Quantcast
Channel: د.جوزيف زيتون
Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

قناطر دير حباش “بقايا الكنيسة”كنيسة دير حباش

$
0
0
قناطر دير حباش “بقايا الكنيسة”
كنيسة دير حباش 
يوجد في قرية “دير حباش” بقايا لهيكل عمراني قديم يقع في الجزء الأوسط منها “جانب الجامع حاليا” وكان يون الجزء السفلي منها بالكامل ويظهر منها على سطح التربة من مكان ميلان القوس اي ان اعمدة حمل الاقواس شرف بشكل كامل على برج صافيتا وبرج ميعار وقلعة العريمة
.
– الهيكل مبني من حجارة بازلتية وكلسية منحوتة بدقة عالية “حجارة القناطر البازلتية غير اصيلة اي انها ليست من الحجارة الطبيعية التي تتكون منها المنطقة، فصخور المنطقة كلسية بيضاء والحجارة بازلتية سوداء، ويظن انه كما حال بقية الابنية تم جلبها من الأماكن القريبة الموجود فيها هكذا نوع من الحجارة.
.
– جدار الكنيسة مبني من حجارة مختلطة بينما القناطر مبنية فقط من الحجارة البازلتية وهذه القناطر مدفغير ظاهرة ابداً وبقايا كنيسة سمكة تتشابه بشكل كامل تقريبا من حيث البناء ونوع الحجارة مع قناطر دير حباش ولكن بحجم أكبر.
.
– يوجد ثلاث قناطر باقية وتم التأكد من أنه كان يوجد 5 قناطر على الأقل متوضعة بإتجاه شمال جنوب.
.
◘ التاريخ
أعاد المؤرخون كنيسة سمكة الى الفترة البيزنطية المتأخرة وبما ان الكنيستان تتشابهان بشكل كامل فإنه من البديهي ان يقول قائل انها تعود لنفس الفترة ولكن اذا اردنا البحث والتدقيق علينا ان نعلم ان اسم “دير حباش” هو اسم آرامي بحت ويعني حسب الترجمة الحرفية الى العربية مكان الحبس او مكان اقامة الرهبان وبالتالي فإننا نستطيع القول مبدئيا انها تعود الى الفترة الآرامية مطلع المسيحية، واذا راجعنا تاريخ المواقع الأثرية في المنطقة بشكل خاص وفي سورية بشكل عام فإننا نعلم انها كانت تعود الى زمن ساد فيه الكنعانيون (الفينيقيون)  والاغريق وكلما اتت حضارة كانت ترث ما بنته سابقتها وبما أن سكان المنطقة اعتنقوا المسيحية فإننا نستطيع ان نقرن هذا بذلك اضافة الى الموقع المتميز الذي يجعلها تطل على برجي صافيتا وميعار والذي يطل بدوره على قلعتي يحمور والعريمة.
.
من خلال هذا نستطيع القول انها كانت محط استراحة للقوافل المتجهة من برج صافيتا والذي كذلك هو حصن روماني تم بناؤه على انقاض هيكل فينيقي- اغريقي وتحولت هذه الاستراحة او المحطة عند ظهور المسيحية الى كنيسة مسيحية كانت مع كنيسة سمكة يشكلان الثقل الديني للمنطقة.
.
في عهدي الامبراطوريتين الرومانية والرومية  لسورية تحولت هذه الكنيسة الى محطة استراحة لقوافلهم المتجهة من برج صافيتا بإتجاه سهول عكار. وعند الغزو الفرنجي في القرن الحادي عشر الى الثالث عشر بقيت هذه الكنيسة تتمتع بمركزها الديني بالإضافة الى الحضور اللاتيني فيهابصفتها كنيسة الحكم الصليبي.
.
–  من المعروف انه خلال قرنين من حملات الفرنجة في سورية انه سادت  فترة التعايش بين الفرنجة والحكام المسلمين في المنطقة، وعند اواخر هذه الحملات، شن الحكام والولاة المسلمون معارك لطرد الفرنجة من سورية وتزامن ذلك  مع فتح انطاكية والتنكيل بأهلها  المسيحيين من قبل الظاهر بيبرس (مائة الف من القتلى والسبايا والمهجرين الى مصر، وكذلك في قرى القلمون الشرقي المسيحية وسقوط القدس بيد صلاح الدين الايوبي…
وكان قد اتجه نحو هذه المنطقة ( دير حباش) الشيخ موسى الفارس قادماً من قلعة /الكيمي/ في منطقة الدريكيش على رأس مجموعة من رجال الدين المقاتلين، وقام بالاستيلاء على دير حباش واحتلال هذه المنطقة بالكامل وأرسى أول بذرة للإسلام فيها، وهجَّر منها المسيحيين بإتجاه جبال عكار.
حسب بعض الروايات فإن أحفاد رعاة هذه الكنيسة، وكنيسة سمكة موجودون في كسروان والهرمل في جهات لبنان حالياً.
بقي الشيخ موسى في المنطقة، وبعد موته دُفن بجانب هذه الكنيسة دون ان يتم المساس بها على الأرجح، وظلت على حالها حتى بدأ المد الاسلامي  القادم من الشمال ومن حلب حيث عظم عددهم واقاموا مقبرتهم الاسلامية  ما حول هذه الكنيسة  لذا تعتبر هذه المقبرة انشئت  لموتى أهل القرية المسلمين الأوائل.
.
– بعد فترة  قام أهل المنطقة ببناء مقام الشيخ موسى الفارس بالكامل من حجارة هذه الكنيسة، وكذلك قاموا بإستخدام الحجارة المسطحة الى –شطائح- توضع في القبور، وتم اكتشاف ذلك اثناء حفر احد الأماكن لدفن متوفى فظهر على عمق نحو 1.5 بعض هذه الحجارة التي كان قد دفن تحتها شخص ما وكذلك فقد روى لي بعض المعمرين في القرية انهم وفي صغرهم كانوا مع أهاليهم يقومون بأخذ حجارة هذه الكنيسة على ظهر الدواب ليبنوا فيها غرفا صغيرة ومواقد للتنور في أرجاء القرية –نستطيع رؤية هذه الحجارة في أماكن مختلفة من أرجاء القرية.
– لهذه الأسباب فإنه لم يبق من هذه الكنيسة على مدار 1000 عام سوى ثلاث قناطر متوضعة بإتجاه شمال جنوب وسور صغير أمامهم من جهة الغرب، وهذا السور ليس اصيلاً، اي انه ليس من اساسيات الكنيسة بل تم بناؤه من حجارة الكنيسة المهدمة ..(في الحقيقة هذه الكنيسه محظوظة أنه بقي منها شي ما بعدما استجروا منها كل شيء، كما حصل في كل المناطق كدير الشيروبيم مثلاً في قمة صيدنايا بعدما استجر سكان القرى الاسلامية المحيطة حجارته لبناء بيوتهم ومساجدهم).
.
قناطر دير حباش "بقايا الكنيسة" كنيسة دير حباش
قناطر دير حباش “بقايا الكنيسة” كنيسة دير حباش
◘ الآن 
واقع القناطر الآن سيء وهي محاطة بالقبور، والأكثر من ذلك أنها غير مصنفة في مديرية الآثار، أو دائرة السياحة في محافظة طرطوس وتم إقامة حائط إسمنتي تحت القناطر شوّه منظرها وحائط إسمنتي آخر أمام السور أخفى نصفه تقريباً.
القياسات 
أقصى ارتفاع ظاهر: 2.6م
طول القناطر : 10.2م
ارتفاع القنطرة الواحدة الظاهر : 1.5م
قطر القنطرة : 2.6م
السماكة العمودية : 40سم
السماكة الأفقية: 70سم
الطول عند إلتقاء الأقواس: 60سم
طول قاعدة إلتقاء الأقواس: 50سم
طول الجدار الباقي فوق القناطر: 4.9م
ارتفاع الجدار عند تلاقي القناطر: 1.4م
ارتفاع الجدار فوق قوس القنطرة: 70سم
كما يوجد في الحائط المبني فوق القناطر 3 غرف صغيرة واحدة فوق إلتقاء القناطر وإثنتان عند الإنحناء .. إثنتان بأبعاد 35×35سم وواحدة 45×45سم
طول السور: 10.7م

Viewing all articles
Browse latest Browse all 1470

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>