مقال خطير ويستبق احداث قادمه واعتقد من اوائل من كتب عن ذلك بعده اسابيع وما زلنا ننتظر…
سمير عبيد هو أكاديمي وكاتب متخصص في الشؤون السياسية والإستراتيجية عراقى
وأيضا حامل للجنسية النروجية، ويشارك غالبا في برامج تلفزيونية على قناتي إن آر تي عربية والجزيرة.
غيوم سوداء تلوح في سماء العراق والشرق الأوسط !
١-ان قرار ضرب المنشآت الحيوية في ايران قد أُتخذ وعبر ضربات صاروخية وضربات عبر الطائرات والسفن الحربية بهدف ( شل القدرة الصاروخية الايرانية ، وتدمير الرادارات ، وتدمير المنشآت الكهربائية والبعد اللوجستي للمشروع النووي) … وهذه المرة ليس الخوف من البرنامج النووي الايراني لوحده. بل تفاقمت التحديات على اسرائيل والولايات المتحدة والغرب في منطقة الشرق الاوسط بسبب الحرب الروسية الاوكرانية ،وموضوع الغاز والطاقة، والتدهور الاقتصادي ،والتحدي الوجودي للمصالح الاميركية والغربية في المنطقة بسبب مثلث ( الصين روسيا ايران) ، والاطماع التركية المتصاعدة في العراق وسورية. فصار القرار تعويق وتعطيل رأس حربة روسيا والصين وهي ايران لضرب هذا المحور ضربة استراتيجية استباقية، ومحاولة الوصول حتى الى مضيق هرمز!
٢- فالرئيس الاميركي بايدن قادم الى المنطقة منتصف الشهر القادم وسيزور السعودية بمحاولة التقريب المعلن بين الرياض واسرائيل، والاهم لعقد صفقة (سيكون من خلالها بن سلمان ملكاً للسعودية بدعم اميركي!) مقابل التعهد بترك روسيا والصين. ومن ثم دعم وتأمين الطاقة والغاز والنفط نحو الدول الاوربية .وتمويل ما سوف تقرره قمة بايدن المرتقبة مع قادة الدول العربية الحليفة في المنطقة لتأسيس اشبه بالناتو العربي الذي سينسق العمليات واللوجست مع اسرائيل …الخ .
٣-وزيارة الرئيس الاميركي بايدن كانت مقرره في هذين اليومين، ولكنها تأجلت الى الشهر القادم بسبب تصاعد المخاطر داخل امريكا من تضخم وقلة المواد والمحروقات ، واستياء الناس وكذلك في بريطانيا واوربا التي جعلت الادارة الاميركية تميل الى دعم اسرائيل في منطقة الشرق الأوسط كحارس مضمون فيها .وهناك معلومات سيوافق الرئيس بايدن من خلالها على العقدة اللوجستية التي لازالت تحير اسرائيل وهي ( الارضاع الجوي للطائرات الاسرائيلية المقرر لها توجيه ضربات في العمق الايراني والتي يفترض ان تقوم بها الطائرات الاميركية !)وحتل توفرها من واشنطن سوف تزول اهم عقدة متبقية في القرار الاستراتيجي ضد ايران بهدف تعطليها واجبارها على الانكفاء للداخل !
٤-والحقيقة ان القواعد الاميركية في المنطقة باتت في حالة استنفار وخصوصا الجيش الاميركي الضخم والمنتشر في الاردن وقرب الحدود الاردنية مع سورية والعراق. ولقد نشر الجيش الاميركي بالفعل بطاريات صواريخ اعتراضية ( لاعتراض الصواريخ الايرانية ) في الاردن وحدود العراق وسوريا والبحرين والامارات . ولقد بلغت وزارة الدفاع الاميركية ” البنتاغون” الدول الحليفة في الشرق الاوسط بصورة سيناريو عسكري محتمل بين اسرائيل وايران. بحيث زار رئيس وزراء إسرائيل الامارات بلا موعد لمناقشة نصب رادارات عسكرية اعتراضية في الامارات مهمتها تعويق الصواريخ الايرانية ومن ثم اعلام اسرائيل حال انطلاقها ! العراق سيكون جزء من مسرح العمليات اعلاه !
١- من هنا قرر السيد الصدر الانسحاب من العملية السياسية لكي لا يُضيّع فرصته أولا ، ومن ثم لكي لا يُحمّل مسؤولية ما سوف يحصل في العراق ثانيا ، مع محاولة حماية بقاء حكومة السيد الكاظمي مستمرة (خصوصا عندما وفروا لها المال من خلال قانون الغذاء المثير للجدل) لأنها الاقرب لقادة المنطقة في الخليج ومصر وسيكون حضور العراق سلساً في قمة بايدن المرتقبة من خلال الكاظمي وليس غيره ثالثاً.
٢-العراق وحال تنفيذ الضربات الاسرائيلية ضد ايران سوف يفقد الكهرباء القادمة من ايران بنسبة ١٠٠٪ .ومن هنا سيكون العراق (وحسب الخطة) مضطراً للربط الكهربائي مع السعودية والاردن ومصر. وهنا سوف تتم عملية الانتقال الناعمة للعراق من ايران نحو ( التحالف العربي ) وللابد وبأقل الخسائر، وبدعم شعبي كبير من الشارع وسوف يلعب الصدريون دوراً كبيراً في هذا!
٣- بعد ذلك سوف يتم التعامل مع حلفاء ايران في العراق ( اما يختارون التحالف مع ايران وحينها سوف يكون التعامل معهم قاسياً وكجزء من الحملة ضد ايران .. او القبول بترك السلاح والعلاقة مع ايران والانخراط في العملية السياسية في العراق و التي سوف تكون مختلفة تماما.. اي لن تكون هناك اي هيمنة للاسلام السياسي ومثلما حصل في دول المغرب العربي اخيرا ) لأنه سوف يليها مراحل تعديل فقرات في الدستور، وتعديل قانون الانتخابات، ومن ثم فتح ملفات الفساد ،والملفات الجنائية ضد الاميركيين والبريطانيين وغيرهم والتي قام بها بعض العراقيين .
٤- يلي ذلك تأهيل العراق وابتداءا من البصرة التي سوف تكون اهم مدينة في المنطقة والشرق الاوسط وهي رئة التحالف العربي الجديد الذي قلبه العراق اضافة لميناء مبارك الكبير الذي هو في الاصل ميناء بريطاني تحت غطاء كويتي . وستكون البصرة هي رأس الحربة بالتفاوض مع الصين لكي يمضي من خلالها خط الحرير الجديد الصاعد نحو دول اسيا الوسطى ونحو اوربا من خلال تركيا . وهناك عملية احياء متقدمة لعودة نشاط الشركة البريطانية الهندية التي سوف تباشر باعادة مجدها في البصرة.
٥-ومن خلال ماتقدم .. اما تتكرر الحالة مع الرئيس التركي اردوغان ليقدم تنازلات وتعهدات ومثلما حصل مع الرئيس التركي اتاتورك او يتم تغيير النظام السياسي في تركيا ومن خلال فوضى وصعود المعارضة التركية بقيادة احمد اوغلو وجماعته !.
٦- مع مصاحبة ماورد اعلاه سوف يندفع الجيش الاميركي تجاه منطقة (درعا) السورية قرب الحدود الاردنية السورية لتأمين منطقة آمنة !
الخلاصة:
لن تولد حكومة جديدة في العراق، وسوف تستمر حكومة الكاظمي وبمساندة من القضاء والجيش العراقي. وحتى وان ولدت حكومة جديدة سوف يكون مصيرها السقوط والفشل !
سمير عبيد
١٦ حزيران ٢٠٢٢