من هم الفايكنغ؟
مدخل
في بلاد أوربة الشماليّة الباردة حيث لا تظهر الشّمس إلا قليلًا، ويسيطر فصل الشّتاء القارس على أغلب أوقات السّنة، سكنت قبائل وشعوب تنتمي إلى العرق الجرماني أو النّوردي، وسمّيت تلك الشّعوب بالفايكنغ، ومعناها باللغة النّورديّة القرصان، وقد كانت السّمة الغالبة على هذه الشّعوب القسوة والغلظة وحبّ الاعتداء على الآخرين والسّطو على ممتلكاتهم، وربّما ساهمت عدّة عوامل في إصباغ هذه الصّفة على شعوب الفايكنغ منها: صعوبة الطّقس في المناطق التي نشؤوا فيها وهي ما تعرف بالدّول الإسكندنافيّة في أقصى شمال أوربة، وهذه الدّول تمثل حاليًا الدّنمارك والسّويد والنّرويج وفنلندا.
وبعض المؤرّخين يرجعون صفة الفايكنغ العدوانيّة وسبب حملاتهم المتكرّرة نحو جنوب ووسط أوربة بأنّها راجعة إلى أنّ دولة الفايكنغ وبعد أن تحوّلت إلى ممالك يحكمها نبلاء وإقطاعيّون زادت النّقمة فيها بين أوساط المحاربين الّذين كانوا يعتمدون في الأصل على الزّراعة وصيد الأسماك، ولم يجد هؤلاء البسطاء المزارعون موقعًا لهم في دولة الفايكنغ الجديدة فاضطروا إلى التوجّه جنوبًا من أجل الاستيطان في أماكن جديدة يتمكّنون فيها من العيش بكرامة وحريّة، وربّما كانت مطامعهم نحو السّيطرة على مزيدٍ من الأراضي والتّوسع بعد محدوديّة الأرض إلى جانب سعيهم إلى البحث عن موارد جديدة لهم من أكثر الأمور التي شجّعتهم على شنّ حملاتٍ متكرّرة نحو سواحل إنجلترا وفرنسا من خلال أسطول بحري مكوّن من مئات السّفن أو القوارب البحريّة في الفترة ما بين نهاية القرن الثّامن عشر إلى بدايات القرن الحادي عشر.
وشعوب الفايكنغ هم شعوب تدين بالوثنيّة بالأصل، وقد كانت لهم معتقدات غريبة منها على سبيل المثال: اعتقادهم أنّ الإله أودين والّذي يُعرف بإله الحرب يرسل وحشًا يسمّى وحش بحر الشّمال ليخيف النّاس من المعاصي، لذلك يقوم الفايكنغ برسم صورته على مقدّمة سفنهم ظنّا منهم أنّ ذلك يحميهم من بطشه، وقد أدّت حملات الفايكنغ المتكرّرة نحو الجنوب الّذي كان يدين بالمسيحيّة، واستيطانهم في أماكن سكنى أناسٍ مسيحيّين إلى تعرّفهم على المسيحيّة واعتناقهم لها
وقد شكّل الفايكنج مستوطنات لهم في الأماكن التي استوطنوا فيها، وسرعان ما تحوّلت إلى مراكز أكثر تطوّراً وتمدّنًاً؛ حيث أسّسوا فيما بعد مدينة يورك في إنجلترا ومدينة دبلن في إيرلندا، وقد ساهم الفايكنغ وبقوّة في الحركة التّجارية البحريّة بين مناطق السّاحل الأوروبي بسبب امتلاكهم أسطولاً بحريّاً مكوّناً من مئات القوارب. وقد كانت نهاية دولة الفايكنغ في معركة جسر ستامفورد الشّهيرة عام 1066 ميلادي
اذن الفايكنغ قوم اشتهروا بركوب البحر والقرصنة، وقد ظهروا وسيطروا على شمالي أوربة في القرون الوسطى، كما أنهم جالوا في المحيط الأطلسي، ووصلوا إلى أمريكا قبل أن يصلها كريستوفر كولمبوس، وعاشوا بالتحديد في بلاد إسكندينافيا (السويد، النرويج، الدنمارك) ومن هناك غزوا أجزاء من إنجلترا وفرنسا، وألمانيا، وأيرلندا، وإيطاليا، وروسيا، وأسبانيا. ووصلت سفنهم حتى جزيرتي جرينلاند وآيسلندا.
لماذا خرجوا من إسكندنافيا؟
كان سبب خروجهم من إسكندينافيا الزيادة المطردة في السكان التي شهدتها تلك البلاد، والتي قلت على أثرها الأراضي الزراعية، وساعدهم على التجوال في البحار التطور الذي طرأ على صناعة السفن هناك.
أصل الفايكنغ
ينحدر الفايكنج من قوم جرمانيين عاشوا في شمال غربي أوربة، ثم تحولوا إلى بلاد إسكندينافيا في نحو عام 2000ق.م حيث بقوا في مجموعات صغيرة لكل مجموعة ملك أو سيد يحكمها. وانقسم مجتمعهم إلى ثلاث طبقات
الطبقة الأولى طبقة النبلاء، وهم الملوك والأسياد والأثرياء.
الطبـقة الثانية الأحرار، وهم الزراع والتـجار وموظفـو الدولة.
الطبقة الثالثـة والأخيرة هي طبقة العبيد، وهم إما أرقاء بالميلاد، أو أسرى حرب.
بم عمل الفايكنغ؟
عمل معظم الفايكنغ بالزراعة وتربية الماشية، كما عمل بعضهم بصيد السمك أو ببناء السفن، وبعضهم الآخر بالتجارة، وهؤلاء هم الذين جابوا البحار طلبًا للتجارة.
مجتمع الفايكنغ
الرجل هو السيد في العائلة، التي تمتعت فيها المرأة بحقوق كثيرة، منها حق الطلاق. وقد اعتاد أثرياء الفايكنج الزواج بأكثر من واحدة، حيث توالدوا وتكاثرت أعدادهم الأمر الذي أدى إلى زيادة ملحوظة في السكان نتج عنها خروج الفايكنج من بلاد إسكندينافيا إلى العالم الخارجي.
معتقدات الفايكنغ
دفن الفايكنغ موتاهم في سفن اعتقادًا منهم أنها ستأخذهم إلى أرض الأموات، كما دفنوا مع الميت حاجياته، بما فيها كلابه، وعبيده أحيانًا. وقد كان للفايكنغ معبودات عديدة منها “أودين” إلاهة الحرب والموت، و”فراي” إله الزرع والحب، و”تور” إله السماء والضوء والمطر والرعد والرياح. وهو المسيطر على المناخ.
فن ركوب البحار عند الفايكنغ
كان الفايكنج من أمهر بناة السفن، إذ إنهم حسنوا في بنائها لتطوير استخدامها، وحسنوا لهذه الغاية في شكلها، وبنوا السفن التجارية والبحرية، وطوّعوها لتكون صالحة للإبحار في البحار والأنهار معتمدين في ذلك على الأشرعة والرياح. ولسفنهم شكلها المميز، فهي ذات مقدمة مقوّسة، كما أنهم عرفوا طرقًا خاصة بهم لمعرفة الاتجاه في البحر، فمثلاً استعانوا بالغربان لمعرفة اتجاه اليابسة.
الفايكنغ محاربون اشداء
كان الفايكنغ غلاظًا قساة في حروبهم، أثاروا الرعب في أوربة، فكانوا يحرقون كل مالم يأخذوه، أو ينهبوه، وكانوا في حروبهم شديدي الحرص على الاستيلاء على الخيول، ثم الماشية، وكذلك الأشياء الثمينة المصنوعة من الذهب والفضة، وهي غالبًا ما توجد في الكنائس والأديرة، وهذا يفسر لنا غزوهم المستمر لتلك الكنائس والأديرة في أيرلندا وأسكتلندا وفي غيرها من البلدان، وقد اتصفت حروبهم وغزواتهم تلك بالسرعة، وعنصر المفاجأة تساعدهم في ذلك خفة سفنهم وسرعتها.
هجماتهم
وقد تعرضت شواطئ إنجلترا الشرقية، وأيرلندا وأسكتلندا لغزوات الفايكنغ النرويجيين خلال القرنين الثامن والتاسع الميلاديين، كما أنهم غزوا ونهبوا أجزاء من فرنسا وإيطاليا وأسبانيا، ووصلوا حتى آيسلندا وجرينلاند، بل إنهم وصلوا حتى أمريكا حيث استقروا لفترة من الزمن على شاطئها الشرقي، كما دلت على ذلك آثارهم الباقية هناك. أما الفايكنغ الدنماركيون فقد ركزوا هجومهم على بلجيكا وفرنسا، والأراضي المنخفضة (هولندا)، وإنجلترا. واستقروا في شرقي إنجلترا حتى اضطرهم الملك الإنجليزي ألفرد الأكبر للانسحاب من هناك.
أما الفايكنغ السويديون، فقد غزوا على امتداد الأنهار في أوربة الشرقية في القرن التاسع الميلادي، وأنشأوا هناك في أرض السلافيين طرقًا ومراكز تجارية، كما أنهم سيطروا على طرق التجارة بين بحر البلطيق والبحر الأسود.
أدى وجود الفايكنغ في ثلاثة مواقع في إسكندينافيا إلى ظهور ثلاثة شعوب هناك، هم الدنماركيون، والنرويجيون، والسويديون، كما أن هجماتهم المستمرة على إنجلترا أدَّت إلى توحيدها
مصادر البحث
-عالم المعرفة
-موضوع
-ويكيبيديا