التي عقدت منذ بداية القرن السادس, وحتى انشاء عصبة الأمم في الربع الأول من القرن العشرين.
في هذه الحال, لا بد من اعادة تركيب الخرائط. المؤسسة اليهودية التي تدرك مدى هشاشة البلدان العربية تسعى الى بعثرة هذه البلدان أكثر فأكثر, لتتمكن اسرائيل من الامساك بثروات الشرق الأوسط كتجسيد لجوهر الوعد التوراتي من الفرات الى النيل.
الباحثة العراقية ترى أن مشهد المنطقة سيتغير بعد أن تتبلور نتائج الحرب الأميركية ـ الروسية في أوكرانيا, لتلاحظ أن العديد من السياسيين البريطانيين الذي يتملقون, علناً, البيت الأبيض, يعتبرون أنه اذا وقع فلاديمير بوتين في الفخ الأميركي فان جو بايدن وقع في الفخ الصيني, وهذا ما يراهن عليه شي جين بينغ الذي يرى فيه الانكليز اللاعب رقم واحد في القرن الحادي والعشرين.
الحرب لا تستنزف الروس وحسب . تستنزف الأميركيين وبالدرجة الأولى الأوروبيين الذي باتوا في حالة من “اللهاث الاقتصادي”  و”اللهاث الاستراتيجي”, بعدما ضربت الحرب كل نواحي الحياة في القارة العجوز. هنا تعدّ الصين لترث الأمبراطوريتين الأميركية والروسية, مثلما ورث دوايت ايزنهاور الأمبراطوريتين الانكليزية والفرنسية على ضفاف السويس عام 1956.
ماذا عن لبنان ؟ ” بلدكم, حالياً, خارج الاهتمامات الدولية.
ايمانويل ماكرون يلعب في الوقت الضائع, الأحرى في قعر الزجاجة. فقاعات رومانسية لا أكثر.
في معلوماتها أن كل التقارير الديبلوماسية والاستخباراتية الأنكليزية ترى أن الأزمة اللبنانية هي الأكثر تعقيداً كونها نقطة االتقاطع بين كل أزمات المنطقة, ودون أن تتواجد المنظومة السياسية القادرة على أن تحفر, ولو بالابرة, ممراً عبر تلك الأزمات التي كما لو أنها من صنع آلهة النار في الميثولوجيات القديمة.
لا رئيس للجمهورية في المدى القريب. نسأل: ولكن أي لبنان في المدى البعيد ؟ ترد مازحة “عندكم تزدهر سوق المنجمين والمنجمات مثلما تزدهر سوق المغنين والمغنيات. ربما كانت الاجابة عند هؤلاء …”
تختم “مثلكم, كل التقارير الأنكليزية تنتهي بعلامة استفهام” !!

Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>