تعتبر مدينة “بصرى الشام” من المناطق الأثرية الجامعة لعدة حضارات متعاقبة، والشيء الذي تتميز به المدينة هو وجود علاقة مميزة بين الآثار الإسلامية والمسيحية حيث يجد السائح المسيحي ضالته من خلال الأوابد الأثرية التي تدل على عظمة الديانة المسيحية ومراحل تطورها، ومن أهم الأوابد المسيحية في المدينة كنيسة الكاتدرائية التي ظهرت عليها أول قبة في عالم البناء المسيحي.

كاتدرائية بصرى

أهمية تاريخية كبيرة اكتسبتها هذه الكاتدرائية التي يعود تاريخ بنائها إلى عام 512- 513 مسيحية 

 وهي بناء عظيم الشأن من الناحية المعمارية، فقد ظهرت عليه أول قبة في عالم البناء المسيحي، ولا يظهر منها للزائر الآن سوى بقايا الجدران الخارجية والمذبح، ويعود تاريخ بناء الكاتدرائية إلى عام 512 – 513 ميلادي. ويبلغ طول الكاتدرائية 51 متراً وعرضها 37 متراً. وهي موقوفة للقديسين “سرجيوس وباخوس وتيونتوس”، “وقام ببنائها الأسقف “جوليانوس” المشهور باستقامته وشجاعته، وصراحته المقرونة بالجرأة التي عانى بسببها الكثير من المصاعب، وقد نفي من “بصرى” في نفس العام الذي افتتحت به الكاتدرائية بسبب رفضه التوجيه الذي بعث به “سيفروس” بطريرك أنطاكية، ويروى أن خصوم جوليانوس السياسيين وضعوا السم في كأس شراب قدموه إليه، وقد شرب الكأس بعد أن رسم علامة الصليب فلم يؤثر السم في جسمه».

من جوانب الكاتدرائية
من جوانب الكاتدرائية

أُقيمت القبة على إطار دائري بني فوق ثمانية أعمدة سيئة التنفيذ، ما أدى إلى تداعيها عدة مرات وإعادة بنائها. وكان فيها العديد من الأبواب والنوافذ والمحاريب لوضع التماثيل، جدرانها كانت مطلية ومرسومة ومغطاة بالمرمر، أما الجدران الخارجية فبسيطة دون زينة. فيها ثلاث حنيات أوسطها أوسعها وأعلاها، ولم يبق من زينتها الداخلية سوى بعض الرسوم للعذراء والملائكة القديسين. وكانت الجدران مكسوة بالرخام، ولم يبق منه إلا كسر قليلة. وقد تهدمت واجهة الكاتدرائية، ولم يبقَ فيها إلا قسم من الزاوية الشمالية الغربية للحائط الخارجي مع محرابه وزخارف “أفاريز”

 تتمتع هذه الكنيسة بطراز رفيع من الفن المعماري الأمر الذي حفز الإمبراطور “جوستينيان” إلى تشييد كاتدرائية “أيا صوفيا” في اسطنبول، وكنيسة رافينا في إيطاليا، وكذلك كنيسة “الرصافة” على غرار كاتدرائية “بصرى”، ومزينة من الداخل والخارج بمحاريب.

يرجع ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ الى السنة -512 513 مسيحية، ﻭﻫﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻳﺔ، ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﻴﺤﻲ ﺑﺘﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺒﺔ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎً لايظهر ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻏﻴﺮ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﺤﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤذﺑﺢ .
ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻜﺎﺗﺪﺭﺍﺋﻴﺔ 51 ﻣﺘﺮ ﻭﻋﺮﺿﻬﺎ 37 ﻣﺘﺮ، ﻭﻫﻲ ﻣﻮﻗﻮﻓﺔ ﻟﻠﻘﺪﻳﺴﻴﻦ “ ﺳﺮﺟﻴﻮﺱ ﻭﺑﺎﺧﻮﺱ ﻭﺗﻴﻮﻧﺘﻮﺱ ” ، ﻭﺑﻨﺎﻫﺎ ﺍﻷﺳﻘﻒ “ ﺟﻮﻟﻴﺎﻧﻮﺱ ” ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﺑﺈﺧﻼﺻﻪ ﻭﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ﻭﺷﺠﺎﻋﺘﻪ، ﻭﺟﺮﺃﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ، ﻭلذلك ﻭﺍﺟﻪ ﻛﺘﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺎﻋﺐ، ﻭﺗﻢ ﻧﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﺼﺮﻯفي السنة ذاتها التي كرست فيها ﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺪﺭﺍﺋﻴﺔ .
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺎﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺘﺘﻤﻴﺰ ﺑﻄﺮﺍﺯ ﺭﻓﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ، ﺷﻴّﺪ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ “ ﺟﻮﺳﺘﻴﻨﻴﺎﻥ ” ﻛﺎﺗﺪﺭﺍﺋﻴﺔ “ ﺃﻳﺎ ﺻﻮﻓﻴﺎ ” في القسطنطينية عاصمة الامبراطورية الرومية، ﻭﻛﻨﻴﺴﺔ ﺭﺍﻓﻴﻨﺎ ﺑﺈﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، ﻭﻛﻤﺎﻥ ﻛﻨﻴﺴﺔ “ ﺍﻟﺮﺻﺎﻓﺔ ” ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻂ ﻛﺎﺗﺪﺭﺍﺋﻴﺔ “ ﺑﺼﺮﻯ” ، ﻭزُينت   مثلها ﻣﻦالداخل ﻭﻣﻦ  الخارج ﺑﻤﺤﺎﺭﻳﺐ . ﻭﻋﻠﻰ جدرانها الداخلية  ايقونات “ فريسك ” ﺘﻤﺜﻞ  السيد المسيح ووالدته اﻠﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ، ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺪﺓ ﺍﺑﻮﺍﺏ ﻭﺷﺒﺎﺑﻴﻚ ﻭﻣﺤﺎﺭﻳﺐ تُضع فيها ﺍﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ
فناء الكاتدرائية
فناء الكاتدرائية

ويتألف هيكلها من ثلاث حنيات، وعلى جدرانها صور ملونة “فرسيك” تمثل رسوماً للسيدة العذراء والقديسين، وتم العثور على أجزاء من لوحات فسيفساء من قبل البعثة الايطالية العاملة في بصرى عند المدخل الجنوبي من الكنيسة، وفي أجزاء متفرقة في الوسط. والكاتدرائية من الداخل عبارة عن دائرة محاطة بمربع شكلت الزوايا فيها محاريب، توسعت نحو الخارج من جهة الشرق لبناء الحنية وأربع غرف، اثنتان في كل طرف، فأصبحت بذلك مستطيلة الشكل وفيها 50 نافذة.

وكانت كاتدرائية “بصرى” مثالاً للمهندسين المعماريين في ذلك الوقت، لذلك أمر الإمبراطور “جوستينان” بعد سنين قليلة على بنائها ببناء كنيسة “ايا صوفيا” وكنيسة “رافين” في القسطنطينية مع تلافي الأخطاء المعمارية التي وقعت عند بناء كاتدرائية بصرى فبقيتا حتى الآن، وقد قامت بعثات أثرية فرنسية وأمريكية وايطالية بدراسة الكاتدرائية دراسة مفصلة».

"كاتدرائية بصرى".. أول قبة في عالم البناء المسيحي
“كاتدرائية بصرى”.. أول قبة في عالم البناء المسيحي

القبة التي ظهرت الأولى في عالم البناء المسيحي جدرانها كانت مطلية ومرسومة ومغطاة بالمرمر وهنا يتابع: «أُقيمت القبة على إطار دائري بني فوق ثمانية أعمدة سيئة التنفيذ، ما أدى إلى تداعيها عدة مرات وإعادة بنائها. وكان فيها العديد من الأبواب والنوافذ والمحاريب لوضع التماثيل، جدرانها كانت مطلية ومرسومة ومغطاة بالمرمر، أما الجدران الخارجية فبسيطة دون زينة. فيها ثلاث حنيات أوسطها أوسعها وأعلاها، ولم يبق من زينتها الداخلية سوى بعض الرسوم للعذراء والملائكة القديسين. وكانت الجدران مكسوة بالرخام، ولم يبق منه إلا كسر قليلة. وقد تهدمت واجهة الكاتدرائية، ولم يبقَ فيها إلا قسم من الزاوية الشمالية الغربية للحائط الخارجي مع محرابه وزخارف “أفاريز”».

جانب الكاتدرائية
جانب الكاتدرائية