جبلة الفينيقية- اليونانية
حافظت مدينة “جبلة” على اسمها الفينيقي اليوناني مع بعض التحريف البسيط منذ نيف وثلاثة آلاف عام. فقد ذكرتها النصوص الأوغاريتية الفينيقية باسم “جبعلا”، ولربما عنى اسمها “الجب العالي أو البئر العميقة” نظراً لما هو معروف عنها من انخفاض سوية الوسادة المائية تحتها وعمق آبارها ..
و في العصور الهلينستية اليونانية، والرومية البيزنطية، أصبح اسمها يلفظ على شكل “غابالا” لانعدام حرف العين في اللغة اليونانية الرومية . أي إن اسمها بقي على حاله مع اختلاف في طريقة اللفظ فقط “غابالا-جابالا-جبلة” …
جبلة قديمة قدم الدهر ، وهي فينيقية الاصل وقد جاء ذكرها في آثار ( أوغاريت ) رأس شمرا .
وكانت تابعة لمملكة أرواد الفينيقية ، وشاركتها في الكثير من الحروب والتجارة البحرية وغير ذلك …
في القرن الخامس قبل الميلاد سكنها الاغريق “اليونان” بعد الهجرة اليونانية للمنطقة والتي بدأت عام 1500 ق.م على دفعات نسبة للظروف التي عاشتها بلاد الاغريق ، وقد مر فيها الإسكندر المقدوني الإمبراطور العظيم في اليوم التالي لمعركة إيسوس عام 333 ق.م التي نشبت بينه وبين الفرس .
ومع اعتناق الفينيقيون للمسيحية في الكنيسة الرومية الارثوذكسية و في عام 395 م أصبحت مدينة رومية بثقافة فينيقية-يونانية ، وفي عام 476 م داهمها زلزال رهيب دمرها فلجأ السكان إلى القرى المجاورة ولكنهم عادوا وجددوا ما دمر ورمموا ما تهدم من أبنيتها ، وفي منتصف القرن السادس الميلادي ، قام امبراطور الروم جستينيان بإعادة بناء المدينة وترميمها . ولم تلبث طويلا حتى استعادت نشاطها التجاري والزراعي .
دخلها العرب المسلمون عام 687 م واجبروا الكثير من اهلها على اعتناق الاسلام .
حصل التمازج “الشرقي الفينيقي – البلاسجي اليوناني” لتنشأ منه حضارة مميزة اسمها “الحضارة الهلينية” ، انتشرت في الساحل المشرقي وقبرص واليونان ، وتطورت بشكل طبيعي جداً ومع نشوء المسيحية اصبحت تسمى بالحضارة الرومية .
الفينيقيون هم خلطة حضارية وعبارة عن مجموعتين أساسيتين
1- المجموعة الاولى عبارة عن كنعانية أمورية وهي مجموعة سامية وحامية …
2- المجموعة الثانية هي يونانية إغريقية مؤلفة من قبائل ” الاخائيين – الايونين – الايوليين – الدانيين ” …
(نسور الروم- المهندس الصديق ملاتيوس جغنون)